أخبار وتقارير
انتشار ظاهرة الانتحار بتناول حبوب الغاز في مدن الشمال السوري
تنتشر ظاهرة الانتحار من خلال تناول حبوب الغاز بين أوساط المستوطنين والمسلحين في مدن الشمال السوري الخاضعة لسيطرة فصائل الجيش الوطني في ظل غياب الرقابة على المواد والأدوية التي تباع في الصيدليات.
وانتشرت في عفرين في الآونة الأخيرة ظاهرة الانتحار بشكل كبير بين أوساط المستوطنين الذين تم استقدامهم للتوطين في المدينة، بعد عملية غصن الزيتون والتي تمكنت تركيا بموجبها من احتلال عفرين مقابل انسحاب فصائلها الموالية لها من الغوطة الشرقية وتسليمها للقوات الروسية والحكومة السورية.
وتواصلت شبكة آسو الإخبارية، مع أحد سكان عفرين، دون ذكر اسمه خوفًا من الملاحقة الأمنية، للحديث عن حبوب الغاز السامة التي انتشرت مؤخرًا في المدينة، وأصبحت أداة للانتحار يستخدمها المقدمون على الانتحار في كافة مناطق الشمال السوري.
وقال إن هذه الحبوب تأتي على شكل أقراص صغيرة الحجم تستخدم كوسيلة كمبيد للحشرات وكمادة لتعقيم مستودعات وصوامع تخزين الحبوب لإبعاد الحشرات والقوارض عنها، ووفقًا لمصادر طبية فإن هذه الحبوب هي حبوب قاتلة ولا يوجد أي سبيل للعلاج منها نظرًا لأعراضها الشديدة في حال تناوله أحد.
وأشار في نهاية حديثه بأن هذه الحبوب أصبحت تباع في الصيدليات الزراعية دون أي رقابة تذكر من قبل الجهات المختصة ونحن سكان عفرين أصبحنا نتخوف على أطفالنا وخاصة ممن هم في عمر المراهقة من الانجرار وراء مثل هؤلاء الأشخاص الذين يلجؤون لاستخدام حبوب الغاز كأداة تهديد لذويهم وتنفيذ طلباتهم أو حتى تناولها كأداة للانتحار.
وتمنى بأن يتم سحب مثل هذه الحبوب من الأسواق وبيعها في أماكن مخصصة وتحت الرقابة وذلك للمزارعين فقط أو أصحاب المخازن للحد من ظاهرة الانتحار بهذه الحبوب السامة.
وكما ذكرنا سابقًا فإن مناطق الشمال السوري عامة وعفرين خاصة شهدت الكثير من حالات الانتحار عبر تناول حبوب الغاز حيث أقدم أحد الشبان والبالغ من العمر 15 عام، وينحدر من ريف إدلب، على الانتحار عبر تناول أربع حبوب غاز أدت لوفاته على الفور، وسجلت مدينة إدلب أيضًا حالة انتحار مشابهة لإحدى الفتيات حيث أقدمت على الانتحار بعد تهديدها من قبل والدها لها من إخراجها من المدرسة في حال لم تنجح.
وأجرت شبكة آسو الإخبارية حوار مع أحد الأطباء في مدينة عفرين للحديث عن عوارض تناول حبة الغاز حيث أوضح قائلًا، “بعد تناول الحبة و انحلالها في أمعاء الإنسان و إطلاقها لغاز فوسفيد الهيدروجين تبدأ حالة من الغثيان والاقياء الشديد لتنتقل إلى الجهاز التنفسي وتعيق عمله مما يؤدي إلى حالة من الاختناق نظرًا لتوقف عملية الجهاز العصبي المركزي وهنا يدخل الإنسان في حالة غيبوبة كاملة وتعرقل عمل الكريات الحمراء في الدم الذي يؤدي لتوقف الأوكسجين عن جسم الإنسان و الوفاة على الفور”
وأشار الطبيب بأنه لا يوجد هناك أي عقار أو ترياق طبي مضاد لهذه الحبة فهي شديدة السمية فمعدل حدوث الوفاة بعد تناول الحبة هي عشر دقائق فقط ولا سبيل للنجاة منها.
*الصورة من النت