أخبار وتقارير
ريف ديريك :مشروع تشجير في قرية السويدية يثير استياء الأهالي، والإدارة تؤكد أن الأرض بور والمشروع لخدمة المجتمع
يشتكي أهالي قرية سويديكي (4 كم شرق ديريك / المالكية) من إطلاق الإدارة الذاتية مشروعاً لتشجير مساحة من أرض القرية، منتصف الأسبوع الفائت.
سبب اعتراض الأهالي على المشروع هو أنّ هذه الأراضي تعتبر مراعي لمواشيهم التي يعتمدون عليها في معيشتهم.
ويقول “رضوان محمد” وهو أحد أهالي القرية، لشبكة آسو الإخبارية: “هذه الأرض هي أرض بور وهي خاصة بأهالي القرية الذين يرعون فيها مواشيهم منذ عشرات السنين”.
ويبيّن “محمد” أنّ الإدارة الذاتية تريد أن تأخذ هذه الأرض لتنشئ فيها مشروعاً، دون الأخذ بعين الاعتبار الضرر الذي ستلحقه بأهالي القرية ومواشيهم، سيما وأنها تعتبر مصدر زرق لهم ولأولادهم، على حدّ تعبيره.
ويشير إلى أنّ الحكومة السورية في فترة سيطرتها على المنطقة لم تكن تسمح أن يتجاوز أحدٌ أرضه الزراعية ويحرث شبراً واحداً من الأرض البور التي هي مخصصة للرعي، على حدّ قوله.
ولم يتم أي حديث مباشر بين الأهالي والإدارة الذاتية حيث يؤكد “محمد” أنهم قصدوا مديرية الزراعة في ديريك لتقديم اعتراض على المشروع وإيقافه، “لكن لم يستقبلهم أحد” بحسب قوله.
“هذه الأرض تعتبر أملاكاً عامة، وهي ليست ملكاً خاصاً لأحد، وهي بذلك تكون ملكاً للإدارة الذاتية” يقول صلاح حمزة مسؤول مديرية الزراعة التابعة للإدارة الذاتية في ديريك.
ويرى “حمزة” أنّ للإدارة الذاتية الحق في إقامة أي مشروع تجده مناسباً في هذه الأرض.
وعزمت الإدارة الذاتية على زراعة الأشجار على شكل مدرّجات في هذه الأرض التي تبلغ مساحتها قرابة 2 دونم، على اعتبار أنّ هذه المنطقة تعتبر منطقة سياحية ويقصدها الأهالي للتنزه، بحسب “حمزة”.
ويشير مسؤول الزراعة أنّ هذه الأرض هي أرض حجرية ولا تصلح لأي نوع من أنواع الزراعات، سوى أن تزرع فيها أشجار على شكل مدرجات.
كما يؤكد أنّ الإدارة لا تطمع في جني الأرباح من وراء هذا المشروع، وإنما “سيتم تسليم الأشجار إلى أهالي القرية”، بحسب قوله.
أما بخصوص المراعي فيوضح المسؤول في الإدارة الذاتية أنّه توجد مساحات شاسعة من الأراضي البور وهي صالحة للرعي، مشيراً إلى أنّ مسألة الرعي تعتبر من ضمن اهتماماتهم أيضاً.
ويعتبر أن تخصيص مساحة دونمين من الأرض الحجرية بقصد تشجيرها لا يؤثر على انعدام مراعي المواشي.
ويشير مسؤول الزراعة في ديريك إلى أهمية المشروع من الناحية السياحية، ويرى أنّ المنطقة ستنتعش بها، لا سيما أنّ الكثير من أهالي شمال شرق سوريا يقصدونها.
كما يدعو الأهالي إلى إثبات ملكيتهم للأرض، مؤكداً أنهم على استعداد لإيقاف المشروع وتسليم الأرض إلى أصحابها في حال أثبتوا ملكيتهم لها.
ويبلغ عدد المنازل في قرية السويدية قرابة 15 منزلاً، ويقطنه الكرد والمسيحيون جنباً إلى جنب، منذ عشرات السنين، وهي تعتبر من المناطق السياحية الهامة في المنطقة، ويقصدها الأهالي للتنزه، نظراً لطبيعتها الجميلة، ولا سيما خلال أشهر الربيع.
وكانت صفحات تواصل اجتماعي قد أشارت في نشر محتوى أن الإدارة الذاتية تقوم بالاستيلاء على أراضي تعود لمواطنين في المنطقة، لكن من خلال المتابعة عبر الدوائر الرسمية لم يصرح أحد بملكية هذه الأراضي.