Connect with us

أصوات نسائية

داعش ذكرى أليمة في نفوس نساء الرقة

نشر

قبل

-
حجم الخط:

أينما حل تنظيم داعش يحل الظلام والخراب، ولطالما خلف وراءه أثرًا سلبيًا في نفوس البشر المتعبة، كما دمر مجتمعات، تحتاج إلى إعادة تأهيل ودمج، عبر مساعدة الناس الذين خلصوا من ظلم التنظيم.
ضمن حملة لمشروع “تاء مربوطة” في دعم وتوعية المجتمع عبر تقويض فكر داعش، قام الفريق التابع لـ شبكة آسو الإخبارية، بنشاط في مدينة الرقة، واستهداف النساء والرجال والعائلات العائدة إلى بعض الأحياء. وناقش الفريق الذي استهدف عوائل متعددة الكثير من مظاهر الظلم التي كان التنظيم يمارسها بحق أهالي الرقة والنساء خاصة، بالانتهاكات وفرض العقوبات، وفرض اللباس الشرعي، وفرض دين وفكر داعش، وحرمان الناس من أبسط حقوقها بمنع النساء من الخروج من المنزل دون محرم، وصولاً لأدق تفاصيل حياة الأهالي والتضييق عليهم بشتى الوسائل والطرق.

خلال الجولة التي قام بها فريق”تاء مربوطة” في حي “الدرعية” بمدينة الرقة بتاريخ 21/03/2018، تحدثت النساء عن كيف أن التنظيم ألزمهن على اتباع أفكاره، ومعاقبة من تخالف أوامر التنظيم، فتقول أم محمد، كان يلزم جميع النساء والفتيات بارتداء اللباس الشرعي المتمثل بالعباءة و الدرع والنقاب الكامل للوجه، إضافة إلى القفازات، ومنعهن من الخروج دون محرم، “من يتم ضبطها من قبل الجهة التي تتابع هذه الأوامر (جهاز الحسبة)، فيعاقب ولي أمر الامرأة إن وجد وفي حال عدم وجوده تعاقب المرأة من قبل جهاز الحسبة”.

من الممارسات الظالمة التي ارتكبها التنظيم بحق نساء المنطقة، كان منع الفتيات من التعليم ماعدا المدارس الشرعية التي كان يدرس فيها منهاج الدولة الإسلامية، حيث كان يمنع أي محاولة تعليمية داخل المنازل، بحسب بثينة (ناشطة من الرقة)، وتضيف كانت عملية التعليم بعيدًا عن مناهج داعش تتم بشكل سري تام.
منع داعش الطلاب من التعليم، عزز جهل المجتمع، فبات جيل كامل (آمي) لا يعرف القراءة والكتابة.
تقول أم خليل إن عناصر التنظيم داخل منازلهم، كانوا بعيدين عن اتباع الدين. وتقول إن التنظيم قتل الكثير من الأطفال والنساء أثناء محاولتهم الهروب من الرقة “شاهدت عشرات الأطفال يُقتلون برصاص عناصر التنظيم عند محاولتهم الخروج عن طريق نهر الفرات”.

لم يتوقف ضرر التنظيم على فترة حكمه فقط، بل وامتد لما بعد خروج التنظيم من المدينة فقد ملأ عناصر التنظيم جميع المنازل، والطرق، وكل زاوية من زوايا المدينة بمتفجرات وألغام وعبوات ناسفة، وقام بإخفائها كي تنفجر بالمدنيين، أو المقاتلين العسكريين، حيث التقى الفريق خلال الجولة بالطفلة “إيمان الشحوذ”، والتي كانت ضحية انفجار لغم أرضي، مزروع من قبل التنظيم، وأثناء اللعب مع طفل آخر في إحدى الأزقة في حيهم انفجر اللغم بها وتم نقلها للمشفى”.

لقد عانى الأهالي في الرقة من التنظيم كثيرًا، فكان داعش عبء كبير على المجتمع، وآثاره تحتاج للزوال عبر دعم المجتمع بكل الجوانب النفسية والخدمية والإنسانية والاجتماعية والأمنية.