أخبار وتقارير
عفرين: “هيئة تحـ.ـرير الشام” الإرهابية تبدأ بفرض الإتاوات على مزارعي الزيتون تحت مسمى “زكاة الثمار”
عمدت “هيئة تحـ.ـريرالشام” (جبهة النصرة سابقاً) المصنفة على قوائم الإرهاب العالمية، عقب سيطرتها على مدينة عفرين، إلى فرض ضرائب مالية على مزارعي الزيتون، وأصحاب المعاصر، بالتعاون مع عدد من الفصائل المتحالفة معها.
وتندرج هذه الضرائب تحت ذريعة “الزكاة” التي تفرضها الهيئة الإرهابية أيضاً ضمن مناطق سيطرتها في مناطق إدلب، شمال غربي سوريا، وبحسب مصادر محلية خاصة بشبكة آسو الإخبارية، فإنّ هذه الضرائب تبلغ ما نسبته بين 15 و50% من محصول كل مزارع.
وأكد الناشط الإعلامي أحمد العلي (اسم مستعار) المقيم في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، لشبكة آسو الإخبارية، إنّ عناصر “جهاز الأمن العام” التابع لهيئة تحرير الشام الإرهابية، أبلغوا جميع المعاصر المتواجدة ضمن عفرين بضرورة عدم عصر محصول أي مزارع دون حصوله على وصل من “جهاز الأمن العام” يسمح له بعصر محصوله.
ويبيّن أن هذا الوصل يتضمن توقيع المزارع وموافقته على دفع ما يسمى “زكاة الثمار”، البالغة 15 % من إجمالي محصول المزارع، ويتم استلام الضريبة منه داخل المعصرة فور انتهاء عملية العصر.
لافتاً إلى أنّ من يعترض على ذلك، يتعرض للاعتقال ومصادرة جميع الكمية التي بحوزته، ويمنع على صاحب المعصرة السماح لأحد بالمغادرة دون اقتطاع هذه الضريبة، وفقاً لـ “العلي”.
ويذكر الناشط الإعلامي أنّ هيئة تحرير الشام الإرهابية حاولت أن تظهر نفسها بمظهر المسالم خلال الأيام الأولى من دخولها إلى عفرين، فأصدرت قراراً يقضي بمنع قطاف الزيتون من قبل الفصائل المتواجدة في المنطقة، حيث كانت هذه الفصائل تستبيح مزارع الزيتون وتجني الزيتون دون أي رادع.
ويستدرك بالقول: “لكن مؤخراً أظهرت الهيئة المصنفة على قوائم الإرهاب العالمية، حقيقة مطامعها في المنطقة، وبدأت بفرض ضرائب الزيتون على المدنيين داخل مدينة عفرين”.
ولا يجد “العلي” أي فرقٍ يُذكر هذا الموسم، لجهة التضييق على مزارعي الزيتون، مشيراً إلى أنّ الحال هي ذاتها، كما كانت للفصائل الأخرى الموالية للاحتلال التركي، مثل “الجبهة الشامية” و”الحمزات” و”جيش الإسلام”، الكلمة الفصل في المنطقة، لتستمر فصول معاناة المزارعين من التجاوزات والانتهاكات لحقوقهم وسرقة مواسهم دون حسيبٍ أو رقيب.
وخلال الأيام الماضية، استولى عناصر من فصيل “السلطان سليمان شاه” على مئات الأشجار في ناحية شيراوا، تعود ملكيتها للمزارعين، كما أقدموا على قطاف الزيتون عبر ورشات خاصة بالفصيل، وجني وسرقة المحصول بشكل كامل وذلك تحت ذريعة غياب أصحاب هذه الأراضي الزراعية، واتهامهم بالعمل لصالح الإدارة الذاتية.
وأقدم فصيل “فرقة الحمزة”، على قطع قرابة 300 شجرة زيتون بعد قطافها وسرقة محصولها بشكل كامل في أراضي زراعية تقع بناحية بلبل التابعة لعفرين، ولذات الأسباب والاتهامات.
فضلاً عن فرض نسبة 50% على المزارعين المتواجدين في جميع القرى التابعة لناحية بلبل، دون أي أسباب موجبة ولكونهم فقط يخضعون لسلطة هذه الفصائل المسلحة، بحسب المصدر السابق.
ويقول خالد الحمدان (اسم مستعار) وهو عنصر منشق عن فصيل “فرقة السلطان سليمان شاه”، لشبكة آسو الإخبارية، إنّ الفصيل المذكور منذ بداية سيطرته على ناحية الشيخ حديد/شيه، يستولي على مئات أشجار الزيتون ويعتبرها ملكاً خالصاً له، بينما تعود ملكيتها إلى مهجّرين من المنطقة، مضيفاً بالقول، إنّ الفصيل يمتلك معصرة خاصة به تسمى معصرة “العمشات”، وهو يقوم في كل موسم بجني كميات كبيرة من زيت الزيتون وبيعه للتجار.
ويذكر “الحمدان” أنّ الضرائب المالية تُفرض على جميع المزارعين وليس على مزارعي الزيتون وحسب، “وتذهب هذه الأموال لخزينة الفصيل ولجيوب القيادات وعلى رأسهم قائد الفصيل المدعو “أبو عمشة”، الذي يملك الآن استثمارات ومشاريع عديدة في منطقة الشيخ حديد/شيه، ومدينتي أنطاكيا والريحانية التركية.”وفقاً لقوله.
ويجدر بالذكر أن هيئة تحرير الشام الإرهابية تفرض ذات الضرائب والإتاوات المالية على جميع مزارعي مناطق إدلب وريفها التي تخضع لسيطرتها بشكل كامل منذ عدة سنوات، كما تفرض الإتاوات أيضاً على المعابر الحدودية والتجار والمؤسسات الخاصة وتهيمن بشكل شبه كامل على جميع القطاعات الهامة في محاولة منها لاستمرارية دعم ذاتها نظراً لاعتبارها مصنفة ضمن التنظيمات الإرهابية.