Connect with us

أخبار وتقارير

القوات الأمريكية توسع دورياتها في سوريا رغم التوتر مع تركيا

نشر

قبل

-
حجم الخط:

هذه الخطوة تهدد بمزيد من الاضطراب في العلاقات بين حلفاء الناتو
بقلم دان لاموت ولويزا لوفلوك
ترجمة: هجار عبو

قال مسؤولون، الثلاثاء، إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تستعد لاستئناف العمليات البرية إلى جانب الشركاء الكورد في شمال سوريا، في خطوة تهدد بمزيد من تأجيج العلاقات مع تركيا، حليفة الناتو، التي تلقي باللوم على الكورد في التفجير الانتحاري في اسطنبول الشهر الماضي وهددت بشن هجوم بري بدافع الانتقام.

وقيّد القادة العسكريون الأمريكيون مثل هذه التحركات بعد أن شنت تركيا العنان لضربات جوية ومدفعية على قوات سوريا الديمقراطية/قسد، التي أبقت، جنبًا إلى جنب مع العسكريين الأمريكيين، رقابة على استمرار وجود تنظيم داعش في المنطقة.
وقال مسؤولون إن الجماعتين نفذتا تحركات مشتركة محدودة في الأيام الأخيرة لتسيير دوريات أمنية ونقل الإمدادات بين القواعد.

وقال ثلاثة مسؤولون أمريكيون، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة قضية حساسة، إنه من الممكن أن تتابع تركيا تهديدها بإرسال قوات برية إلى شمال سوريا هذا الشهر، ما قد يعرض الأمريكيين هناك للخطر ويقلب ما كان مستقرًا نسبيًا فيما يتعلق بالوضع على مدى السنوات العديدة الماضية.

وقال الكولونيل جوزيف بوتشينو المتحدث باسم الجيش الأمريكي في بيان “نحن قلقون من أي عمل قد يعرض المكاسب التي تحققت بشق الأنفس في الأمن والاستقرار في سوريا للخطر” “علاوة على ذلك، نحن قلقون بشأن أمن قوات سوريا الديمقراطية، وشركائنا الذين تم اختيارهم والمعترف بهم والذين اعتمدنا عليهم في كل الأماكن التي سحبنا منها معظم القوات”.

ولم ترد السفارة التركية في واشنطن على طلبات التعليق.

وينتشر نحو 900 جندي أمريكي في سوريا يتقاسم معظمهم قواعد مع أفراد من قوات سوريا الديمقراطية في الشمال.

وقال بوتشينو إن تلك القوات الشريكة جزء لا يتجزأ من “الجهود المستمرة لإبعاد عودة داعش” من بين مسؤولياتها، وتشرف قوات سوريا الديمقراطية على مخيم الهول للاجئين، حيث يعيش عشرات الآلاف من الأشخاص – العديد منهم عائلات مقاتلي داعش- في ظروف مزرية، غير قادرين على العودة إلى بلدانهم الأصلية، وقال مسؤولون أميركيون إن مداهمات قوات سوريا الديمقراطية على المخيم أدى إلى اعتقال المئات من عناصر تنظيم داعش المشتبه بهم هذا العام.

وتعتبر تركيا، حلفاء أمريكا، مجموعة فرعية من حزب العمال الكوردستاني الذي صنفته واشنطن وأنقرة منظمة إرهابية، واتهم قادة تركيا الولايات المتحدة بالتواطؤ في تفجير إسطنبول، ووقع الانفجار في منطقة مزدحمة بالمدينة في 13 تشرين الثاني / نوفمبر، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات، واعتقل مسؤولون أتراك امرأة بعد التفجير وزعموا أنها أرسلت من شمال سوريا لتنفيذ الهجوم، في حين نفى القائد الأعلى لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي تورط مجموعته.

وتابعت تركيا سلسلة من الضربات عبر الحدود، بما في ذلك واحدة أواخر الشهر الماضي، وقال بوتشينو إنها جاءت على بعد 150م من الأفراد الأمريكيين.

وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، فرهاد شامي، يوم الثلاثاء، إنهم تلقوا مؤشرات على احتمال حدوث توغل محدود للقوات التركية أو المدعومة من تركيا، وقال: “لا خيار أمام قوات سوريا الديمقراطية سوى حماية شعوبها والمنطقة والقتال حتى النهاية”.

