Connect with us

أعمال

أبو عبدو الفرواتي ومهنة الدباغة في الرقة

نشر

قبل

-
حجم الخط:

آسو-عبير محمد

تعتبر دباغة الجلود من الحرف اليدوية القديمة الموجودة في سوريا عموماً والرقة خصوصاً، حيث يمتهنها كل من ورثها عن أجداده، ولأن الجلد يعد المادة الأوّليّة التي تدخل في عدد كبير من الصّناعات، فقد حظي باهتمام كبير وصناعته تعد رائجة دوماً.

في جولة لفريق شبكة آسو الإخبارية في أسواق مدينة الرقة، التقى بالحاج “جمال الفرواتي” والملقب بأبو عبدو يعمل في دباغة الجلود في المدينة، والذي تعلم المهنة وأحبها منذ كان صغيراً.

فيقول الحاج “جمال”: “ورثت مهنة الدباغة عن أبي والذي ورثها هو أيضاً من جدي، أنا حلبي الأصل، إلا أن والدي جاء منذ سبعينات القرن الماضي وسكن مدينة الرقة ليعمل هنا آنذاك، وعلمني بدوره كل ما يتعلق بدباغة الجلود (من طقطق للسلام عليكم)، وها أنا الآن أُورثها لولدي الذي يساعدني حالياً في محلنا الموجود بالسوق الشرقي -شارع الفرواتية بالمدينة، وهو سوق تاريخي قديم يقصده الكثير من الناس بشكل عام والعرب الغنامة (البدو) على وجه الخصوص”.
وأضاف: “نستطيع القول إن الدباغة هي عبارة عن عملية جعل جلد العديد من الحيوانات وأهمها الماشية إلى منتج يمكن استخدامه لغرضٍ ما، فهناك من يستخدمه للتدفئة ومنهم من يستخدمه للتزيين، أما بالنسبة لنا، فنحن نعمل على دباغة جلد الأغنام ونحوله إلى فراء للتدفئة أو (ابطيات) “.

عملية تجهيز الفرو
في البداية يجلب البدو الجلود إلى أبو عبدو الفرواتي، ويمر بمراحلٍ متنوعة لتصبح قابلة للاستعمال، وأهمها، غسل الجلد مباشرةً بالغسالة مع منظفات الغسيل كمرحلة أولى للتخلص من الأوساخ العالقة به، ومن ثم ينقع لمدة يومين ضمن وعاء يحتوي على ماء وملح ومادة الشب لتغيير الرائحة، وبعدها يتم تيبيسه ونشره تحت أشعة الشمس وتسمى بـ (التطراية)، ومن ثم تمر بمراحلٍ عدة خلال مدة قرابة الشهر حتى تصل إلى التفصيل والخياطة.

“العمل بهذه المهنة يعتبر موسمي، فهو يقتصر على بعض شهور السنة، تبدأ من الشهر الثامن وتنتهي بحلول رأس السنة، أما بقية الأشهر لا يوجد بيع أو شراء، وإنما يتحول العمل من صناعة إلى تصليح فقط”.

اختتم الحاج أبو عبدو حديثه بالقول: “هذه المهنة صعبة جداً ومتعبة جداً، فهي تحتاج إلى الكثير من الجهد، وأصبحت هذه نادرة (شبه انقرضت) ولا يمتهنها إلا المتوارثين لها”.

أصحاب المهن والحرف القديمة، لازالوا حتى اليوم متمسكين بمهنتهم التي ورثوها عن أجدادهم، وكما يقال (إلي مالو قديم مالو جديد)، ومع مرور الوقت مهما تطورت وازدهرت صناعتها بظهور الآلات والمعدات الحديثة، سيبقى أهلها الأصليون هم الأساس في صناعتها.

*الصورة تعبيرية من الانترنت