أخبار وتقارير
“هيئة تحرير الشام” … الجماعة الجهادية السورية تتحدى الفصائل المدعومة من تركيا
سلطان الكنج
ترجمة: هجار عبو
قالت مصادر في الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا للمونيتور، إن هيئة تحرير الشام شنت فجر 11 تشرين الثاني/نوفمبر هجوماً على قاعدة تابعة لحركة أحرار الشام بريف حلب الشمالي، الأمر الذي دفع الجيش التركي للتدخل والتصدي لمحاولة هيئة تحرير الشام.
وقال ناشطون إعلاميون مستقلون، رفضوا ذكر أسمائهم، للمونيتور، إن رتلًا عسكريًا لهيئة تحرير الشام حاصر قاعدة تيرندا التابعة لأحرار الشام في ريف عفرين شمال حلب، بهدف الضغط على زعيم الحركة الجديد المتمركز في داخل القاعدة، لتسليم القيادة لقيادة أحرار الشام الموالية لهيئة تحرير الشام.
وبحسب النشطاء، منع الجيش التركي رتلًا عسكريًا لهيئة تحرير الشام من دخول المنطقة عبر معبر الغزاوية، ما أجبر القافلة على الالتفاف والدخول عبر طريق ترابي، وفي وقت لاحق انسحبت قافلة هيئة تحرير الشام بناء على مطالب الجيش التركي.
وقامت عدة مجموعات عسكرية داخل أحرار الشام بإقالة زعيمها عامر الشيخ الموالي لهيئة تحرير الشام في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر، واستبدله ب يوسف الحموي الملقب بأبي سليمان.
وجاء التوتر بين تيارات هيئة تحرير الشام وتيار أحرار الشام المعارضين لها على خلفية الاشتباكات الأخيرة منتصف تشرين الأول/أكتوبر بين الفيلق الثالث من جهة وفرقة الحمزة وأحرار الشام من جهة أخرى، وجميعها منضوية ضمن الجيش الوطني السوري، وكانت هيئة تحرير الشام قد تدخلت دعماً لفرقة الحمزة وأحرار الشام ودخلت عفرين قبل أن تنسحب بهدنة برعاية تركية.
وقال عمر سالم، القيادي في الجيش الوطني السوري المقيم في ريف حلب، للمونيتور: “تسعى هيئة تحرير الشام للقضاء على الفيلق الثالث المدعوم من تركيا والذي يقف في طريق طموحاتها (بالتوسع شمال شرق سوريا) لكن محاولاتها فشلت حتى الآن، حيث منع الجانب التركي هيئة تحرير الشام من دخول المنطقة الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني السوري”.
وأضاف: “أكد لنا الأتراك رفضهم السماح لهيئة تحرير الشام بدخول مناطقنا، وأكدوا أن الجيش التركي مستعد لاستخدام القوة لمنع ذلك، في غضون ذلك، أصيب (زعيم هيئة تحرير الشام) أبو محمد الجولاني بالصدمة من تعيين قيادة منافسة داخل أحرار الشام بقيادة يوسف الحموي وإقالة عامر الشيخ المقرب منه أي (الجولاني).
من جهته، قال أحمد حسن، الصحفي المقيم في تركيا والمختص بالشؤون التركية، للمونيتور: “الموقف التركي واضح ويهدف إلى الحفاظ على الاستقرار في المنطقة لمنع موجة نزوح باتجاه الأراضي التركية. تركيا لا تتدخل في الاقتتال الداخلي بين الفصائل التابعة لها، وقواتها موجودة في كل من إدلب والمناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل، وبالتالي فليس من مصلحة تركيا استعداء لا هيئة تحرير الشام ولا الفصائل، وبدلاً من ذلك، تسعى إلى منع الاشتباكات بينهما وتحسين الوضع الإداري والأمني في المنطقة، هذا هو السبب في أنها تدعم الانتقال نحو العمل المؤسسي، لقد فشلت هذه الآلية في الماضي، لكن يمكن أن تحاول [تركيا] مرة أخرى إعادة إطلاق هذا الانتقال من خلال الضغط على قادة الفصائل، وهذا ما يحدث حاليًا”.
وأشار حسن إلى أنه لا خلاف بين تركيا والفيلق الثالث في الجيش الوطني، وأن تركيا تعمل على مأسسة الفصائل، وأضاف: «لا تزال هيئة تحرير الشام تختبر الموقف التركي من دخولها المناطق التي يسيطر عليها الجيش الوطني السوري، وهذا ما يفسر قيام هيئة تحرير الشام بعدة سيناريوهات (عمليات)، منها دخول المنطقة بالقوة أو فرض وجودها الإداري والأمني عبر تفاهم مع تركيا والفصائل التابعة لها، بل إن هيئة تحرير الشام تحاول أن يكون لها وجود غير معلن من خلال فصائل الجيش الوطني المقربة منها (في إشارة إلى أحرار الشام)، ولكن أي تحرك متسرع أو سوء تقدير قد يكلف هيئة تحرير الشام، التي أدركت أن تركيا لن تسمح لها باختراق المنطقة”.
*الصورة من النت
*للقراءة من المصدر هنا