أخبار وتقارير
مقاول يعثر على مجمع قبور بيزنطية تحت منزل مدمر في سوريا

بقلم: عمر ألبام وآبي سيويل
الوكالة: AP (أسوشيتد برس)
معرة النعمان، سوريا — أثناء قيام مقاول بالحفر في أرض تم إزالة أنقاض منزل مدمر منها في شمال سوريا، عثر بالمصادفة على مفاجأة: بقايا مجمع قبور بيزنطية تحت الأرض يُعتقد أنه يعود لأكثر من 1500 عام.
ظهر هذا الاكتشاف الشهر الماضي في بلدة معرة النعمان بمحافظة إدلب، والتي تقع في موقع استراتيجي على الطريق الواصل بين مدينتي حلب ودمشق. وقد أصبحت البلدة نقطة ساخنة في الحرب الأهلية السورية التي دامت نحو 14 عامًا، وانتهت بسقوط الرئيس السابق بشار الأسد في هجوم مباغت من قبل المعارضة في ديسمبر الماضي.

حارس يتفقد حجرًا منقوشًا، عُثر عليه في الأصل في مجمع مقابر بيزنطي تحت الأرض يُعتقد أن عمره يزيد عن 1500 عام واكتشفه مقاول أثناء إعادة بناء منزل متضرر من الحرب ونُقل إلى ساحة متحف في معرة النعمان، سوريا، الجمعة 30 مايو 2025. (تصوير عمر البام لصالح وكالة أسوشيتيد برس)
استعادت قوات الأسد السيطرة على المنطقة في عام 2020، حيث نُهبت المنازل وهُدمت. وتُظهر صور جوية للمنطقة منازل كثيرة لا تزال قائمة ولكن من دون أسطح.
واليوم، بدأ السكان يعودون تدريجيًا لإعادة الإعمار. وأثناء تنفيذ أحد مشاريع إعادة البناء، كُشف عن فتحات حجرية تدل على وجود قبور قديمة. قام السكان بإبلاغ مديرية الآثار، التي أرسلت فريقًا متخصصًا لفحص وتأمين الموقع.
مقابر حجرية وصليب محفور
فوق الأرض، يبدو الحي سكنيًا بمباني من كتل إسمنتية، كثير منها تضرر في الحرب. بجانب أحد هذه المباني، تؤدي حفرة إلى فتحات غرفتي دفن، تحتوي كل غرفة على ستة قبور حجرية. وقد نُقش رمز الصليب على رأس أحد الأعمدة الحجرية.

تم نقش علامة الصليب في أعلى عمود حجري في مجمع مقابر بيزنطي تحت الأرض، يُعتقد أن عمره يزيد عن 1500 عام، اكتشفه مقاول أثناء إعادة بناء منزل متضرر من الحرب في معرة النعمان، بريف إدلب، سوريا، يوم الجمعة 30 مايو/ أيار 2025 (تصوير عمر البام لصالح وكالة أسوشيتيد برس)
قال حسن إسماعيل، مدير الآثار في إدلب: “بناءً على وجود الصليب وقطع الفخار والزجاج التي وُجدت، فإن هذا القبر يعود إلى العصر البيزنطي.”
وأشار إلى أن هذا الاكتشاف يضاف إلى مجموعة غنية بالفعل من المواقع الأثرية في المنطقة، حيث تحتوي إدلب وحدها على “ثلث آثار سوريا، بما في ذلك 800 موقع أثري ومدينة أثرية قديمة”.
بدأت الإمبراطورية البيزنطية في القرن الرابع الميلادي، وكانت استمرارًا للإمبراطورية الرومانية، عاصمتها القسطنطينية (إسطنبول حاليًا)، وكانت المسيحية دينها الرسمي.
تنتشر مستوطنات بيزنطية مهجورة تُعرف باسم “المدن الميتة” في شمال غرب سوريا، وتحتوي على بقايا منازل حجرية وكنائس ومعابد وشوارع ذات أعمدة حجرية.
الخوف من مصادرة الأرض
قال غياث شيخ دياب، أحد سكان معرة النعمان، والذي شهد لحظة اكتشاف القبر، إن بعض أصحاب الأراضي الذين وجدوا آثارًا في ممتلكاتهم كانوا في الماضي يخفونها خوفًا من مصادرة الدولة لأراضيهم للحفاظ على الآثار.
وأضاف أنه يأمل أن تقوم الحكومة الجديدة بتعويض أصحاب العقارات بشكل عادل، وتقديم المساعدة للنازحين العائدين ليجدوا منازلهم مدمرة.
تسببت سنوات الحرب في أضرار جسيمة للمواقع الأثرية في سوريا، ليس فقط بسبب القصف، بل أيضًا بسبب النهب والحفر غير المشروع.
الأمل في السياحة
يرى البعض في هذه الآثار بارقة أمل في تجديد الاقتصاد. جاء أحد السكان المحليين، عابد جعفر، مع ابنه لاستكشاف القبور المكتشفة حديثًا والتقاط الصور، وقال: “في الماضي، كان يزور معرة النعمان الكثير من السياح الأجانب فقط لرؤية الآثار. علينا أن نعتني بالآثار ونرممها ونعيدها كما كانت، وهذا سيساعد في إعادة السياحة والاقتصاد.”
للقراءة من المصدر
