Connect with us

مدونة آسو

إرهابيو البيتكوين في إدلب يتعلمون حيلًا جديدة

نشر

قبل

-
حجم الخط:

تعمل الجماعات المرتبطة بالإرهاب في إدلب التي مزقتها الحرب على تغيير تكتيكاتها المشفرة لتجنب اكتشافها من قبل سلطات إنفاذ القانون الغربية

بقلم راشيل روز أولياري
ترجمة هجار عبو
شبكة آسو الإخبارية

في متجر صغير يطل على شوارع إدلب المتربة في شمال غرب سوريا، تجلس مجموعة من الرجال حول جهاز كمبيوتر محمول يشاهدون ارتفاع سعر البيتكوين، في الخارج، دمرت الحرب المدينة، لكن عيون الرجال ظلت مغلقة على مخطط الأسعار، فهم يحاولون تحويل 10 دولارات إلى 20 دولارًا من خلال الصفقات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.

هؤلاء الرجال هم جزء من مجتمع صغيرللعملات المشفرة في إدلب، وهي منطقة في سوريا تديرها هيئة تحريرالشام التابعة لتنظيم القاعدة سابقاً، هناك لافتة على الحائط تقول تداول البيتكوين إنها واحدة من العديد من المتاجر في المنطقة التي تشتري وتبيع العملات المشفرة مقابل النقود.
التداول بالبتكوين هو أيضًا في قلب شبكة توفر الأموال للجماعات الإرهابية، في أغسطس 2020، كشفت وزارة العدل الامريكية كمحور مركزي في ست عمليات لتمويل الإرهاب ودعت إلى مصادرة 155 عنوانًا للعملات المشفرة مرتبطة بالبورصة، أشارت أبحاث أخرى أيضًا التعامل بالبيتكون مع تواصل بالجهاديين.

لم توقف لائحة الاتهام استخدام العملة المشفرة في إدلب، في الواقع، تشير الأدلة الجديدة إلى أن الجهاديين أصبحوا أكثر وعياً بالأمن: التحول عن عملة البيتكوين الخاضعة للمراقبة الشديدة إلى نطاق أوسع من العملات المشفرة واستخدام الشبكات الافتراضية الخاصة لتجاوز المراقبة والعقوبات، إنهم يدخلون أيضًا في التداول، يديرون دروسًا حول التحليل الفني وتجنيد الشباب في مجموعات تجارية على التلغرام.

يعتمد النهج المتطور بشكل متزايد في تداول العملات المشفرة على تاريخ موثق طويل للعملات الرقمية المستخدمة في تمويل الإرهاب، تتخذ هيئة تحرير الشام، الفصيل الجهادي الذي يسيطر على إدلب، موقفًا مؤيدًا للعملات المشفرة بشكل علني، في عام 2019، أطلقت على البيتكوين اسم “عملة اقتصاد المستقبل” وأصدرت مقطع فيديو مدته 26 دقيقة لرجل دين في هيئة تحرير الشام يناقش امتثالها لأحكام الشريعة الإسلامية، وقام الفصيل أيضًا بالترويج بانتظام للتعامل بالبيتكوين منذ يونيو 2019.

لكن هيئة تحرير الشام ليست أول جماعة جهادية تتبنى العملة المشفرة، التكنولوجيا التي استخدمها المسلحون في جميع أنحاء سوريا لمدة سبع سنوات على الأقل، من بين الحالات الموثقة الأولى لذلك كان في يوليو 2014، عندما اقترحت مدونة تابعة لداعش استخدام أداة إخفاء الهوية لتمويل الجهاديين، في عام 2019، كشفت الأبحاث التي أجراها معهد الشرق الأوسط والذي مقره أمريكا، عن زيادة كبيرة في استخدام العملات المشفرة من قبل الجماعات الجهادية وقد أطلق المعهد على هذه الظاهرة “أهم وأخطر تطور في الإرهاب العالمي.”

