ثقافة
” القطك” زي فلكلوري كردي يأبى الاندثار
يبقى للزي الشعبي مكانة هامة في تراث كل مكون من أبناء منطقة الجزيرة، حيث يعكس الكثير من تاريخه وعاداته وتقاليده، كما يعكس صورة المجتمع والحياة فيه.
وتختلف الأزياء التقليدية في أسمائها وخاماتها وألوانها حتى بين أبناء المكون الواحد، فبعضها لا يزال مزدهراً، والبعض الآخر في طريقه إلى الاندثار منها “القطك” زي كردي تراثي مازال يقاوم موجة الحداثة والموضة.
الجدة “فيروزة قادو” تتحدث لشبكة آسو الإخبارية عن ذكرياتها مع القطك قائلة، بتاريخ 17/03/2018، كنا نرتديه بشكل يومي في فصلي الشتاء والربيع لأنه كان يمنحنا الشعور بالدفء في الأيام الباردة ولم يكن ارتدائه فقط للنساء المتقدمات في العمر وفي مناسبات معينة كما هو الحال الآن.
كانت النساء آنذاك يتباهون بنوع القماش وطريقة تطريزه ولونه، فكل واحدة كانت تملك أكثر من واحد وتخصص كل لون لمناسبة معينة، ففي الأفراح كنا نرتدي الألوان الزاهية أما في الأتراح كنا نرتدي الألوان الداكنة.
تضيف بالقول: “الآن الجيل الجديد ابتعد نوعاً ما عن تراثه وزيه الخاص، ولا تدرك الفتيات الآن كم يليق بهن زيهن الكردي التراثي، ومن جهتي أنصحهم بأن يحافظوا على التراث ويورثوه للجيل القادم من النساء.
سابقاً كانت هناك ورشات خاصة لصناعة “القطك” يدوياً ولكن الآن قليلاً ما تجد خياطاً يخيط هذا النوع من اللباس.
وفي هذا الإطار، التقت شبكة آسو الإخبارية بالسيد “صالح أحمد داوود” وهو خياط قديم للقطك في مدينة #الحسكة، والذي أشار إلى أنه ترك هذه المهنة ويعمل حالياً كبائع أقمشة.
يؤكد “داوود” أنه لم يبقى خياطين لهذا النوع بسبب قلة الطلب بشكل عام، ويعود السبب المباشر في ذلك إلى ارتفاع أسعاره التي تتراوح بين 15000 و30000 ليرة سورية حالياً، وارتفعت أسعاره بهذا الشكل بسبب انخفاض قيمة العملة السورية وارتفاع أسعار المواد الأولية الداخلة في صناعته وخياطته.
بالنسبة لموديلات القطك، يوضح لنا قائلاً: “تقريباً كل الموديلات كانت واحدة فهو فضفاض، البطانة كانت من القماش الوطني ولونها يتناسب مع القماش الخارجي الذي كان (شاموا، جوخ، مخمل شيفون، رش سكر) مع وجود جيبين داخليين، أما الاختلاف كان في رسمة التطريزات التي كانت عبارة عن نقشات (الطاووس، الكف، المثلثات، الأغصان، الورود) والخيوط المستخدمة في التطريز كانت إما مقصبة باللونين الذهبي والفضي أو خيوط عادية تتناسب ولون القطك، وألوانه بشكل عام كانت (الأسود، الكحلي، الكاكي، الخمري، الأزرق الشامي).
يتابع حديثه بالقول “كنا نستغرق تقريباً لصناعة كل قطعة قطك يدوياً حوالي 7 ساعات، أما على الآلات وماكينات الخياطة والتطريز فهو يستغرق أقل من ساعتين، وكان في مدينة الحسكة ثلاثة خياطين للقطك مشهورين هم محمد ملا محمود، عبد الرزاق زافي وأنا وحالياً يوجد مشغل صغير في مدينة القامشلي/ قامشلو على ما أعتقد”.
“أتمنى ألا ينسى الجميع تراثه وتاريخه وعاداته وتقاليده، اليوم هناك عودة نوعاً ما للأزياء التراثية من قبل الشباب والشابات وهذا الشيء يسعدني جداً، فالتراث هو هويتنا ومن الواجب علينا الحفاظ عليه جيلاً بعد جيل”.