مدونة آسو
مسيرة ألم غير منتهية لـ “هادية” بعدما فقدت ابنتها أمام ناظريها بمجزرة كوباني
آسو-عاليه محمد
“كانت ابنتي تبعد عني بضع خطوات فقط عندما أصيبت بطلقة نارية في رأسها” تقولها “هادية إبراهيم” الأربعينية، وهي ترنو بنظرها نحو ابنها الأصغر (7 أعوام) في فناء المنزل الأمامي في ديريك/المالكية، بعد نزوحها من مدينة كوباني، قبل أعوام.
الأعوام الأربعة التي مرّت من حياتها، لم تثنيها لحظة عن التفكير بابنتها “سيفانا إبراهيم” التي فقدت حياتها على يد تنظيم داعش أثناء الهجوم الأخير على كوبانى صبيحة يوم الخامس والعشرين من شهر حزيران من عام 2015.
تقول هادية، “لم أصدق بداية الأمر أن ابنتي قد استُشهدت أصيبت برصاصة في رأسها أمام عيني عندها وقعت على الأرض جميع من حولي أخبروني بأنها لا تزال على قيد الحياة لكنها في الحقيقة توفيت كيف لأم أن تتحمل مثل هذه اللحظة؟”.
“سيفانا” ابنة الأربعة عشر ربيعاً، لم تكن الوحيدة من عائلة “هادية” ممن قتلوا في ذاك اليوم، ثمانية آخرون من إخوة أمها قتلوا برصاص تنظيم داعش، جثثهم الملقاة في أحياء كوباني مشهد يصعب على ذاكرة المرأة الأربعينة نسيانه، تتحدث هادية لشبكة آسو الإخبارية وهي تمسح بكلتا يديها صورة لابنتها وأخرى لآخرين فقدوا حياتهم من عائلتها.
سبعة أيام بقيت جثة الابنة وبقية أفراد عائلتها مدفونة في إحدى القرى بريف كوباني، قبل أن يتم نقلهم ودفنهم في “مقبرة الشهداء” في المدينة.
تتابع “هادية” حديثها والبكاء يحشرجُ صوتها، “حتى اليوم، لا أصدق بأن تنظيم داعش قد انتهى، لازلت أرتعب كل يوم من أن يواجه أولادي الخمسة الباقون مصيراً مشابهاً لمصير سيفانا”.
تعيش اليوم مع عائلتها في إحدى منازل ديريك، وتدفع آجارها من راتب عمل زوجها، الذي بالكاد يساعدهم في تلبية احتياجاتهم اليومية.
قصصٌ إنسانية عديدة قد تتشابه مع قصة “هادية” وعائلتها وما حدث معهم في مجزرة كوباني، لكن البوح بها لا يشمل الجميع، فهناك من لا يرغب باسترجاع أحداثٍ أليمة عايشها هناك، ويفضِّل الاحتفاظ بها في أعماقه حتى وهو بعيد عن مدينته.
تبقى هادية مثالاً حياً يجسِّد معاناة طويلة لشعبٍ عانى من ويلات الحرب وآثار الإرهاب في سوريا.
*الصورة تعبيرية من الانترنت