تداولات البيتكوين عالجت بنفسها 36 عملة بيتكوين، ما يزيد قليلاً عن 2 مليون دولار بناءً على الأسعار الحالية، في 679 عملية تحويل منذ ديسمبر 2018، وفقًا لـ جايناليسس، وهي شركة تحليلات ساعدت في لائحة الاتهام الأمريكية التي تم الإبلاغ عنها العام الماضي، تقول مادي كينيدي، المتحدثة باسم جايناليسس، إن الشركة لم تكتشف أي أموال أخرى يتم إرسالها إلى عناوين مرتبطة بـ تحويل البيتكوين منذ لائحة الاتهام في أغسطس، ولكن، في نفس الفترة، عززت تحويل البيتكوين عملياتها وفتحت فروعًا جديدة في إدلب مع الانتقال أيضًا من البيتكوين إلى عملة مستقرة تسمى التيثر الأمريكي هي عملة مشفرة مرتبطة بسعر الدولار الأمريكي ولديها أكبر حجم من أي عملة مشفرة متداولة.

افتتحت تحويل البيتكوين فتحت أول متجر لها في ديسمبر 2018، بالإضافة إلى بيع وشراء العملات الرقمية، فإنها تدير ورش عمل لتعليم الناس كيفية التداول، وافتتحت فرعها الثاني في بلدة سرمدا شمال محافظة إدلب، في تشرين الأول 2020، بالإضافة إلى تداول البيتكوين كان هناك غميل البيتكوين والذي كان نشطا على التيليغرام منذ 2020, حيث أن عميل البيتكوين يقبل مجموعة من العملات المشفرة والمتضمنة تعزيز الخصوصية للعملات المشفرة مونيرو وزاش.
خصوصية عملات مونير وزاش يخفي نشاطات المستخدمين وغالبا ما تكون صعبة التعقب، هكذا ميزات يمكن أن تجعل العملة رائجة للإرهابيين، على أية حال مستوى تبني الإرهابيين لها لا تزال موضع خلاف.

لدى عملاء تداول البيتكوين وتحويلها قنوات على التلغرام باللغة الإنجليزية ويبدو أنها تلبي احتياجات الغربيين الراغبين في إرسال الأموال إلى سوريا، كلاهما ينشران حول كيفية إرسال العملة المشفرة بشكل مجهول والالتفاف حول عمليات التحقق من هوية الزبون، نشر أيضا عميل البيتكوين حول كيفية إرسال العملة المشفرة من السويد، حيث أن كانت تنشر بالفرنسية أغلب الأوقات، حيث وايرد حالوا الاتصال بممثلين تداول البيتكوين وتحويله لكن لم يرد أي منهما.

قد يشير استخدام اللغة الإنجليزية في القنوات إلى أن البورصات تحاول جمع الأموال من المتعاطفين الذين يعيشون في الخارج، وهي عملية تُعرف باسم “الجهاد المالي”.
بشكل أساسي، يتم تشجيع أنصار الجهاديين على التبرع بالمال من أجل الحرب إذا لم يتمكنوا من المشاركة فيها جسديًا، وتعتبر العملة المشفرة مناسبة تمامًا لذلك، لأنه يمكن لأي شخص استخدامها لإرسال الأموال دون رقابة.

يقول أمير تاكي، المطور الرئيسي للمحفظة الداكنة “إن كل الغاية من العملة المشفرة هو القدرة على نقل كميات كبيرة من الأموال بدون رقابة، والإرهابيون عادة هي مجموعات سياسية غير خاضعة لجهات حكومية، لذا العملة المشفرة مثالية لهم.”
لكن هذه الميزات المقاومة للرقابة تجعل العملة المشفرة جذابة لفئة أوسع من المستخدمين، بالنسبة لملايين الأشخاص الذين يعيشون في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، يعد إرسال الأموال إلى سوريا أمرًا غير قانوني حاليًا بسبب العقوبات التي يفرضها المنظمون تشمل هذه العقوبات أيضًا الأموال المرسلة إلى المدنيين.

رفض جايناليسسل التعليق على الأرقام الحقيقية التي ترسلها البيتكوين للأغراض المدنية، ومع ذلك، يُظهر تقرير صدر في أغسطس من قبل جايناليسس أن 2.002 أي ما يعادل (117,717 دولار) ارسلت لمنظمات إرهابية- أما إستخدام ال 34 للبيتكوين لا تزال غير مؤكدة.

