Connect with us

أخبار وتقارير

التقارب التركي مع الحكومة السورية… ما الأسباب والدوافع؟

نشر

قبل

-
حجم الخط:

توالت تصريحات المسؤولين الأتراك حول ضرورة إجراء حوار مع الحكومة السورية، والداعية لتحقيق المصالحة بينها وبين والمعارضة.

ويرى مراقبون أنّ هذا التوجه التركي الجديد كان من أحد نتائج قمة طهران الثلاثية عقدت في العاصمة الإيرانية في شهر تموز/ يوليو الفائت، وجمعت كل من الرئيسي الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

وصرح وزير الخارجية التركية جاويش أوغلو في 11 آب الجاري، أنه “علينا أن نصالح المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما وإلا فلن يكون هناك سلام دائم”

وكانت تركيا قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع الحكومة السورية منذ بداية الأزمة عام 2011، واتجهت تركيا لتقديم الدعم السياسي والعسكري للمعارضة السورية، بهدف إسقاط النظام والإطاحة ببشار الأسد.

كما شنت تركيا أربع عمليات عسكرية في شمال سوريا منذ عام 2016، أسفر عنها اغتصاب العديد من المدن السورية، وتدعي تركيا إنشاء مناطق آمنة لإعادة اللاجئين السوريين من تركيا، وتعتبر الحكومة السورية استيلاء تركيا على أراض سورية “احتلالاً”.

وتوالت التصريحات من المسؤولين الأتراك الداعمين للتقارب التركي- السوري، ومنهم نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي “حياتي يازجي”، بقوله إن “العلاقات مع دمشق يمكن أن تصبح مباشرة، ويمكن أن يرتفع مستواها، وأن أهم خطوة لحل النزاعات هي الحوار”.

في غضون ذلك لم تضع تركيا أي شروط لبدء الحوار والتقارب مع النظام السوري بضغط من روسيا، فيما صرح وزير الخارجية السوري “فيصل المقداد” خلال مؤتمر صحفي في موسكو، بضرورة إنهاء احتلال تركيا للأراضي السورية، ووقف الدعم الذي تقدمه تركيا للتنظيمات المسلحة، وعدم تدخل تركيا في الشؤون الداخلية لسوريا، معتبراً أن هذه المطالب ليست شروطاً وإنما مقدمة لإعادة العلاقات السورية- التركية.
وشهدت المناطق السورية الخاضعة لسيطرة الاحتلال التركي تظاهرات حاشدة منددة بتصريحات المسؤولين الأتراك حول عزمهم على المصالحة مع الحكومة السورية.

واعتبر المسؤولون في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، أن التقارب التركي السوري سيكون على حساب الإدارة الذاتية وأنه سيعمق الأزمة السورية.
وفي هذا الصدد قال الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية “رياض درار”، إن “الحراك القائم بين تركيا والنظام القائم في دمشق سيكون على حساب الإدارة الذاتية، ويبدو أن مشروع أنقرة الجديد جاء لضرب التفاهمات التي توصلت إليها الإدارة الذاتية مع دمشق”.

وقال نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية “حسن كوجر”، إن “التقارب بين الحكومة السورية والتركية سيعمق الأزمة السورية وسينتج عن ذلك تقسيم البلاد، وأن التقارب بين الحكومتين يهدف لضرب وإنهاء مشروع الإدارة الذاتية.