Connect with us

أخبار وتقارير

سري كانيه نموذجًا: ازدواجية التعليم بمناطق الإدارة الذاتية… عائق أمام الطلاب وحيرة للأهالي

نشر

قبل

-
حجم الخط:

آسو-بنيامين أحمد
تحرير (س،م)

يرتبط الخريف وقدوم أيلول من كل عام، ببداية الفصل الأول لعامِ دراسيِ جديد، حيث يبدأ الأهالي بتحضيرات المدرسة، وشراء اللباس والقرطاسية، فيما يستعد الطلاب لبدء التحضير للدوام المدرسي.

في مدينة سري كانيه/ رأس العين، التي اخترناها، كما العديد من المدن الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية الديمقراطية، يغطي المدينة النظام التعليمي التابع للإدارة الذاتية الديمقراطية، والذي يركز على مناهج تعليمية خاصة بالإدارة الذاتية باللغات الكردية، والعربية، والسريانية، الأمر الذي يؤرق الأهالي الذين يشعرون بعدم استقرار تعليمي لأبنائهم حتى الأن، إضافة للخشية من عدم الاعتراف بالمناهج التعليمية التي يتم تدريسها، فيصبح مستقبل الأبناء مجهولًا، بالتزامن مع استمرارية شرعية المناهج الحكومية السورية لدى المجتمع الدولي.

وهذا العام وصلت مناهج الإدارة الذاتية للمرحلة الثانوية، فتقول إحدى طالبات (أخفي اسمها برغبتها) المرحلة الثانوية، إن إلغاء المرحلة الثانوية في التعليم بالمناطق الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية، سوف يسبب أزمة للعديد من الأهالي، الذين لن يستطيعوا أن يعوضوا إغلاق المدارس الثانوية الحكومية، بتحمل تكاليف الدروس الخصوصية لمناهج الحكومة السورية لتدريس أبنائهم.

إغلاق المدارس الثانوية، سيجبر طلاب المرحلة الثانوية، إما على الدراسة بمناطق خاضعة لسيطرة الحكومة (المربع الأمني بالحسكة والمربع الأمني في قامشلو/ القامشلي)، أو الخضوع لدورات تدريسية خاصة وهي باهظة التكاليف (..)!.

وتقوم الإدارة الذاتية بطباعة المناهج التعليمية في مطابع تتبع مؤسسات الإدارة بالمنطقة.

تقوم “أم بشار” (من أهالي سري كانيه) بالتحضير للانتقال إلى الحسكة، برغبة في أن يقوم أبناؤها بالدراسة في مدارس تتبع الحكومة السورية، فتقول “سعينا للانتقال كي نضمن مستقبل أبناءنا التعليمي، برغم الظروف المعيشية القاهرة التي سنعاني منها، إضافة لارتفاع آجار العقارات، لكن لدي ولدين في مرحلة التعليم الأساسي ويجب أن أضمن مستقبلهما”.

يقول “أحمد” وهو تربوي، إن خيار الناس العودة لمناهج النظام، ليس اعتراض على مناهج الإدارة الذاتية الديمقراطية، بقدر أنه “الخوف من المجهول في مجال التعليم، إضافة لعدم وجود اعتراف بمناهج الإدارة يشكل تخوف للأهالي”.

وتضيف “أم بشار” أن أولادها درسوا المرحلة الإعدادية لمناهج الإدارة الذاتية، لكن مستواهم تراجع “بسبب ضعف الكوادر التعليمية”.

في الجانب الأخر، يقول “أبو محمد” إن ابنه سيبدأ التعليم بالصف الأول هذا العام، “ليس هناك مدارس حكومية لذا سيخضع ابني للتعليم بمدرسة تابعة للإدارة الذاتية”، ويضيف “نتمنى أن يكون هناك ضمان مستقبل لأبنائنا بهذه المدارس”.

أما “أبو يوسف” فيرغب أن يتم الاعتراف بمناهج الإدارة الذاتية، “رغبتي نابعة من أن يتعلم أبنائي بلغتهم الأم الكردية، لا يوجد اعتراف رسمي حتى الآن بالنظام التعليمي للإدارة الذاتية، لكن لا بد أن يتم الاعتراف (..)!”.

وبحسب الرئاسة المشتركة للمجمع التعليمي في سري كانيه، فإن المدارس المؤهلة للتعليم، والتي تتبع الإدارة الذاتية الديمقراطية، في سري كانيه وريفها بلغت (148) مدرسية ابتدائية- اعدادية، و6 مدارس ثانوية، إضافة لنحو 1400 معلمة ومعلم، خضعوا لدروات في المناهج وطرائق التدريس بحسب الرئاسة المشتركة في حديث لشبكة آسو الإخبارية.

الرئاسة المشتركة ذكرت أن عدد الطلاب المتوقع للعام الدراسي 2019-2020 أن يصل لنحو 20000 طالبة وطالب.

وتجدر الإشارة إلى أن الإدارة الذاتية توجهت هذا العام لإدخال مناهجها للمرحلة الثانوية بشكل كامل حتى شهادة البكالوريا، وبذلك لم يعد هناك مدارس حكومية لاستقبال الطلاب هذا العام.

*الصورة من أرشيف الشبكة