أصوات نسائية
“سيدة سوريا”… على خُطا تأهيل نساء الطبقة وتمكينهن اقتصادياً
يشكّل تمكين المرأة في مدينة الطبقة حجر الزاوية والمدخل الأساسي لتحقيق التنمية المستدامة، الأمر الذي يتطلب تعبئة الطاقات وتوفير الوسائل والآليات الضرورية لتمكين المرأة إلى جانب نشر الوعي بأهمية العنصر النسوي في دعم اقتصاد المدينة التي تحررت من نير الاستبداد الداعشي منذ فترة وجيزة.
وفي هذا الإطار “تعمل منظمة “سيدة سوريا” من خلال برامجها على بناء قدرات النساء وتوعيتهن قانونياً، واجتماعياً وتمكينهن اقتصادياً في مجتمع الطبقة المحلي، ليمارسن دورهن في المجتمع على الصعيد الفردي والأسري بما يضمن توفير أساليب الحياة الكريمة المبنية على الاحترام المتبادل واحترام حرية وحقوق المرأة، ورفع وعي النساء والمجتمع بهذه الحقوق، وذلك من خلال اتباع العديد من الأساليب والوسائل المجتمعية.
كذلك تهدف برامج المنظمة إلى دعم وتأهيل الأطفال من الناحية النفسية والاجتماعية والتربوية وتمكين النساء من التعاطي مع المشاكل المختلفة للطفل بأساليب تربوية علمية.
وتحقيقاً لهذه الأهداف والبرامج، نظمت المنظمة 20 ورشة عمل في سياق مشروع صانعات السلام استهدفت من خلاله 1100 سيدة وحوالي 2400 طفل.
كذلك قامت فرق المنظمة الجوالة بأكثر من 120 زيارة للسيدات في أحياء مدينة الطبقة وريفها حيث استهدفت بالزيارات والتوعية وتوزيع البوسترات والمطبوعات التوعوية لتفعيل مشاركة المرأة، كذلك الحد من تزويج القاصرات ومحاربة الإرهاب، و دعم بناء السلم الأهلي.
وبتاريخ 16/08/2018 نظمت في مركز الطبقة للمجتمع المدني، معرضاً تم من خلاله تكريم السيدات اللاتي اتبعن دورات تدريبية مع المنظمة، ضمن برامج التمكين، ومنها ورشات الخياطة والتفصيل والمشغولات الصوفية كذلك الكوافير، وتم عرض أعمال أنتجتها المشاركات اللواتي تخرجن في الورشات.
“عبد العزيز الفرج” المسؤول الإداري والمالي في المنظمة، ذكر لشبكة آسو الإخبارية، أن قضايا المرأة والطفل هي أبرز اهتمامات المنظمة، حيث تشرف المنظمة على نشاط “مقهى السيدة” الذي يُعقد كل يوم سبت، وفي كل يوم أحد ينظم مركز الطبقة للمجتمع المدني “نادي سينما السيدات” الذي يعرض أفلاماً تحاكي قضايا تخص المرأة يتبعه جلسة نقاش لتعميق قيم الفيلم المعروض وما يطرحه من مفاهيم.
أما يومي الاثنين والأربعاء فقد خصصا لمشروع “صانعات السلام” والذي أنهى جولته الأولى، أما في الثلاثاء من كل أسبوع، فيتم تنظيم نادي “سينما الطفل”، الذي تُعرض فيه أفلام أنيميشن تهم الطفل وتنمي خياله. ويخصص يوم الخميس من كل أسبوع لاستقبال مختصين بالدعم الصحي والطبي والنفسي، وأيضا لاستضافة أنشطة وندوات بالتعاون مع منظمات أخرى تعمل في المنطقة.
“منسقة الأنشطة” في مركز الطبقة للمجتمع المدني ذكرت عن الأنشطة التي سيتم العمل عليها في المرحلة القادمة: “نعمل في الفترة القادمة على تعزيز توجهنا نحو ورشات التمكين والتدريب المهني، في تخصصات عديدة منها ورشات الخياطة، وورشات النسيج اليدوي، وورشة الحلاقة وتصفيف الشعر والتجميل، كذلك ورشات الحاسوب، ودورات “محو الأمية للسيدات” وهي إحدى المشاكل الكبرى التي يواجهها أهالي الطبقة سواء النازحين أو المقيمين.
هذا وتهدف هذه الورشات إلى تعليم المبادئ الأساسية في كل مهنة في خطوة على طريق تمكين النساء، ومساعدتهن لإيجاد فرصة عمل. في ظل ازياد طلب السيدات على هذه الدورات، وذلك ضمن الإمكانيات المتاحة.
“عائشة الحسين” إحدى المدربات في ورشات، تعليم الخياطة ذكرت أنه لغاية الآن تم افتتاح ثلاث ورشات عمل للخياطة، وورشة عمل للحياكة وأخرى للنسج اليدوي منذ 17/05/2018، تم خلالها تدريب حوالي 140 سيدة، والمعرض الذي أقيم في السادس عشر من آب، شمل عرض منتجات المشاركات في ورشات التدريب.
من المؤكد أن تمكين المرأة يكتسي أهمية كبيرة من أجل مواجهة الهشاشة التي تعيشها في واقعها، على اعتبار أن حرمانها من حقوقها والفرص المتاحة لها هو أساسا حرمان لأجيال المستقبل، كما أن لا أحد يستطيع أن ينكر أهمية دور المرأة في المناطق الشرقية من سوريا حيث تسهم في الإنتاج الزراعي، وتوفير الغذاء، علاوة على قيامها بأعمال أخرى لرفع مستوى معيشة أسرتها.