مواطن وعدالة
“فاطمة سعيد” تركنا أرضنا “سري كانيه” هربًا من الموت ونحلم بالعودة مجددًا
لا تفقد “فاطمة سعيد” الأمل، بالعودة إلى مدينة سري كانيه/ رأس العين، حيث مسقط رأسها، وأملها بالعودة إلى المدينة يقابله عدم استيعاب التهجير القسري ونزوحهم لعامودا بأنه سيستمر طويلًا.
“لقد هربنا من الموت، لم نستطع أن نأخذ حاجياتنا، تركنا كل شيء خلفنا، يخبروننا ويهددوننا بأنهم سيمنعون عودتنا لأرضنا ومنازلنا وأرزاقنا!”. هي عبارات ترددها “فاطمة سعيد” من مدينة سري كانيه، وتركز في قولها “لقد هربنا باللباس الذي نرتديه!”.
“فاطمة سعيد” نازحة اليوم في مدينة عامودا، فرت مع عائلتها خلال #العدوان_التركي وفصائل المعارضة السورية المسلحة على مدينة سري كانيه بتاريخ 09 تشرين الأول 2019، “خرجت مع أطفالي وأحفادي، حتى لم نتمكن من النظر لمنزلنا آنذاك”.
حال “فاطمة سعيد” مثل حال أهالي المدينة، الذين لم يكن لديهم خيار سوى الخروج من المدينة وإلا المصير سيكون البقاء تحت رحمة استهداف بالطيران وقصف مدفعي من قبل تركيا على المدينة.
تقول فاطمة “كل أوراقنا الشخصية، ثبوتيات أملاكنا بقيت في مدينتنا داخل المنزل فتلك الأوراق الأن بيد المحتل”.
أمل العودة يهوّن على “فاطمة” وعائلتها صعوبة الغربة والتهجير القسري، فنزوحهم وبقاءهم بعيدين عن منزلهم وذكرياتهم يؤرق ذاكرتهم لذا تراهم يحلمون بعودة تزيح عنهم وعن الأهالي عناء السنين الماضية.
وهذا النزوح الثاني لأهالي مدينة سري كانيه حيث اضطر قسم كبير من الأهالي في أواخر عام 2012 للنزوح بعد دخول فصائل المعارضة السورية المسلحة (الجيش السوري الحر) للمدينة آنذاك، واليوم عاودت الفصائل الدخول لكن هذه المرة دعم من المحتل التركي وباحتلال المدن ونهب أرزاق المدنيين وسلب ممتلكاتهم.