من الناحية الديموغرافية، فإن عدد الأشخاص في إدلب الذين يحتمل أن يكون لديهم أموال محولة إليهم يفوق بشكل كبير عدد المقاتلين الجهاديين، وبحسب تقرير أمني للأمم المتحدة، توظف هيئة تحرير الشام نحو 10 آلاف مقاتل في محيط إدلب، فيما يقترب عدد سكان إدلب من ثلاثة ملايين، يعيش العديد من هؤلاء الأشخاص من خلال التحويلات المرسلة عبر نظام الحوالة، وهي طريقة قديمة لإرسال الأموال عبر شبكة من الاتصالات البشري.

يبدو إن الجهاديين من أكثر الجماعات حماسا في تبني العملة المشفرة، كما أن مسمري شاركت قنوات جهادية عديدة مع وايرد، وهي إحدى المجوعات المرتبطة بهيئة تحرير الشام المتعاملة بالبيتكوين والتي تدعي أن مركزها موجود في إدلب.

وايرد توصلت إلى أربعة أشخاص مرتبطين بهذه القناة وأسسو مجموعة نقاش، الشخصين الذين ردا أحدهما ادعى إنه فعل العديد من قنوات تيليغرام المتعلقة بالعملة المشفرة، ويزعم أنه يدير مخيما يضم أكثر من 100 عائلة، الممثل يدعي أن نظام الحوالة “خطر على المرسل” لأنه “يمكن اعتقال المرسل من قبل الحكومة بذريعة دعم الإرهاب” ويضيف قائلا إن البيتكوين هو البديل الآمن “لأن الحكومة لا تعلم من الذي أرسل ومن الذي أستلم”.

يقول شخص آخر، بدا أنه مدير قناة الجهادية المشفرة، إن تبني المدنيين للعملات المشفرة لا يزال منخفضًا، مشيرًا إلى أنه “لم ير أي اهتمام من سكان إدلب بالعملات الرقمية”. ومع ذلك، يقول إن الشباب، وخاصة الفقراء جدًا، ينضمون الآن إلى مجموعات على أمل جني الأموال من التداول. يقول: “أتمنى أن يكون هذا المجال دخلاً لهم يومًا ما”.

ويقدر أن هناك “قرابة عشرة متاجر” تبيع وتشتري العملات الرثمية في أدلب والعدد في ازدياد. وعندما طلبوا لائحة اتهام البيكوينون، الاتصال أزال جميع الرسائل ونشر منشورا عاما يحث الأخرين على عدم الرد على أي تعليق من الصحفيين.

الحرب في سوريا مستعرة منذ عشر سنوات وأودت بحياة أكثر من 380 ألف شخص. مدينة إدلب هي آخر معقل رئيسي للمعارضة وتديرها هيئة تحرير الشام، التي تم تصنيفها كمنظمة إرهابية في المملكة المتحدة وكندا وتركيا والولايات المتحدة، وبدأت حياتها كفرع سوري لتنظيم القاعدة، بينما تركز القاعدة على الجهاد العالمي، فإن هيئة تحرير الشام أكثر محلية: فهي تشن حربًا مقدسة ضد الحكومة السورية، بهدف الإطاحة بدكتاتور البلاد بشار الأسد وتطبيق الشريعة الإسلامية.

وفقًا لإليزابيث تسوركوف، الزميلة غير المقيمة في معهد نيولاينز، وهو مركز أبحاث أمريكي، فإن غالبية سكان إدلب نزحوا من مؤيدي الثورة ضد الأسد، وأجبروا على ترك منازلهم عندما استعاد النظام أجزاء من البلاد، العديد من أفراد الأسرة قد سجنوا أو تعرضوا للتعذيب أو القتل على يد النظام، تعيش أعداد كبيرة من الناس، معظمهم من النساء والأطفال، في خيام – يعيش الآلاف تحت أشجار الزيتون، لقد تعرضوا لقصف جوي لا هوادة فيه وهجمات بالأسلحة الكيماوية واغتصاب، معظمهم مصدومون.

