مدونة آسو
عقوبات داعش المهينة: انتهاك كرامة الإنسان تحت ستار الشريعة

استخدم تنظيم داعش أساليب ترهيب مختلفة لفرض آرائه وسيطرته على المجتمع، متجاوزاً حقوق الإنسان وكرامته. نتناول هنا بعضاً من هذه العقوبات التي نفذتها أجهزة الحسبة والشرطة التابعة للتنظيم، حيث تم تطبيقها علناً في الأسواق والأماكن العامة، مما جعل المخالفين عرضة للتشهير والإذلال:
1- وضع مخالفي التنظيم في قفص حديدي:
في مدينة الطبقة، أقام التنظيم قفصاً حديدياً في منطقة مزدحمة، حيث وُضع فيه من يخالف تعليمات الحسبة، كالمتخلفين عن الصلاة أو حليقي الذقن أو من يرتدون ثوباً طويلاً، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان.
2- الجلد في السوق:
قام التنظيم بجلد مدخني السجائر في الشارع الرئيسي والأسواق العامة في مدينة الطبقة، مستخدماً سوطاً من الجلد أو البلاستيك، رغم أن الشريعة الإسلامية لا تنص على هذه العقوبة.
3- وضع المخالفين على ظهر الحمار والتجول بهم في أسواق المدينة:
لجأ التنظيم إلى وضع بائعي الدخان وغيرهم من المخالفين لتعاليمه، على ظهر حمار بالمقلوب والتجول بهم في الأسواق الرئيسية لمدينة الطبقة، مما جعلهم عرضة للسخرية من الأطفال والمارة، في موقفٍ مهين.
4- صلب المخالفين في السوق:
استخدم التنظيم أعمدة على شكل صليب لربط المخالفين تحت الشمس أو في الأجواء الباردة لساعات طويلة، مما يشكل انتهاكاً لكرامة الإنسان، وكان يستخدم هذه العقوبة ضد المتخلفين عن الصلاة والمدخنين ومن يطولون ثيابهم من الرجال.
5- ضرب النساء في السوق:
أقدم عناصر الحسبة التابع لتنظيم داعش، على ضرب النساء المخالفات للباس الذي فرضه التنظيم، بالخيزارنات، مما يشكل انتهاكاً لحقوق المرأة وكرامتها، وإهانةً لها.
6- حلق شعر رأس المخالفين بطريقة مضحكة:
فرض التنظيم عقوبة على من لا يحلقون رؤوسهم بالطريقة التي حددها، بحلق جزء من الرأس وترك جزء آخر، مما يجعل مظهر الشخص مضحكاً.
7- قص وتقطيع لباس المخالفين:
قام عناصر الحسبة بتمزيق ألبسة المخالفين للزي الذي فرضه التنظيم، مما يجعلهم عرضة للسخرية، دون مراعاةٍ لحقوق الشخص وكرامته في المجتمع، وكان التنظيم يرفض بشكلٍ قاطع الألبسة الضيقة والجينز.
وفي هذا السياق، تحدث أحمد الأحمد، أحد سكان مدينة الطبقة، لشبكة آسو الإخبارية، عن موقف كان شاهداً عليه، حيث رأى شاباً يركب حماراً بالمقلوب وكتب على ظهره “بائع دخان” والحمار يسير به وسط المارة، وأضاف أحمد أن هذه العقوبات كانت تهدف إلى ترهيب المجتمع والسيطرة عليه نفسياً.
كما يتحدث شاب آخر (م.خ)، عن تعرضه للجلد العلني في عام 2015 لمجرد أن أحد عاصر التنظيم اشتم رائحة دخان تنبعث منه، مما جعله يشعر بالإذلال والخجل أمام الناس، مؤكدًا أن التنظيم كان يسعى فقط لفرض سيطرته وبث الرعب بين الناس.
حقبةٌ مريرة عاشها أهالي مدينة الطبقة، أعادتهم إلى عصورٍ بائدةٍ، وإلى ممارسات أنظمتها التي كانت تحطّ من قيمة الكائن البشري وتنال من كرامته، وترتكب أبشع الجرائم في سبيل بسط هيمنتها وسيطرتها.
