Connect with us

أصوات نسائية

امرأة تنتصر على مرض سرطان الثدي بالطبقة رغم انعدام الخدمات الطبية

نشر

قبل

-
حجم الخط:

آسو-بتول علي

خلف كل تجربة صعبة تعيشها مريضة سرطان الثدي حكاية، تختار البعض منهن الاختباء والتستر عليها، فيما تفضل أخريات التحلي بالشجاعة وإخبار الناس قصتهن لتتحوّل إلى رسالة تساعد كل من يقع في هذه التجربة وترشده ليتخطى هذه المرحلة الصعبة بضرر أقل.

السيدة “منال الخلف” معلمة من مدينة الطبقة في محافظة #الرقة شمال سوريا وأم لخمسة أطفال، عاشت تجربة المرض وتتخطاها محافظةً على نشاط وحيوية لطالما تحلّت بهما. في هذه السطور، تروي قصتها مع المرض.

تقول “منال الخلف” في حديثها لنا: “لم أتوقع في يوم من الأيام الإصابة بهذا المرض كوني امرأة أعتقد أني أتمتع بصحة جيدة، والأهم أنه لا يوجد في تاريخ عائلتنا الصحي أي إصابة بهذا المرض”.
في أحد الأيام استيقظت “منال” وفي إطار استعدادها للذهاب إلى المدرسة وهي ترتدي ملابسها تلمست منطقة تحت الإبط والصدر لتشعر بوجود انتفاخات غير مألوفة.

عن تلك الحادثة تقول: “سارعت إلى المستشفى الوطني بمدينة الطبقة لإجراء كشف للحالة حيث أجرى لي الفحص الطبيب المناوب (عندما كان متواجداً) وأخبرني بأنه يوجد لدي خمس كتل وهي عبارة عن كتل دهنية بسيطة وأنه لا يوجد أي شيء يُنذر بالخطر !!!.

لم تقتنع السيدة بدقة الفحص الذي أُجري لها في المستشفى الوطني كونه يفتقر إلى الإمكانيات والأجهزه الحديثة ويفتقر أيضا إلى الطبيب المختص لأخذ خزعة وفحصها.
فتتابع قصتها بالقول: “فتوجهت إلى دمشق حيث الإمكانيات والأجهزة أحدث، وأجريت الفحوصات اللازمة والصور الإشعاعية للثدي وتبين لدي خمس كتل، بعدها تم أخذ خزعة من الكتل عندها كانت الصدمة… حيث أظهرت النتيجة أنه تم اكتشاف ثلاث كتل سرطانية وكتلتين دهنيتين”.

تقول “الخلف”: عندما اكتشفت الكتل السرطانية انصدمت ولكنني لم أظهر ذلك أخذت الأمر بتروي وصبر، لم أنهار كوني امرأة متعارف عليها بقوة الشخصية وكوني أم لخمسة أطفال ولاأريد لأطفالي أن يروني بحالة سيئة.

مرحلة العلاج كانت صعبة في مراحل معينة وتحتاج إلى سفر لكن توافر العلاجات التي تسمح بتخفيف حدة الأعراض سهلت الأمور .

بدأت العلاج باستئصال كامل للثدي وتجريف تحت الإبط وأقوم حالياً بأخذ جرعات وقائية في المستشفى لتجنب عودة المرض والوقاية من الانتشار، بلغ عددها ست جرعات حتى الآن.

تعتبر “منال الخلف” مشاركتها قصتها بأنها رسالة لكل النساء وتنصح جميع السيدات بعمل الفحوصات الدورية للكشف عن سرطان الثدي، وتنصح كل سيدة مصابة بألا تخاف أو تخجل من مرضها، فيوجد أمراض أكثر خطورة من سرطان الثدي.
وتؤكد أن الدعم الأسري والمحيط الاجتماعي أساسي لتجاوز المرض والانتصار عليه.

قابلة قانونية!!

بالمقابل، لابد من تسليط الضوء على الواقع المزري الذي تعايشنه نساء “الطبقة” في ظل انعدام أدنى متطلبات العناية الصحية.
فالمستشفى الوطني في المدينة لا يوجد فيه جهاز “الماموغرام” وهو الجهاز الأساسي ونقطة البداية للكشف المبكر عن سرطان الثدي. علاوة على ذلك تفتقد المستشفى إلى طبيب مختص في الفحص السريري للنساء وإنما يتم ذلك على أيدي “قابلة قانونية” !!!!، في مدينة تبلغ نسبة النساء المصابات بالمرض 12 إصابة.

بين سندان مرض سرطان الثدي ونقص الخدمات الطبية المقدمة تبقى الضحية الأولى… نساء الطبقة.