مواطن وعدالة
أمينة الحسين… فتاة من ذوات الهمم تواجه حالتها وتسعى لتحقيق ذاتها
بتحدٍّ وإصرار، تعيش أمينة الحسين البالغة من العمر 19 عام، حياتها اليومية، رفقة أسرتها المكونة من 8 أشخاص، دون أن يكسر تنقلها في المنزل والحي، من عزيمتها؛ فهي تعاني من شلل رباعيِّ في الأطراف، منذ طفولتها.
على الرغم من الحالة المادية الصعبة لأسرتها، إلا أنها تستأنس بتفاصيل الحياة اليومية مع أسرتها، فتجدها في المطبخ تساعد أمها في إعداد الطعام، وتقطيع الخضار.
كما أن تشاركها الغرفة ذاتها مع أخواتها، لم يتسبب لها في خلق المعاناة، بل تستمتع بجو الألفة والأمان معهنّ، وتتعالى ضحكاتهنّ أثناء تبادل أطراف الحديث.
لم تتمكن أمينة من ارتياد المدرسة، رغم شغفها بالتعلم، فخلق رفض المدرسة استقبالها، تحدياً لديها واستطاعت أن تتعلم القراءة والكتابة في البيت بمساعدة أخواتها ومتابعة البرامج التعليمية عبر الإنترنت.
ورغم صعوبة حركة يديها، إلا أنّ لدى أمينة هواية مفضلة في صنع الخواتم والأساور المصنوعة من الخرز، وقد استغرق إتقان هذه الهواية منها وقتاً وجهداً كبيرين، وهي تسعى من خلال ذلك إلى تأمين مصدر دخلٍ بسيطٍ لها، لتشعر بنوع من تحقيق الذات والاعتماد على النفس، بحسب ما تقول لشبكة آسو الإخبارية.
خضعت أمينة لرحلة علاج طويلة استمرت خمس سنوات، أمضتها متنقلة بين دمشق وبيروت برفقة والدتها، استطاعت خلالها تحريك يديها، لكنها لم تتمكن من إتمام علاجها بسبب وضع الحالة المادية السيئة لأسرتها.
وبعد أن حصلت على كرسي متحرك قدمته لها إحدى المنظمات الإنسانية العاملة في مدينتها، أصبح بمقدورها الخروج من البيت وزيارة صديقاتها، دون أن تأبه للتنمر الذي تتعرض له أحياناً في الشارع، نظراً للسلام الداخلي الذي دأبت على صونه من خلال القناعة والرضا عن النفس ومحاولة تطوير ذاتها.