Connect with us

أخبار وتقارير

الثروة الحيوانية… تحديات قلة الدعم في شمال وشرق سوريا

نشر

قبل

-
حجم الخط:

أفين علو
شهدت مناطق شمال وشرق سوريا خلال عامي 2021 و 2022 احتباساً في هطول الأمطار، ما أدى إلى تعرض المنطقة إلى الجفاف، وتراجع في إنتاج المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية، وبالتالي سبب تداعيات سلبية على الأمن الغذائي في المنطقة، بينما انتعشت الزراعة وتربية الماشية خلال العام الجاري نتيجة وفرة الأمطار وتوفر المراعي.

وتعد مناطق شمال شرق سوريا من أكثر المناطق السورية التي تتواجد فيها الثروة الحيوانية، بسبب مساحتها الشاسعة ووفرة مياهها ولا سيما منطقة الجزيرة، إذ يعتمد أهالي الجزيرة على الزراعة وتربية المواشي بشكل أساسي.

قلة الدعم من أبرز تحديات تربية الماشية
وعلى أمل زيادة الدعم في تأمين العلف الصناعي يهتم مربي الماشية “عبد الناصر حسن” البالغ من العمر 41 عاماً في قرية الغنامية بريف مدينة الحسكة، بأغنامه التي تتجاوز عددها 300 رأس.

ويضطر لشراء العلف الصناعي من الأسواق رغم غلائه لعدم امتلاكه أراض زراعية وعدم توفر المراعي، على عكس مربي الماشية الذين يملكون أراض زراعية ويحتفظون بكميات من الشعير ويستخدمون بقايا الحصاد لرعي الماشية.

ويتم تسليم مادة النخالة فقط من خلال مراكز الأعلاف الموزعة في المنطقة للمربين الواردة أسماؤهم في جداول إحصاء عام 2021، وبموجب البطاقة الشخصية لصاحب العلاقة، لذلك يضطر “عبد الناصر حسن” إلى شراء الشعير من الأسواق بمبلغ 450 ليرة للكيلو الواحد، مما يزيد أعباء مربي الماشية الذين لم ترد أسمائهم في الإحصاء.

أعداد الماشية وإجراءات حماية الثروة الحيوانية
بهدف الحفاظ على تعداد الثروة الحيوانية، ولأن إناث الماشية تعد المصدر الرئيسي للثروة الحيوانية و زيادة أعدادها من خلال الولادات، فإن الادارة الذاتية لا تسمح بتصدير إناث الماشية بشكل مطلق.

ويتم اعتماد إحصائية أعداد الماشية لعام 2021 لتوزيع العلف المدعوم في شمال وشرق سوريا، حيث يبلغ تعداد الماشية تقريباً 11 مليون رأس، بحسب عضو قسم الثروة الحيوانية في شمال وشرق سوريا الدكتور “أحمد عيد المحمد”.

وقال “المحمد” لشبكة آسو الإخبارية، بأن أعداد الماشية تكثر في بعض المدن بسبب وجود المراعي، ولا سيما بلدتي الشدادي ومركدة جنوب مدينة الحسكة، إذ بلغ عدد المواشي في البلدتين حوالي 4,429,000 رأس غنم، 37 ألف بقرة، 6 آلاف جمل، 4 آلاف حصان و3700 جاموس.

وبحسب هذا الإحصاء تقرر توزيع العلف مرة كل شهرين عند توافره، وفي حال نقص العلف يتم التوزيع مرتين أو ثلاث مرات فقط خلال عام، ولعدم وجود مراكز للتوزيع فإن الإدارة لم تتمكن من الوصول إلى جميع المدن والأرياف، إلا أنه ومنذ إجراء الإحصاء، لم يتم توزيع العلف إلا مرتين فقط في الجزيرة.

وتتوزع مراكز العلف في كل من قامشلو/القامشلي، ديرك/المالكية، تربسيبه/القحطانية، الحسكة، تل كوجر والدرباسية.

رغم الإجراءات المتبعة في توزيع العلف، يشتكي المربين اللذين زادوا عدد رؤوس أغنامهم من عدم تحديث أعدادها في سجلات الإحصاء، ونقص كمية العلف المستلم والتي تبلغ عشرة كيلو غرام فقط لكل رأس، بالإضافة لقلة مرات التوزيع.

في حين تقوم إدارة الثروة الحيوانية في شمال وشرق سوريا بتجهيز عملية إحصاء جديدة للثروة الحيوانية قبل نهاية العام الجاري.

إجراءات واجب اتخاذها لحماية الثروة الحيوانية
بحسب الخبير الاقتصادي “حسين عليوي العلي” فإنه يتوجب على الإدارة الذاتية أن تأخذ المزيد من التدابير للحفاظ على الثروة الحيوانية في المنطقة، أهمها منع تصدير الماشية بكافة أنواعها وليس الإناث فقط، وتشديد الحدود لمنع تهريب الماشية.

وأضاف العلي:”يجب توزيع المواد العلفية وأهمها الشعير بسعر مدعوم، بما أن الشعير والذرة الصفراء والنخالة متوفرة ولسنا بحاجة إلى استيرادها من خارج البلاد، وأن يتم إدراج مادة الشعير ضمن المواد العلفية، وألا يتجاوز سعر كيلو العلف 1000 ليرة، والأعلاف المركبة 1500 ليرة سورية”.

كما يجب توفير موارد مائية لسقاية الأغنام في مختلف المناطق، ودعم المزارعين لزراعة مادة الشعير بالبذار والمازوت.

وتتراوح أسعار الأغنام في أسواق الجزيرة بين مليون و500 ألف و3 ملايين ليرة، وسعر الماعز بين مليون و500 ألف ومليونين و500 ألف، أما البقرة الواحدة يتراوح سعرها بين 15 مليون و25 مليون ليرة سورية.

وقد شهد العام الجاري ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار اللحوم الحمراء في مدن الجزيرة، وكان يباع الكيلو غرام الواحد من اللحم بسعر 60 ألف ليرة سورية بداية العام، لتصدر الإدارة الذاتية تعميماً يقضي بتحديد سعر كيلو اللحم بمبلغ 50 ألف ليرة.

ولم يلتزم الباعة بالسعر المحدد بالتعميم، ومع استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي، ارتفعت أسعار اللحوم بشكل كبير وتجاوز سعر كيلو اللحم 100 ألف ليرة، أي ما يقارب 10 دولار أمريكي.