إحدى نتائج الدمار أن سوريا تعاني الآن من أزمة اقتصادية، وصلت الليرة السورية إلى أدنى سعر لها على الإطلاق في آذار، ارتفعت أسعار المواد الغذائية في سوريا بنسبة 222 في المائة منذ العام الماضي، و376 في المائة منذ تشرين الأول 2019، وبحسب برنامج الغذاء العالمي، فإن 12.4 مليون شخص في سوريا يفتقرون إلى المواد الغذائية الأساسية، بينما هناك 1.3 مليون شخص على شفا المجاعة.

قد تؤدي هذه الخلفية الاقتصادية إلى تسريع اعتماد العملة المشفرة بشكل عام في سوريا، ارتفع سعر البيتكوين بأكثر من 430 في المائة منذ العام الماضي – في وقت كتابة هذا التقرير، كان السعر 58927 دولارًا. أثرت الزيادة أيضًا على العملات المشفر مثل أثيروم، حاليًا عند 1835 دولارًا، بزيادة أكثر من 560 في المائة منذ العام الماضي. في مارس من هذا العام، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عددًا متزايدًا من النازحين يتجهون إلى العملات المشفرة كوسيلة لكسب المال. يحصل الأشخاص في مخيمات اللاجئين على مبالغ صغيرة من بيع وشراء العملات الرقمية – بما يكفي لتغطية احتياجاتهم الأساسية.

أدى ارتفاع أسعار العملات المشفرة إلى تحفيز الجهاديين على المشاركة في التداول أيضًا، قامت إحدى قنوات التلغرام، التي بدأت في فبراير بتعليم أنصار الجهاديين في إدلب كيفية تداول العملات المشفرة بأمان، تم حذفت القناة من بعد وقت قصير من طلب وايرد بعض التعليقات من الشركة، وعلى الشركة أن ترد فيما قامت هي بحذف القناة.

قبل إزالتها، كانت القناة تضم 379 عضوًا، شاركت معلومات حول كيفية استخدام (في بي أن) لتجاوز العقوبات المفروضة للعملة الرقمية بيننس، التي حظرت أشخاصا من سوريا، شاركت القناة معلومات حول كيفية استعمال البوتات، بما في ذلك استراتيجيات خوارزمية مثل سكالبينغ. والتي تهدف إلى تقديم إرشادات حول استخدام الغملة المشفرة لخدمة أخواننا المجاهدين وشعبنا الصامدين في إدلب، متضمنا كيفية كسب المال باستخدام العملة المشفرة بما يتناسب والشريعة الإسلامية.

كما يبدو أن الجماعة تقوم بتجنيد أعضائها في ذراع تداول العملات الرقمية الجهادي. تقول إحدى الرسائل المترجمة من اللغة العربية: “بعد فترة من التعلم، سيتم اختيار بعض الأشخاص الشجعان الذين سيلتهمون المجال الرقمي بأسنانهم ليكونوا أعضاء في فريقنا المتواضع.” قبل أنيتم أخفاؤها، قناة التلغرام أعادت نشر المحتوى على استراتيجيات التداول من 17000 عضو لمجموعات غير جهادية والتي تعلم الناس على كيفية جني المال عن طريق البوتس.

شاركت قنوات التجارة الجهادية محتوى حول مجموعة من العملات المشفرة، بما فيها افلانج، كاردانو, فانتوم, بيتكوين، ان سي اتش. أرسلت رسالة إلى المجموعة في 11 أذار تطلب تبرعات للاجئين لتزويده بالمحافظ المشفرة وتيذر، وقد ربطت عنوان تيثر ب ترون بلوك شين. طلب الصدقات هو نمط شائع في حملات جمع التبرعات الجهادية، في حالات عديدة كانت حملات التمويل الجماعية عمليات عسكرية تتظاهر بأنها خيرية- وهي ظاهرة مشار لها في لائحة الأتهام الصادرة عن وزارة العدل والتي تم توثيقها على نطاق واسع طوال الحرب الأهلية..

