Connect with us

مواطن وعدالة

اسمي آلاء (9سنوات): تركت حقيبتي في سري كانيه وأرغب بالعودة لذكرياتي

نشر

قبل

-
حجم الخط:

أسو- لورين صبري
تحرير: (س. د)

تحاول آلاء مع عائلتها أن تتأقلم في حياة النزوح (التهجير)، بعد تهجيرهم من سري كانيه / رأس العين، ومحاولة الاعتياد على الحياة الجديدة التي فرضت عليهم، بانتظار أن تظهر حلول في الأفق تعيد العائلة والأهالي لمدينتهم التي تركوها، في حين لا تستطيع آلاء نسيان ذكرياتها ورفاقها هناك.

اختارت “آلاء” وتبلغ من العمر 9 سنوات أن تجلس داخل الصف، في مكان النزوح، على طاولة مدرسية والحديث إلينا عن الظروف التي يعيشونها. فتقول إسمي “آلاء” من مدينة سري كانيه، أنا في الصف الرابع، خرجنا من مدينتنا بسبب الهجوم التركي على مدينتنا وخوفًا من القصف.

وفرّ أهالي سري كانيه وأهالي تل أبيض من مدينتيهم، بتاريخ 9 تشرين الأول 2019، بعد ظهور طائرات العدوان التركي فوق سماء المدينتين، وتقدم فصائل المعارضة السوري (الجيش الوطني السوري) المدعوم تركيًا من المدينتين.

في سري كانيه خرج جميع السكان من المدينة، وتم إفراغها، فتقول “آلاء” إنها بدأت تشاهد الطائرات ترسم دوائر في السماء وتستعد للضرب.

خلال وقت قليل اضطر الأهالي للهجرة القسرية دون إخراج حاجياتهم من المنازل بسبب الظهور المفاجئ للطائرات في السماء، فتقول آلاء “في دقائق بدأ الضرب لقد سمعت أصوات غريبة من طائرات فخفت كثيرًا”.

وتشرح “آلاء” لشبكة آسو الإخبارية آلية نزوحهم، “قام والدي بتجميعنا على دراجة نارية لم نتسع جميعنا وأخذنا والدي إلى القرية”، ثم تضيف “عند وصولي للقرية استفقدت أخي الذي لحق بنا في دفعة ثانية بالدراجة النارية مع والدي”.

لقد عانت الكثير من العائلات في سري كانيه التي لا تملك وسائل نقل من الوصول لبر الأمان، فبعض العائلات احتاجت السير على الأقدام لمسافة أكثر من 10 كيلومترات، ومنها من قام بإجبار سيارات تخرج من المدينة لمساعدتهم في الخروج معهم!

برغم صغر سن “آلاء” فإن الظروف جعلتها واعية، فتخبرنا بأن خروجهم كان بحثًا عن الأمان من الموت “لا نفكر بالعودة فالمنطقة غير أمنة وفيها مجموعات مسلحة (نخاف منهم)”.

تؤكد “آلاء” أنها شعرت بخوف كبير في اليوم الذي هربت فيه مع عائلتها من المدينة، “شعرت بالخوف وأنا أخرج من الحي الذي نعيش فيه كما الخوف عند خروجنا من المدينة”.

تصف “آلاء” اليوم الأول في القرية بأنه كان باردًا، “نمنا في الخارج (الحوش) وكنا نسمع أصوات الضرب والطائرات لذا لم ننم بشكل جيد”.

(كانت أصوات الطائرات تخوفني)

(أصدقائى في الحي جميعا تركوا المدينة مع أهلهم)

تحلم “آلاء” أن تعود لمدينتها وإلى بيتها الذي احترق وتم سلبه حيث تقول “المسلحون دخلوا لمنطقتنا مع تركيا وأخذوا منزلنا وقاموا بإحراقه”.

تعبر “آلاء” عن شوقها للمدينة بالقول “اشتاق للعود واللعب مع صديقاتي واللعب في الحي”.

تتذكر آلاء ذكرياتها وألعابها في المنزل، تقول “أخشى على ألعابي التي داخل المنزل من القصف والسرقة والحرق “أخاف أن يقوموا بحرقها أو سرقتها وأخدها لأولادهم!”.

عندما خرجت آلاء من الحي قامت بوداع صديقاتها “لقد خرج أصدقائي في الحي لمنزل جدهم وأنا إلى القرية”.

تستذكر “آلاء” كثيرًا مدرستها، “لقد تركت حقيبتي وكتبي في الغرفة داخل المنزل لم استطع جلبها معي”.

هدف “آلاء” اليوم كما باقي الأطفال العودة لمدينتهم والعيش فيها من جديد فتختتم الحديث بالقول “أريد العودة لمنزلي حيث هناك كل ذكرياتي”… ناسنا وأهلنا