واتهم الشامي، الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بالسعي لحشد الناخبين ذوي العقلية القومية قبل حملة إعادة انتخابات التي قد يجدها صعبة في أوائل العام المقبل، وأضاف: “إذا حدث الهجوم، فسيؤدي إلى نزوح أكثر من 5 ملايين شخص يعيشون هنا، وستنشط داعش مرة أخرى”.

وكتب مظلوم، قائد قوات سوريا الديمقراطية، في مقال رأي بواشنطن بوست خلال عطلة نهاية الأسبوع، إنه يعتقد أن الغارة الجوية على مقربة من أفراد أمريكيين “كانت محاولة لاغتيالي” قائلاً إنها وقعت بالقرب من مدينة الحسكة، وبيّن أن تركيا اغتالت العديد من زملائه هذا العام، وقدم تعازيه لتركيا في تفجير اسطنبول، ودعا إلى محادثات سلام بين الأتراك والكورد، وقال إن التوغلات التركية السابقة في شمال سوريا سمحت لجيوب داعش بالعودة بعد الهزيمة شبه الكاملة للتنظيم في عام 2019.

وكتب مظلوم: “ندعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات ملموسة على الفور لمنع الغزو التركي وتعزيز حل سياسي للصراع الكوردي على أساس الديمقراطية والتعايش والحقوق المتساوية” “وجود شعبنا وأمن المنطقة يعتمد عليه”.

يمثل هذا الموقف أحدث فصل في عملية موازنة استمرت ثماني سنوات للمسؤولين الأمريكيين، الذين تحولوا، على الرغم من اعتراضات تركيا، إلى قوات سوريا الديمقراطية لمواجهة تنظيم داعش بعد تعثرهم في محاولات سابقة للعثور على شريك موثوق به في سوريا.

وتحدث وزير الدفاع لويد أوستن الأسبوع الماضي إلى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، جزئياً لإثارة القلق بشأن الضربات الجوية التي “هددت بشكل مباشر سلامة الأفراد الأمريكيين” قال البنتاغون ذلك في بيان الأسبوع الماضي.

وتحدث رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارك أ. ميلي، في 23 نوفمبر/تشرين الثاني مع نظيره التركي، الجنرال ياسر جولر، بحلول ذلك الوقت، كانت القوات التركية قد شنت أكثر من 100 غارة جوية وطائرات بدون طيار ومدفعية على شمال سوريا.

وقال مسؤول في البيت الأبيض، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بموجب القواعد الأساسية التي وضعتها إدارة بايدن، إن الولايات المتحدة تواصل “التوضيح في السر والعلن أننا نعارض بشدة العمل العسكري، بما في ذلك التوغل البري من قبل تركيا في سوريا”.

وقال المسؤول: “الولايات المتحدة لم توافق على الضربات التركية الأخيرة في سوريا”، مضيفًا أنه بينما “لتركيا مخاوف أمنية مشروعة تتعلق بالإرهاب، لا نعتقد أن التصعيد العسكري الذي يزعزع استقرار الوضع في سوريا سيحل هذه المخاوف”.

قال برادلي بومان، محلل السياسة الخارجية والعسكري في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، إنه بدون قوات سوريا الديمقراطية، كان من المحتمل أن يظل تنظيم داعش يحتفظ بمساحات واسعة من الأراضي، أو أن الجيش الأمريكي كان سيتكبد آلاف الضحايا أثناء محاولته القيام باجتثاث المسلحين بنفسها.

وقال: “إذا أردنا الإبقاء على الخلافة مهزومة وكبح التنظيمات الإرهابية، فنحن بحاجة إلى أناس على الأرض، وهم قوات سوريا الديمقراطية” “من مصلحتنا الاستمرار في دعمهم وجعلهم ناجحين، وتحتاج تركيا إلى فهم ذلك”.

قال بومان إنه بينما يواصل بعض المسؤولين العسكريين الأمريكيين إقامة علاقات جيدة مع نظرائهم الأتراك، فإن سلوك تركيا بطرق أخرى لم يكن رمزًا لحلفاء آخرين في الناتو، وأشار إلى شراء أنقرة لنظام الصواريخ S-400 من روسيا وإحجامها عن السماح للسويد وفنلندا بالانضمام إلى التحالف العسكري.

قال بومان: “ما زلت أراهم يفعلون أشياء إشكالية” وأضاف إنه يتعين على الإدارة أن توضح لأنقرة أنها بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لتظل “حليفًا في وضع جيد”.

*الصورة من النت
*للقراء من المصدر هنا