أخبار وتقارير
معاناة النساء العاملات في منطقة الشدادي أثناء فترة سيطرة داعش
كانت النساء على الدوام في منطقة الشدادي (65 كم جنوبي الحسكة) يعملن جنباً إلى جنب مع الرجال في أعمال الزراعة ومواسم الحصاد، دون أن يعترض أي عائق عملهنّ.
لكن حقبة سيطرة تنظيم داعش السوداء على المنطقة، لوّنت كلّ مفاصل الحياة باللون الأسود، وضيّق على الحياة العامة وصادرت الحريات.
النساء العاملات في جمع التبن بعد مواسم الحصاد تعرّضن، كسائر النساء الأخريات العاملات في مجالات أخرى، إلى تضييقٍ شديدٍ على عملهنّ، وفُرض عليهنّ ارتداء اللباس الأسود مع البرقع، أثناء العمل.
وتقول أم سليمان، وهي سيدة من ريف الشدادي، كانت تعمل في جمع التبن، لمساعدة زوجها في تقديم نفقات المنزل، إنها اضطرت للتوقف عن العمل خشيةً تعرض زوجها للمحاسبة على يد تنظيم داعش.
وتبيّن كيف تراجع مردودها اليومي بعد فرض داعش اللباس الأسود عليها، حيث كانت تتمكن من تعبئة 50 كيس من التبن يومياً، لكن عدد الأكياس انخفض إلى قرابة 30 كيس، نظراً لأنّ اللباس المفروض عليهن ارتداؤه كان يعيقهنّ ويصعّب عليهنّ العمل، ويقلل من مردودهنّ اليومي.
كما تقول “منال الصبحي” وهي أيضاً من ريف الشدادي، إنّ أخاها تعرّض للجلد على يد عناصر التنظيم، لأنها خلعت قطعة من الزيّ المفروض عليها أثناء العمل، والتي كانت تعيق رؤيتها أثناء العمل، مشيرةً إلى أنها اضطرت لترك العمل “خوفاً على إخوتها من بطش التنظيم” على حدّ تعبيرها.
بدوره يقول (ص.ع) من ناحية الشدادي وهو مشرف ورشة عمل في أعمال الحصاد، أنه كان يخشى إشراك النساء معهم في العمل خوفاً من تنظيم داعش، على الرغم من أنهم اعتادوا على العمل المشترك بين النساء والرجال في هذا المجال.
ويعبّر عن ارتياحهم بعد تحرير المنطقة من التنظيم وعودتهم إلى “العمل المشترك والحياة الطبيعية”، على حدّ وصفه.