كانت حملات التمويل الجماعي الجهادية من هذا النوع شائعة في السابق، لكنها أقل انتشارًا منذ لائحة الاتهام في أغسطس / آب والاعتقالات المماثلة في فرنسا والهند والمملكة المتحدة، في فرنسا، في أكتوبر / تشرين الأول، قُبض على 29 شخصًا فيما يتعلق بخطة التمويل المشفر التي صممها اثنان من مقاتلي هيئة تحرير الشام، مسعود س ووليد ف، والتي تضمنت إرسال عملات البيتكوين إلى سوريا باستخدام كوبونات مجهولة، وفقًا لـ ميمري أدت الحملة القمعية إلى نقاش أقل انفتاحًا حول العملات المشفرة في القنوات الجهادية المعروفة. لكن لا تزال هناك أدلة على استمرار استخدام العملات المشفرة من قبل الجماعات الجهادية في إدلب.

يقول ستيفن ستالينكي، المدير التنفيذي ل ميمري “شهدت مراقبتنا استخدامًا أقل للعملات المشفرة من قبل الجهاديين، ومناقشات اقل فيما بينهم، لكن هذا لا يعني أنهم لا يقومون بهذه الأشياء – هذا النشاط من المحتمل أن تكون أكثر سرية وأقل علنية.”

يضيف ستالينكي أنه بينما أصبح أستخام العملة الرقمية للجهاديين أقل وضوحا، فقد شهدت ميمري اازديادا في تبني العملات المشفرة من قبل المجومات الإرهابية المحلية في أمريكا وأوربا. يقول ستالينكي أنه ميمري على وجه الخصوص رأت ازدياد التعامل مع العملة الرقمية من قبل العرق الأبيض والنازيين لتمويل العنف. يضيف قائلا، ” أنهم يتبعون خطى الجهاديين.”

أجرت أجرت ماغني فايل، وهي وكالة بحثية تركز على سوريا، تحقيقات في استخدام البيتكوين في إدلب بعد الحملات القمعية من قبل الولايات المتحدة وفرنسا. بدأت الوكالة، التي سبق لها أن أبلغت عن وجود مرتزقة سوريين في ليبيا، بتحديد قنوات تيليغرام المرتبطة بحملات التمويل الجماعي الجهادية. تقول إنها تحصل على معلوماتها من خلال مجموعة من المعلومات الاستخبارية مفتوحة المصدر والمعلومات المقدمة من القوات الموالية للحكومة التي تحقق في استخدام الجهاديين للعملات المشفرة.

إكتشفت ماغني فايل خلال التحقيقات أكثر من 120 مجموعات دردشة تلغرام وقنوات، تتضمن العديد، حسب زعمهم، لهيئة تحرير الشام وداعش، وتتحقق من عملية استمرار التبرع بالبيتكوين، ماغني فايل مع مدراء 8 قنوات. أربعة منهم أقرو بعناوين الأماكن التي يتم أرسال الأموال لها، لكن في الحالات الأربعة الباقية، كان المسلحون المزعومون مترددين من مشاركة عناوين البيتكوين، انسحب شخص فجأة من التعامل وحذف الدردشة، وتضيف ماغني فايل أن البيتكوين تصبح أقل جذبا بين الجهاديين بعدأن اضيف تعامل البيتكون إلى لوائح الإتهام. وأنهم يتجهون إلى العملات الرقمية الأقل شهرة مثل داش، ريبل، ايثيروم، العملة الرقمية المجهولة زاش.

تدعي ماغني فايل يضًا أن الجماعات الجهادية تغير تكتيكاتها لتجنب اكتشافها من قبل سلطات إنفاذ القانون الغربية، في السابق، كان بإمكان المجموعات إرسال الأموال باستخدام قسائم مجهولة. منذ أن تم الاستيلاء على تدفق التمويل هذا من قبل السلطات الفرنسية، عبر محفظة اليكتروم ذات الاستخدام الفردي والمتشابك على تور، قد تكون المخاوف الأمنية هي الدافع التيثر للتداول في أدلب. يتم وصف تيثر على التيليغرام إنه خاص وأمن كبديل ل بيتكوين.

ينعكس صعود العملة المشفرة في إدلب على جميع أنحاء العالم، لا سيما في البلدان النامية وغير المستقرة سياسيًا. تتمتع تركيا، التي تشترك في حدود مع إدلب وتضم ما يقرب من أربعة ملايين لاجئ سوري، بأعلى معدل اعتماد للعملات المشفرة في الشرق الأوسط.

