Connect with us

مدونة آسو

خان بهنو…حكاية من الزمن الجميل

نشر

قبل

-
حجم الخط:

بقاياه تحكي حكاية من حكايات الماضي، كلما تمر بجانبه ينتابك الفضول لتقف على أسراره وتعرف خباياه. لم يبقَ منه اليوم سوى القبة لتحكي لنا قصص مسافرين أقاموا تحت فنائها واستراحوا في ظلها.

يروي العم “عبد الرزاق أبو بشار” وهو أحد سكان الحسكة القدامى لشبكة آسو الإخبارية، أن الخان تأسس في نهاية الحكم العثماني حوالي العام 1917 م ويقع في وسط مدينة الحسكة مقابل سوق الهال القديم الذي بُني مؤخراً على يد الفرنسيين والذي سُمي أيضاً بسوق الخضرة.
يضيف “أبو بشار” أنه كان هناك مقابل الخان بائع ألبان مشهور يدعى “عمو فرجو” وبالقرب من الخان أيضآً يوجد كراج الآشورية والذي لايزال موجوداً إلى هذه اللحظة.

سُمي بخان بهنو نسبة إلى صاحبه “بهنان حجار” وتبلغ مساحته الكلية نحو 500 متر مربع، وكان يحتوي على غرف كثيرة متساوية المساحة لإقامة المسافرين وتتوسطها ساحة واسعة لربط الدواب.
يذكر “أبو بشار” أن أغلب رواد خان بهنو كانوا من “الحواجين” وهم باعة متجولون يذهبون للأرياف والقرى بغرض التجارة حيث كانوا يشترون الدجاج والأغنام من أهل القرى و يبيعونها لاحقاً في سوق المدينة، وكان يرتاد الخان أيضاً “مرقصي السعادين” وهم مجموعة من الأفراد كانت تأتي من حلب وتقدم عروضاً للتسلية، أشبه بألعاب السرك، ويجنون المال لقاء هذه العروض التي قدموها في القرى وهي مهنة انقرضت في أيامنا هذه.

وعن الخدمات التي كانت مقدمة آنذاك في الخان يذكر لنا العم “أبو بشار” أن الخان عدا عن كونه كان مسكناً مؤقتاً، كان يُباع فيه البيض البلدي والدجاج حيث كان سعر كل 20 بيضة ليرة سورية واحدة فقط و كل دجاجة ليرتان ونصف، وكان الخان يبيع الأغنام للأشخاص الذين فاتهم موعد سوق الغنم أو “الماكف” كما يسمى باللغة المحكية والذي كان يقع مكان سينما القاهرة الحالي، بالإضافة لبيع التبن لمربي الثروة الحيوانية.

من المهن التي كانت تمارس في الخان هي مهنة البيطار وهو الشخص الذي كان يقص أظافر الخيل ويحذيها أي يركب لها حدوة حديدية، و كان الخان مركزاً لإصلاح عربات الحواجين الخشبية، بالإضافة لوجود حلاق كان يسمى الحلاق “حنش” الذي كان يقوم بحلاقة الوافدين للخان.

كانت آخر أيام “خان بهنو” في العام 1975 م عندما أغلق أبوابه بعد أن أشترته غرفة تجارة الحسكة وقامت بهد الخان وبنت مكانه غرفة التجارة الحالية والعديد من المحال التجارية المختصة ببيع المفروشات، بقي محل واحد فقط يبيع التوابل إلى تاريخ اليوم، وبإمكان المارة أن يروا قبة الخان التي لم تعد واضحة المعالم بعد أن أكل الدهر عليها وشرب.