أخبار وتقارير
دعد قنوع: الحل ليس في الانتقام بل في معالجة جذور الأزمة

أكدت رئيسة الهيئة النسوية في سوريا دعد قنوع وهي من سكن اللاذقية في حديث خاص لشبكة آسو الإخبارية، أن ما يحدث في الساحل السوري هو نتيجة تراكمات طويلة من الظلم والتهميش الاقتصادي والاجتماعي، مشيرة إلى أن الحل لا يكون بالانتقام، بل من خلال معالجة الأسباب الجذرية للأزمة.
وأوضحت قنوع أن الساحل السوري كان من أوائل المناطق التي سلمت سلاحها، واستقبلت عمليات التسوية بعد سنوات من الحرب، إلا أن أهله تعرضوا للتهميش والإقصاء، حيث مُنعوا من إقامة مصانع أو مشاريع تنموية، مما دفع العديد منهم إلى الانخراط في الجيش أو البحث عن أي وسيلة للهجرة، وأضافت أن الشباب في تلك المناطق أجبروا على الخدمة العسكرية لسنوات طويلة، وصلت لدى البعض إلى أكثر من عشر سنوات، ما شكل ضغطًا هائلًا على حياتهم ومستقبلهم.
وأشارت إلى أن الأوضاع المعيشية تفاقمت في المنطقة، حيث لم تتوفر أي حلول حقيقية لأهلها، وبقي الفقر والحرمان يلاحقانهم، خصوصًا في المناطق العشوائية مثل “الدعتور” في اللاذقية، التي تعاني أوضاعًا إنسانية كارثية، تشبه ما حدث في مناطق أخرى مثل القابون في دمشق.
وأضافت قنوع أن المعارك الأخيرة كشفت عن تدخلات دولية واضحة، حيث برز دور كل من روسيا وتركيا منذ اللحظة الأولى للاشتباكات، ما يعكس البعد الإقليمي للصراع، وليس فقط كونه خلافًا داخليًا، وأكدت أن هناك جهات تعمل على إشعال الفتنة بين أبناء الشعب السوري، عبر نشر خطاب الكراهية والتحريض الطائفي، مشيرة إلى أن الإعلام لعب دورًا سلبيًا في تضخيم الأحداث بطريقة غير دقيقة.
وشددت على أن الحل يجب أن يكون عبر الاحتكام إلى القانون، ومنع انتشار السلاح خارج سيطرة الدولة، وتجريم التحريض، إضافة إلى تشكيل مراقبة شعبية لمنع تكرار هذه الأزمات، كما أكدت على أهمية إعادة بناء سوريا من خلال التركيز على التنمية الاقتصادية، وتشغيل المواطنين في إعادة الإعمار بدلًا من إشغالهم بالصراعات والانقسامات.
من جانبها، قالت زينة محمد خلال حديثها لشبكة آسو وهي من أهالي اللاذقية، إن الوضع أصبح كارثيًا، حيث بدأت القوات الحكومية منذ يوم أمس بتنفيذ عمليات مداهمة في أحياء مختلفة، وسط قصف عشوائي أوقع مئات الضحايا، وأضافت أن طلاب الجامعات محاصرون في سكنهم، ولا توجد أي طرق آمنة لخروجهم، مما دفع بعضهم لمحاولة الهروب لإنقاذ حياتهم.
وأوضحت أن أهالي الساحل يشعرون بأنهم عادوا إلى أجواء عام 2011، حيث تتعرض المناطق لهجمات شرسة، في ظل انعدام المواد الأساسية وصعوبة تأمين الغذاء خلال شهر رمضان.
وختمت قنوع حديثها بالتأكيد على أن سوريا بحاجة إلى حل سياسي شامل، يضمن لجميع مواطنيها حقوقهم، بعيدًا عن العنف والانتقام، داعية إلى تدخل دولي لمراقبة الوضع ومنع حدوث مجازر جديدة.