وجد تقرير حديث لجايناليسس، أن النمو في اقتصاد العملة المشفرة قد تسبب في انخفاض الاستخدام المشروع لعملة البيتكوين مقارنة بالاستخدام غير المشروع. انخفض النشاط الإجرامي في عام 2020 من 2.1 في المائة إلى 0.34 في المائة فقط، في حين تضاعف النشاط الاقتصادي العام في العملة المشفرة ثلاث مرات تقريبًا.

يقول المتحدث باسم جايناليسيس إن الشركة اكتشفت ما مجموعه 37.35 بيتكوين (2،196،180 دولارًا بالأسعار الحالية) التي توجهت نحو تمويل الإرهاب في عام 2020: مجرد 0.00324 في المائة من إجمالي النشاط غير المشروع، ومع ذلك، فإن الخفض يتعلق بنمو اقتصاد العملة المشفرة أكثر من الانخفاض الكبير في تمويل الإرهاب. وفقًا للأرقام التي شاركها موقع، انخفض مبلغ الدولارات المرسلة إلى الجماعات الإرهابية من خلال عملة البيتكوين بنسبة 4.2 في المائة فقط في عام 2020.

في حين أن تمويل الإرهاب يمثل جزءًا صغيرًا من اقتصاد العملة المشفرة الإجمالي، فإن المبالغ المالية التي يتم إرسالها كبيرة بما يكفي لأن يظل تمويل الإرهاب مصدر قلق للمنظمين. تحدثت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين عن البيتكوين ثلاث مرات منذ توليها منصبها، وفي كل مرة تحدثت عن تمويل الإرهاب. “إنني أرى وعدًا بهذه التقنيات الجديدة، لكني أرى أيضًا الحقيقة: لقد تم استخدام العملات المشفرة لغسل أرباح تجار المخدرات عبر الإنترنت؛ لقد كانت أداة لتمويل الإرهاب، “قالت في مناقشة مائدة مستديرة في شباط / فبراير.

لكن الاستخدام المستمر للعملات المشفرة في إدلب يثبت أن الناس سيجدون طرقًا مبتكرة لجني الأموال في المناطق الخاضعة للعقوبات. قد تؤدي الجهود المبذولة للحد من استخدامه ببساطة إلى تسريع اعتماد تقنيات مثل الشبكات الافتراضية الخاصة وعملات الخصوصية. يقول ريكاردو سباني، المطور الرئيسي لعملة الخصوصية مونيرو: “إذا قمت بحظر العملة المشفرة، فلن يمنعها ذلك من الوجود”. “الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليه سيستمرون في استخدامه.”

قد يحتاج الناس في إدلب إلى العملات المشفرة أكثر من غيرهم، بسبب عزلهم عن الشبكات المالية التقليدية. التبادلات مثل بيتكوين هي وسيلة للجهاديين والمدنيين على حد سواء لتجاوز الانهيار الاقتصادي الذي يحيط بهم. تخلت إدلب عن العملة السورية مقابل الليرة التركية العام الماضي، لكنها لم تكن كافية لحماية المنطقة من التضخم الساحق بالنسبة للمدنيين، ربما تكون الحاجة إلى العملة المشفرة أكثر إلحاحًا – هيئة تحرير الشام غنية مقارنة بمعظم المنظمات في إدلب، حيث تحقق 130 مليون دولار شهريًا من خلال الضرائب وتداول النفط.

قد لا يستمر الوضع المناسب للعملات المشفرة في إدلب – مدفوعًا إلى حد كبير بموقف هيئة تحرير الشام المؤيد للعملات المشفرة وتأثير تركيا في المنطقة. إدلب تقف في وضع حساس. وبحسب تسوركوف، الزميل غير المقيم في معهد نيولاينز، فإن هيئة تحرير الشام تقلل المواجهة المباشرة مع قوات النظام السوري، على أمل التمسك بقوتها في المنطقة. إلى أن يتغير الوضع، من المرجح أن تظل التبادلات والمكاتب التجارية في إدلب مرتبطة باقتصاد العملة المشفرة، حتى مع استهداف الضربات الجوية شبه اليومية المدن والأرياف المحيط بها.

للقراءة من المصدر هنا