Connect with us

أخبار وتقارير

مزارعو الشدادي يواجهون نقص الكهرباء والآليات بالعودة إلى الأساليب القديمة

نشر

قبل

-
حجم الخط:

آسو-ياسر الأحمد

دفعت الظروف الصعبة التي فرضها العدوان التركي الأخير، وضعف الاهتمام الإداري وتشتت الإمكانيات ونقص التجهيزات شريحة كبيرة من المزارعين والفلاحين في بلدة الشدادي وريفها للاكتفاء بالزراعة (بعلاً)، بسبب انعدام القدرة على التكاليف المادية المترتبة من خلال الزراعة (سقياً)،

لكن معاناة المزارعين والفلاحين في تلك المناطق ازدادت كثيرًا في أعقاب أزمة نقص مادة المازوت وأصبحت أشد قسوة.

إضافة إلى عدم توفر التيار الكهربائي بشكل مناسب لاستخراج المياه الجوفية لسقاية الأراضي والمحاصيل الزراعية مما أصبح يعتبر من الصعوبات الأساسية التي يعاني منها القطاع الزراعي منذ بداية الحرب في سوريا، حيث يستخدم المزارعون المضخات التي تعمل غالبا على المولدات للسقاية، لحماية مزروعاتهم من التعرض للعطش أو للجفاف وهو ما يحدث في حال انقطاع الكهرباء لفترة طويلة.

ويعيش الكثير من الأهالي في بلدة الشدادي معتمدين على الزراعة، حالهم كحال جميع المزارعين، يزرعون الأراضي إما (سقي) عن طريق الآلات الزراعية والمضخات والمولدات وغيرها، أو (بعل/عدي) من دون أية آلات أو معدات، حيث يكون انتاجها معتمدا على الأمطار.

“مشكلة الزراعة حالياً في الشدادي، تكمن في ارتفاع أسعار الوقود والمحروقات التي تعمل عليها هذه المولدات، إضافة إلى عدم توفر هذه المادة أصلاً بشكل كبير، علاوة على المصاريف المكلفة لإصلاح المولدات في حال تعطلت”، بحسب أحد المزارعين في بلدة الشدادي.

ويشتكي المزارع “صلاح الخليل” من عدم توفير الخدمات التي تؤهل المحصول الزراعي وتزيد من قيمته الإنتاجية، ويقول لشبكة آسو الإخبارية، “من أين نحصل على الدعم اللازم لرفع القيمة الزراعية؟!”

في حين يقول أبو منهل، “لا نملك سوى الزراعة لكي نعيش، وهي المهنة التي ورثناها من آبائنا وأجدادنا، ولكنها أصبحت لا تسد احتياجاتنا، وهي بلا ربح تماماً، وحتى أحياناً يكون الإنتاج غير مجديا ولا يسدد تكاليفه وذلك لأن الزراعة تحتاج إلى البذار والأسمدة والمبيدات والماء، والمازوت كوقود للمولدات، وكل ذلك لا يتوفر لنا إلا بأسعار خيالية مع الأسف”.

في الشدادي وريفها، تبدو المعاناة كبيرة جداً نتيجة ارتفاع سعر مادة المازوت وعدم توفر هذه المادة إلى الحد الكافي بالنسبة للمزارعين، فضلاً عن الإصلاحات المكلفة للمولدات التي تُستخدم لتشغيل الآلات ورفع الماء من أجل سقاية الزراعة، فلم يعد بمقدور المزارعين والفلاحين تأمين المازوت للمولدات الزراعية وتحمل تكاليف الصيانة.

يقول “جاسم محمد الخلف” لشبكة آسو الإخبارية، وهو من قرية الحمراتي، “من العام الفائت وحتى الآن، لا يوجد تطرق لموضوع السقاية لأنه مكلف جداً، والأهالي يأملون خيرا بالاعتماد على الزراعة بعلاً، والاتكال على رب العالمين”.
وأضاف، أن السبب واضح في المشاكل الزراعية، فمادة المازوت يصعب توفرها في المنازل من أجل التدفئة، فكيف لها أن تتوفر من أجل الأراضي الزراعية.

موضوع الدولار وارتفاع قيمته مقابل العملة السورية، من أسباب رفع أجور إصلاح المولدات ويبالغ الفنيون في رفع أسعارهم استنادا إلى هذه الحجة، وأحياناً قد يصل قيمة الإصلاح إلى قيمة سعر آلية جديدة، بحسب الخلف.

“محمد الجاسم”، من تلول الحميدية في ريف الشدادي، يقول لشبكة آسو الإخبارية، “لدي قطعة أرض صغيرة، حيث جرت العادة أن نزرعها بالاعتماد على الآبار الارتوازية، لكن صارت تكلفة المازوت والاصلاحات أكثر من الانتاج مهما كان جيد، اليوم أنا قمت بحراثة جزء من أرضي (عدي) منتظرين الموسم الزراعي القادم الذي قد يحمل لنا بعض الأمل”، ويصف “محمد الجاسم” الوضع بقوله، “إن الله جاب خير محنا بحال، وإن ما جا مطر شغلتنا فاضية”.

بالرغم من أن الزراعة هي لقمة العيش للكثير من السوريين، ولأهالي الشدادي على وجه الخصوص، إلا أنها أصبحت وسط حالة من عدم الاهتمام أو حتى محاولة توفير احتياجات الأراضي، وجدير بالذكر أنه من أجل إنعاش القطاع الزراعي، لا بد من توفر مادة المازوت للمزارعين بقدر المستطاع، فضلاً عن توفر الأسمدة والبذار والمبيدات الحشرية وغيرها.

*الصورة من أرشيف الشبكة