أصوات نسائية
بيت المونة في الحسكة… بيت المرأة العاملة
تماشياً مع الأوضاع المادية الصعبة التي تعاني منها الكثير من العائلات بسبب ظروف الحرب والنزوح في محافظة الحسكة، ظهرت العديد من المشاريع التنموية الصغيرة التي من شأنها توفير دخل مادي يعين العائلات على مواجهة صعوبات الحياة اليومية.
فكانت فكرة مشروع “بيت المونة” وهو أحد هذه المشاريع التنموية التي تنفذها جمعية المودة الخيرية في الحسكة والذي يهدف إلى توفير فرص عمل للنساء المعيلات لأسرهن.
“سعد سلو” رئيس مجلس إدارة جمعية المودة بيّن لشبكة آسو الإخبارية أن الفكرة بدأت مع وجود مجموعة من الأيتام الذين قامت الجمعية برعايتهم، فأرادت أن تؤمن لهم مورداً مادياً يساعدهم في أن يكونوا منتجين وغير معتمدين على الغير.
البداية كانت في العام 2015 على حساب الجمعية الخاص على شكل مبادرات صغيرة، ثم في العام 2016 تحولت الفكرة إلى مشروع بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP وتم اتخاذ مقر رسمي للمشروع في حي الناصرة وتزايد الإنتاج تباعاً.
أشار “سلو” إلى أن نسبة 90% من العاملات اللواتي يعملن في المشروع هن أرامل يربين أيتام والجمعية توفر لهن فرصة العمل ويتم تجديد عقودهن سنوياً حسب نشاطهن وعملهن في المشروع.
وأوضح مدير المشروع أنه يتم تأمين المواد الأولية للعمل من المحافظة نفسها ويتم التصريف في السوق المحلية لاحقاً، ونسبة 90% من الإنتاج يباع للمستهلكين بشكل مباشر، وهم الآن بصدد تأسيس مركز خاص ببيع منتجات بيت المونة وبأسعار منافسة لأسعار السوق.
” نجاة العيسى” مشرفة على العاملات ومسؤولة تصريف المواد، أكدت أن الإقبال على شراء منتجات بيت المونة جيد بشكل عام وذلك يعود لتنويع المواد المنتجة، ويسعى فريق العمل إلى التجديد دائماً بالأصناف المقدمة مع الانتباه إلى تطبيق معايير الجودة والنظافة في كل مراحل العمل، وهناك لجنة تقييم ومتابعة مختصة بهذا الأمر.
“ماجدة حردان” أمينة مستودع المشروع بينت أن بيت المونة هو أول فرصة عمل لها بعد التخرج من الهندسة الزراعية، وبعد مجموعة من المبادرات التطوعية وشددت على أهمية العمل في حياة المرأة كونه يمنحها استقلاليتها الخاصة ويؤمن لها حياة كريمة، وبهذا تكون عنصراً منتجاً في محيطها.
يذكر أن مشروع بيت المونة في الحسكة بدأ بعشرين عاملة فقط والآن يصل العدد إلى ثلاثة وخمسين في فرعيه بالحسكة والدرباسية بالإضافة إلى وجود ورشات في أبو راسين، تل تمر، النشوة، والسكن الشبابي ويقوم بتوفير عدة عمل وتجهيزات للعاملات المدربات بشكل جيد بهدف إنتاج موادهم الخاصة، وصنّف المشروع كواحد من أصل ثلاثة مشاريع رائدة على مستوى المحافظة من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.