أصوات نسائية
مفاوضات السويداء مع دمشق توقفت بعد مجازر الساحل

أكدت آمال عبد الصمد، رئيسة مكتب الهيئة القيادية النسوية في السويداء وصاحبة مبادرة “قناديل التدريبية التطوعية في حديث خاص لشبكة آسو أن محافظة السويداء لا ترفض الحكومة الجديدة بشكل عام، بل إن الأمر يتعلق ببعض القضايا التي تخص الجيش والأمن العام، وأوضحت أن سكان السويداء كانوا قد اقترحوا تعيين محافظ من المدينة، وهي الأستاذة “محسنة المحيثاوي”، لكن الحكومة اختارت تعيين مصطفى بكور من إدلب ليشغل هذا المنصب، فتقبلوا المحافظ الذي مارس عمل الحكومة في السويداء، وتم تعيين الأستاذة محسنة كمعاون للمحافظ واستمر عمل الحكومة في السويداء كما يجب.
وتابعت عبد الصمد بالقول، إن العديد من المفاوضات كانت جارية لتحسين الوضع الأمني في المنطقة، وكان هناك توافق على تشكيل جيش من أبناء السويداء تحت قيادة دمشق، لكن هذه المفاوضات توقفت تمامًا بعد مجازر الساحل التي أثارت رعبًا واسعًا في المنطقة وأثرت بشكل كبير على المواقف الشعبية تجاه الحكومة.
وقالت عبد الصمد إن الإعلام يتجه بشكل متكرر لتخوين السويداء، وهو أمر غير دقيق، مشيرة إلى أن “أهل السويداء لا يتعاملون مع إسرائيل بشكل رسمي، بل هناك علاقات عائلية تربطنا بالدروز في الجولان وفلسطين، ولكن هذه العلاقات لا تتعلق بأي تعاملات مع الحكومة الإسرائيلية”، وأضافت: “لا يجوز إظهارنا كعملاء لأن ذلك يعكس فهمًا خاطئًا للواقع، نحن شعب أصيل في سوريا، ونعلم جيدًا من نحن ومن أين جئنا”.
وشددت “عبد الصمد” على أهمية الحوار المستمر والفرص التي تتيحها المفاوضات.
وأوضحت أن “تجربة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا فيما يتعلق بالرئاسة المشتركة تتيح الفرصة للمرأة بالانخراط في عملية الإدارة، وتوفر نموذجا يمكن أن يساهم في تحسين حياة المواطنين على مختلف الأصعدة” وأضافت: “هذه التجربة قد تكون مفيدة جدًا لو تم تعميمها، وتبني نماذج مشابهة لزيادة مشاركة المراة في مواقع القرار في السويداء”.
وفيما يتعلق بمسألة المفاوضات والجيش، أوضحت “عبد الصمد” أن الناس في السويداء لديهم مخاوف من دخول عناصر غير سورية ضمن صفوف الجيش، وهي مخاوف يتقاسمها جميع السوريين، ولا يخص السويداء وحدها، وتابعت: “وجود عناصر أجنبية في الجيش يقلل من الثقة الكاملة في هذا الجيش، وهذا أمر مشروع، لكن لا يعني ذلك رفضًا لحكومة السيد الشرع”.
وأشارت إلى أن ما حدث في الساحل السوري من مجازر دفع الناس في السويداء إلى مزيد من الخوف من تكرار هذه التجربة في مناطقهم، وقالت: “الأوضاع في السويداء أصبحت أكثر توترًا بعد المجازر، وأصبح هناك تريث في المواقف اتجاه دمشق، وقد ارتفع عدد المناهضين للحكومة في الأسبوع الأخير بعد الأحداث المأساوية في الساحل”.
وأضافت: “نتمنى أن يتم تعزيز الأمن في السويداء بشكل كامل، لكننا نخشى أيضًا أن يمتد الجيش إلى السويداء ويفعل ما فعله في الساحل، الحل الأمثل أن تظل فصائل السويداء كما هي، تحت قيادة من دمشق، بحيث تبقى يد الحكومة موجودة عبر القرارات، ولكن التنفيذ يتم من قبل أبناء السويداء”.
وفي حديثها عن تجربة شمال وشرق سوريا ومشروع الإدارة الذاتية، قالت عبد الصمد: “تجربة الإدارة الذاتية هي تجربة تمكن جميع أفراد المجتمع من إدارة أنفسهم بأنفسهم على مبدأ الكومين والرئاسة المشتركة، وهي تجربة تتيح للمجتمع أن يكون جزءًا أساسيًا من عملية صنع القرار، وتعتبر نموذجًا فريدًا يمكن أن يعزز المشاركة الشعبية.
