أصوات نسائية
شبح تسرب الفتيات يُلقي بظلاله على التعليم في الطبقة
آسو-بتول علي
لا تعتبر ظاهرة التّسرب المدرسي وليدة السنوات القليلة الماضية، إنّما هي أحد أبرز مشكلات التعليم في محافظة الرقة ومدنها وريفها منذ سنوات طويلة.
ومع الحرب التي شهدتها مدينة الطبقة إحدى مدن الرقة وازياد حركة النزوح منها وإليها والدمار الذي طال المدينة وبطأ عودة مظاهر الحياة إلى المدينة التي ترك داعش خلال سيطرته على المدينة جرحاً عميقاً في نفوس أهلها، يبقى موضوع تأمين تعليم ملائم ومؤسساته للأطفال ليس مجرد ترف وإنما حق يجب توفيره.
ويعزو كثير من أهالي الطبقة انتشار ظاهرة التسرب في صفوف أبناء المدينة إلى الفقر الذي يُعد السبب الرئيسي الذي يدفع بكثير من الأطفال الذكور إلى دخول سوق العمل غير المنظم وغير الآمن لإعالة عائلاتهم.
وفيما يتعلق بتعليم الفتيات، يقول أحد أهالي المدينة الذي رفض ذكر اسمه أن التسرب وتحديداً تسرب الفتيات ظاهرة موجودة قبل الحرب وازدادت بعدها بشكل كبير خصوصا بعد سيطرة داعش على المنطقة الأمر الذي أدى إلى عدم الاستقرار أضف إلى ذلك القيود التي فرضت على الفتيات في مسألة التعليم.
“تهاني الصلال ” مسؤولة بلجنة المرأة في هيئة التربية والتعليم في الطبقة، ذكرت في حديثها أن تسرب الفتيات من المدارس من أصعب المشاكل التي تواجهنا كهيئة وتعود هذه الظاهرة لأسباب كثيرة منها ما يتعلق بالفتاة نفسها والظروف المحيطة بها والتي تتلخص في عدة بعدة عوامل اجتماعية أهمها التنمر والتحرش والزواج المبكر والخوف الذي تملك الأهالي خلال سنوات سيطرة داعش بالإضافة إلى العادات والتقاليد البالية وذلك في الاهتمام بتعليم الرجل قبل المرأة.
“الصلال” ذكرت أنه لا توجد أرقام رسمية لدى هيئة التربية والتعليم حول نسب التسرب المدرسي بسبب حركة النازحين في المنطقة.
من الجدير بالذكر أنه بلغ عدد الطلاب المسجلين في مدارس مدينة الطبقة 22 ألف تلميذ وتلميذة.
وتقوم الهيئة باستقبال الأطفال المتخلفين عن التعليم من الأميين في صفوف خاصة مستقلة عن الطلاب حيث يقوم المعلمون بإعطائهم دروس لتعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب وتحديد مستواهم لدمجهم في مقاعد الدراسة مع الطلاب القدامى.