Connect with us

أصوات نسائية

“فوزة”… غصباً عن الغرابيب السود سيظل للجمال مكان بيننا

نشر

قبل

-
حجم الخط:

الحكاية رقم 3

من: ش. أ
تحرير: لانا حاج حسن

لم تكن تعرف “فوزة” أن مساعدتها للنساء بتجميلهن وتصفيف شعرهن قد يُكلفها حياتها في العرف الداعشي، فالجمال أو المساعدة في صُنعه هو بدعة ويستلزم العقوبة. “فوزة .أ” سيدة من مواليد دير الزور وتقيم في الرقة عملت قبل دخول داعش في مجال تجميل السيدات، لإعالة بناتها وزوجها المعاق غير القادر على العمل.

تبدأ الحكاية بالقول:
أذكر أن جارة لي كانت منتسبة لداعش، وقد جاءت لزيارتي وقد وجدت في بيتي العديد من النساء الذين جئن طلباً لخدماتي في مجال التجميل.

حاولت أمامها أنا والنساء التصرف بشكل عادي وبأنهن عندي لزيارة نساء عادية، لأكتشف فيما بعد أنها قامت بالتبليغ عني أني أعمل في مجال تجميل السيدات، لتأتي سيارة تابعة للحسبة وتقوم نسائها باعتقالي. لم أكن أعرف لماذا تم اعتقالي. تتابع بالقول: عندما وصلت دار الحسبة رأيت النساء هناك يقولون عني أني أبرج النساء وأزينهن…، وبدؤوا بقراءة أحاديث ينسبونها للرسول حول التبرج وغيره من الأمور وكنت لأول مرة أسمع بها. بدأت امرأة داعشية بتوبيخي بكلام نابي جداً وضربي، حاولت بداية أن أنكر قيامي بتجميل النساء، ولكن لاشتداد وطأة الضرب اعترفت بقيامي بذلك.

ضربوني بشدة على يداي وجيئة وذهاباً يتوعدنني بقص أصابعي، كان الضرب مبرحاً وبكيت بشدة. الملفت للنظر أن من كن يقمن بجلدي كن متبرجات وتفوح منهن رائحة العطر. أنا أعاني من مرض الضغط ومن شدة الضرب والبكاء ارتفع معي الضغط فدخت ووقعت أرضاً. كانت السجّانات تتوعدني أنه بمجرد مجيء الشيخ صباحاً سيصدر الفتوى التي تبيح قص أصابعي. جاء زوجي إلى الحسبة وشرح لهم وضعنا في المنزل وأنه معاق وأب لبنات ولا معيل سواي، لكن لا جدوى.

طلبوا من أجل إخراجي من السجن أن يقوم أحد الأشخاص بكفالتي وأن أحلف على القرآن بأن لا أعود لممارسة هذه الأعمال. خرجت من السجن بعد قيام أحد الأشخاص بكفالتي ومع ذلك لم أسلم من لسان نساء الحي والمجتمع المحيط، كوني بقيت في سجن النساء لدى داعش يومان وكانت آثار الضرب بادية علي.

الغريب كيف أن امرأة من وشت بي، والنساء من المجتمع المحيط بي هن من يعملن على إهانتي وإذلالي بالحادثة التي حصلت معي، مع أنه من المفترض أن يكون العكس وأن تكون النساء هن أول داعمات للجمال والاهتمام به… مفارقة عجيبة.