Connect with us

مواطن وعدالة

استمرار معاناة أهالي الحسكة في الحصول على مياه الشرب وسط تجاهل الأطراف الرسمية والمنظمات الدولية

نشر

قبل

-
حجم الخط:

دخلت أزمة قطع مياه الشرب عن مدينة الحسكة وريفها، أسبوعها الثاني في معظم أحياء المدينة، بينما تجاوزت 20 يوماً في الأحياء الشمالية والشرقية مثل الصالحية والمفتي والعزيزية.

الأخبار المتداولة التوصل إلى اتفاق برعاية الجانب الروسي لإعادة ضخ المياه من محطة آبار علوك بريف سري كانيه/ رأس العين إلى مدينة الحسكة، لم تثبت مصداقيتها، مع استمرار المماطلة من قوات الاحتلال التركي، وعناصر الفصائل الإسلامية المرتزقة التابعين لها، والذين يتحكمون بمصير أكثر من مليون شخص في مدينتي الحسكة وتل تمر وأريافها، ما يرقى إلى مرتبة جريمة الحرب، والجريمة ضد الإنسانية حسب المواثيق والأعراف الدولية، نتيجة حرمان السكان المدنيين من مستلزمات حياتهم الأساسية.

معاناة أهالي الحسكة لم تجد آذاناً صاغية لدى الجهات الدولية المتمثلة في الأمم المتحدة بالدرجة الأولى، على ما يبدو أنه عدم اكتراث بمصير مليون شخص في المنطقة، أو عدم القدرة على مواجهة الدولة التركية وحلفائها بالحقائق حول هذه المأساة الإنسانية، على الرغم من أن الأمم المتحدة نفسها ضغطت بكل قوتها عند حدوث أزمة مماثلة في مطلع عام 2017، عندما عمدت فصائل من المعارضة السورية المسلحة إلى قطع مياه الشرب من المصدر الرئيسي في نبع الفيجة، عن سكان العاصمة دمشق، ما اعتبرته الأمم المتحدة “جريمة حرب موصوفة” على لسان مستشار المبعوث الأممي إلى سوريا حينها يان إيغلاند.

وتشير المصادر إلى أن قوات الاحتلال التركية وبتحريض من المرتزقة السوريين تصر على مطلبها بتغذية المناطق التي تحتلها تركيا ما بين منطقتي سري كانيه/ رأس العين وتل أبيض بالتيار الكهربائي على مدار 24 ساعة، ما يعني حرمان معظم المناطق الأخرى في محافظتي الحسكة والرقة من الكهرباء، في حين لم تسجل أي جهود دولية أو أممية تذكر، ولا من جانب المنظمات الدولية الأخرى العاملة في محافظة الحسكة.

إعلان هيئة المياه التابعة للإدارة الذاتية في شمال سوريا عن تشغيل محطة آبار الحمة بريف مدينة الحسكة، لم يأتِ بأي نتائج تذكر على الأرض، حيث لم تصل إلى أهالي المدينة نقطة مياه واحدة لغاية تاريخ اليوم، مع أن المتوقع أن تكون الخزانات الرئيسة قد امتلأت بعد مرور 72 ساعة من بدء عمليات الضخ حسب التصريحات الرسمية، لكن الواقع لا يعكس هذه التصريحات، كما أن المعلومات المتداولة تؤكد عدم قدرة هذه المحطة على تلبية أقل من نصف احتياجات السكان من مياه الشرب بشكل يومي، حتى في حال عملها بكامل طاقتها.

في ظل هذه الظروف المأساوية، لا يزال السكان المحليون يجاهدون للحصول على ما تيسّر من المياه الصالحة للشرب من المصادر الخاصة، التي تتمثل في صهاريج تعبئة المياه، والتي بات معظمها يتقاضى أسعاراً مضاعفة تصل إلى ما بين 5 إلى 7 آلاف ليرة سورية لكل خزان سعة 5 براميل، أي ما يعادل 1000 لتر من المياه، بينما يتضاعف هذا السعر حسب المنطقة والحي ضمن مدينة الحسكة، وفترات الانقطاع المستمر، ومصدر المياه وجودة المياه، التي تأتي غالباً من آبار شموكه أو نفاشة أو تل براك بريف المدينة، إلى جانب بعض الجهود الخجولة من الجمعيات المحلية في تأمين جزء يسير من حاجة العائلات في بعض الأحياء.

#الصورة من أرشيف الشبكة