أخبار وتقارير
آلاف الضحايا جراء زلزال مدمر شرق المتوسط… وبرودة الطقس تزيد محنة آلاف المشردين
لقي أكثر من ألف شخص مصرعهم وأصيب أكثر من ألفي شخص، في عدة مدن سورية في حصيلة غير نهائية، أعلنت عنها وزارة الصحة السورية وهيئة الصحة في الإدارة الذاتية وفرق الإغاثة في شمال سوريا، جراء زلزال مدمر وقع فجر الاثنين 6 شباط وصلت شدته إلى 7.8 درجات بمقياس ريختر بحسب وكالة BBC.
وشهدت كل من سوريا وتركيا زلزالاً مدمراً كان مركزه بالقرب من مدينة كهرمان مرعش جنوب تركيا، وامتد الزلزال ليشعر به سكان عدة دول منها لبنان ومصر والعراق.
أعلنت وزارة الصحة السورية اليوم الثلاثاء، عن مقتل 812 شخص وإصابة 1449 شخص في آخر حصيلة غير نهائية بينما أفادت فرق الإغاثة في مناطق الشمال الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية عن مقتل 430 شخص وإصابة أكثر من ألف شخص جراء الزلزال،
فيما أكدت السلطات التركية، مصرع ما لا يقل عن 1651 شخصاً، وإصابة أكثر من 9 آلاف في حصيلة غير نهائية جراء الزلزال.
في حين أعلنت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا، عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 57 آخرون في حصيلة غير نهائية، في كل من حي الشيخ مقصود بحلب والشهباء وكوباني ومنبج.
فيما لا يزال العشرات عالقون تحت الأنقاض، وتواجه فرق الإنقاذ صعوبة بالغة بإخراج الضحايا، وسط قلة الإمكانيات واستمرار المنخفض الجوي.
وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان: “تناشد سوريا الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة والأمانة العامة للمنظمة ووكالاتها وصناديقها المختصة واللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرها من شركاء العمل الإنساني من منظمات دولية حكومية وغير حكومية، لمد يد العون ودعم الجهود التي تبذلها الحكومة السورية في مواجهة كارثة الزلزال المدمر”.
وعاش السوريون لحظات مروعة فجر الاثنين على وقع الزلزال المدمر، وهرع الأهالي بأطفالهم إلى خارج المنازل والأبنية السكنية، وكان الزلزال قد دمر مئات المنازل في سوريا وبقيت عشرات العائلات تحت الأنقاض، بينما تصدعت أبنية أخرى وبقي أصحابها خارج منازلهم، وسط تأثر سوريا بمنخفض قطبي منذ أيام واستمرار هطول الأمطار على معظم المدن السورية.
ونقلت مراسلة شبكة آسو الإخبارية في قامشلو/القامشلي أن حالة من الهلع أصابت الأهالي في المدينة فور وقوع الزلزال فجر الاثنين، وهرع الأهالي إلى الشوارع والحدائق والملاعب تفادياً لأضرار الهزات الأرضية.
“أصيب أهالي المدينة بالهلع، وسُمعت أجراس الكنائس في معظم الأحياء لإيقاظ النائمين، وبقي الأهالي لعدة ساعات خارج المنازل رغم برودة الطقس وانخفاض درجات الحرارة إلى حوالي 4 درجات، وأجبر البرد الكثير ممن لا يملكون السيارات للعودة إلى منازلهم بعد ساعتين من وقوع الزلزال”
وتستمر حالة الخوف بين الأهالي ولا سيما بعد حدوث عدة هزات خفيفة بأوقات مختلفة تلت الزلزال الأول، وتضارب الأنباء حول إمكانية حدوث هزة أرضية أخرى.
“محمد ديب” من سكان حي الشيخ مقصود قال لشبكة آسو الإخبارية: “لا نعلم إلى متى سنبقى في الشارع ولكن الوضع مخيف جداً، الهزة الأولى كانت مرعبة ومنذ حدوثها نحن موجودون في الشارع، وتلاها عدة هزات خفيفة، جميع الأهالي هنا قاموا بإخلاء بيوتهم وبعضهم موجودين في الأماكن الفارغة”.
وأضاف ديب، بأن هناك الكثير من الأهالي بحاجة للمساعدة ولا سيما الأطفال والمرضى والمسنين، وسط الطقس البارد واستمرار هطول الأمطار.
“نازلين صالح” من أهالي مدينة الحسكة قالت لشبكة آسو الإخبارية: لم نستطع النوم منذ وقوع الزلزال، الطقس بارد جداً في الخارج ومظلم بسبب انقطاع الكهرباء بشكل كامل، ولا نعرف أين نحتمي، في الليل قررنا أنا وزوجي أن نتناوب في مراقبة مروحة السقف وإذا ما اهتزت نحمل أطفالنا ونخرج إلى الشارع بسرعة، جهزت حقيبة صغيرة وضعت فيها مستلزمات أطفالي الضرورية.
وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا رولا أمين، أمس الاثنين، إن الوضع الإنساني في سوريا “هش” والزلزال القوي الذي ضرب المنطقة “زاد المأساة”، محذرة من أن عاصفة شتوية شديدة القوة تزيد صعوبة عمليات الإنقاذ.
وحذر ناشطون مدنيون من تفاقم الوضع الإنساني لملايين الأشخاص في مختلف المناطق السورية، ولا سيما المناطق التي لا تصلها الإغاثة الأممية.
“عمران حسن” ناشط مدني قال لشبكة آسو الإخبارية: “الأوضاع الإنسانية في غاية الصعوبة في معظم المدن السورية، أعداد الضحايا في ارتفاع مستمر، وهناك عالقون تحت الأنقاض والآلاف مشردين في العراء وسط العواصف، عدا عن آلاف العائلات في مخيمات النزوح، ولم يتم إجراء تقييم لحجم الكارثة حتى الآن، يجب فتح جميع المعابر لإدخال المساعدات الإغاثية وتمكين فرق الطوارئ والفرق الطبية لإنقاذ ضحايا الزلزال”
واتخذت العديد من الجهات الرسمية إجراءات احترازية حفاظاً على السلامة في حال حدوث هزات أخرى.
وأعلنت وزارة التربية التابعة للحكومة السورية، عن تعطيل المدارس في جميع المحافظات السورية لباقي أيام الإسبوع، وذلك لتوخي الحذر بعد تعرض المنطقة لسلسلة من الهزات الأرضية.
كما أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، عن تعطيل المدارس وكافة المؤسسات المدنية، لغاية يوم الخميس المقبل.
وقامت فرق الطوارئ في الهلال الأحمر الكردي، بنصب خيم في الملاعب والساحات بمدينتي الحسكة وقامشلو لإيواء الأهالي.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مئات الصور ومقاطع الفيديو التي تظهر حجم الدمار الذي لحق بالأبنية السكنية وبعض المعالم الأثرية في سوريا، ودعا نشطاء إلى إعلان الحداد على أرواح ضحايا الزلزال في سوريا.