مدونة آسو
الأطفال وقود حروب داعش… ووسيلة لترهيب الأهالي
قصص من سلسلة عائدون من الموت التي تجمعها شبكة آسو الإخبارية، وتظهر مأساة مدنيين عانوا الألم في فترة حكم داعش، روايات وقصص واقعية تعبر عن حجم الإرهاب والتطرف في التأثير على بنية المجتمع..
“عائدون من الموت”
سلسلة شهادات من قلب المأساة… مدنيون عادوا من الموت في ظل حكم داعش في شمال وشرق سوريا، سلسلة تقارير خاصة من انتاج شبكة آسو الإخبارية، تنشرها لأول مرة تباعًا، تسلط الضوء على الانتهاكات الفظيعة التي شهدتها مدينة الطبقة خلال فترة سيطرة تنظيم داعش.
قصص مروعة من شهود عيان عايشوا كابوس التنظيم الإرهابي، حيث تعرض الأهالي لأقسى أنواع العذاب الجسدي والنفسي؛ من عقوبات مهينة تهدر الكرامة الإنسانية، إلى سجون مظلمة لا يخرج منها سوى القليل أحياء، وانتهاءً بتدمير المدارس وتحويلها إلى مصانع للموت.
نشارككم هذه الشهادات الحية لإبراز حجم المعاناة والألم، ولتقديم صورة حقيقية لما جرى في تلك الفترة السوداء.
جميع الحقوق محفوظة لشبكة آسو الإخبارية
شمال شرق سوريا 2024
من الطبقة بقلم حسان الأحمد
عمل تنظيم داعش بعد فرض سيطرته في عام 2014 على مناطق واسعة من الاراضي السورية على تجنيد الاطفال لاستخدامهم كمخبرين وجواسيس لنقل أخبار المعارضين للتنظيم، بالإضافة إلى زجهم في العمليات العسكرية.
فقد كان الأهالي يخافون بشكل كبير من الأطفال سواء الذين يتم تجنيدهم مقابل مبالغ من المال، أو أطفال عناصر داعش سواء السوريين أو الاجانب ليقوموا بنقل أخبار الاشخاص المدخنين او الذين يبيعون الدخان أو النساء غير المنقبات أو أي عمل مرتكب يراه التنظيم مخالفاً لعقيدته.
ويروي أحد الأشخاص، ويدعى (أ.أ) وهو بائع دخان، ما حدث معه عام 2015، حيث باع ذات مرة طفلاً في العاشرة علبة دخان، ظناً منه أنه اشتراها لأجل والده، دون أن يعلم أنه جاسوس تابع لجهاز “الحسبة” التابع للتنظيم.
ويقول (أ.أ) لشبكة آسو الإخبارية: “بعد حوالي نصف ساعة حضرت سيارة “الحسبة ” وبرفقتهم الطفل وكان أميرهم من الجنسية السعودية وقال لي “يا رجل طالع المنكر اللي عم تبيعه للمسلمين”.
ويضيف بالقول: ” في البداية أنكرت ذلك”، فرد علي قائلاً: “الطفل الذي معنا اشترى منك علبة دخان، ونحن من أرسلناه لنتأكد من وجود الدخان لديك، وهو موجود في غرفة وفي الخزان” وبذلك عرفوا مخبأ علب الدخان، وأحرقوا كامل العلب التي كانت بحوزته، على حد قوله.
ويذكر أنه تم اقتياده إلى مركز “الحسبة” الكائن في في مدرسة العروبة، ويصف تلك اللحظات المليئة بالرعب والممزوجة بالخوف حيث وضع في غرفة في الطوابق العلوية لعدة أيام، تعرض فيها للضرب.
لكن وقع التعذيب النفسي كان أشد على (أ.أ) من الضرب، فبحسب قوله كانوا يخبرونه أنهم سيخلون المكان ويتركونه في السجن، لأنّ الطائرة ستقصف المبنى، إلى أن خرج في نهاية المطاف بعد دفعه مبلغاً مالياً وتم إلزامه باتباع “دورة شرعية”.
وفي بداية 2014 افتتحت داعش ما يسمى “مكاتب الانتساب” ومهمتها جذب العناصر من الكبار والصغار، وبعد انضمام مجموعة من الأطفال ممن هم دون سن الـ 15، بدأ بإرسالهم إلى معسكرات خاصة تسمى “أشبال الخلافة” حيث كانوا يتلقون تدريبات تحت إشراف عناصر من التنظيم، على قطع الرؤوس أو تدريبهم على كيفية القيام بعمليات انتحارية بواسطة السيارات والأحزمة الناسفة.
وبعد نضوجهم من الناحية الفكرية في المعسكرات التي كانت تسمى “المعسكرات الشرعية”، كانوا ينقلون إلى معسكرات أخرى تكون مجهزة من الناحية العسكرية لتدريب هؤلاء الصغار واستخدام الاسلحة المختلفة والتكتيكات العسكرية المنوعة والتي يستخدمها التنظيم في عملياته الحربية دون مراعاة قدراتهم وأعمارهم، من أجل زجهم في المعارك.