Connect with us

أخبار وتقارير

يومان تحت الأنقاض برفقة طفلتيه وجثة زوجته… تفاصيل مؤلمة يرويها ناجٍ من الزلزال في جنديرس

نشر

قبل

-
حجم الخط:

إنّه يومٌ أحدٍ اعتياديٌّ كسائر الأيام، حركة الناس في الشوارع والأسواق، ذهاب وإياب المارّة، والأسر في منازلها تمارس نشاطها اليومي، لكن لا يعلم الكثير منهم/ن إنها ساعاتهم/ن الأخيرة، مع قدوم فجر اليوم القادم، حيث ضرب الزلزال مناطق من سوريا وتركيا، ليسوّي طوابق البنايات بالأرض.

يروي حسن، (اسم مستعار) من جنديرس بريف عفرين، لشبكة آسو الإخبارية، بعضاً من تفاصيل الأحداث التي واجهها منذ الساعات الأولى للزلزال، فيقول: “عدتُ إلى المنزل مساءً، واستقبلتني زوجتي وطفلتاي، وتناولتُ معهن العشاء، لكني لم أكن أعلم أنها وجبتي الأخيرة مع زوجتي.”

ويتابع حسن قائلاً: “مع حلول ساعات فجر اليوم التالي 6 شباط، استقيظنا على وقع حركة اهتزاز قوية في المنزل، هرعنا أنا وزوجتي باتجاه غرفة طفلتينا، ثم حملناهما وهممنا بالخروج”. تم يستدرك بالقول: “لكننا لم نتمكن من الخروج، فقد باغتتنا الهزّة التالية، ما أدى إلى انهيار المبنى بالكامل فوقنا، لنعلق تحت الأنقاض.”

ثم يضيف حسن بالقول: “لقد تيقنتُ أنّ الموت سيكون مصيرنا جميعاً لا محالة، وبدأتُ أشعرُ بثقل الجدار على قدمي، أصبحتُ عاجزاً عن الحركة”.

أما زوجة حسن فقد علقت هي الأخرى بين الأنقاض إلى جوار حسن وطفلتيه، لكنّ حالها كان الأسوأ من بين أفراد عائلتها الصغيرة، فقد انهار أحد أعمدة الشقة بثقله على صدها، وفقاً لقول الزوج.

ولأنّ حسن كان يعمل ممرضاً، فقد كان يراقب نبضها ليطمئن أنها ما تزال على قيد الحياة، فهذا كل ما كان بوسعه أن يقوم به لأجلها، حيث يقول: “بقيت ممسكاً بيدها علّني أخفف قليلاً من خوفها.”

ويذكر حسن أنه في تلك اللحظات، كان يفكر أيضاً بمصير والديه وأخيه وأسرته، كونهم يقطنون معهم/ن في نفس البناء.

ويتابع مضيفاً بالقول: “بعد مرور خمس ساعات، وصلت فرق الإنقاذ يرافقهم شبانٌ من القرى المجاورة، لقد جاءوا لمساعدتنا، وقد تمكنوا من تحديد موقعنا وإخراجنا من تحت الأنقاض، بعد ساعتين من العمل المتواصل”.

ويبيّن أن المنقذين كانوا يحفرون بأيديهم وبأدوات بسيطة “فلم تأتِ أية آلية لمساعدة العالقين تحت الأنقاض في جنديرس”، يؤكد حسن لشبكة آسو الإخبارية.
“تمكنوا من إخراجي أولاً، ثم أخرجوا ابنتي التي كنتُ أحميها بذراعي، كما أخرجوا ابنتي الصغرى أيضاً سليمةً، فقد كانت والدتها تحميها بجسدها، ثم أخرجوا زوجتي المتوفاة أخيراً”.يقول حسن وغصةٌ عميقةٌ تقطع صوته.

وتلقى حسن العلاج مع طفلتيه في إحدى المستشفيات في المنطقة، فقد كان تعرض لإصابات طفيفة في جسده وعينه، كما تعرضت طفلتاه لبعض الرضوض والكدمات، ليبلغه لاحقاً نبأ فقدان والديه المسنين حياتهما بعد أن انهار عليهما الجدار.

يرى حسن أن أصعب الساعات التي مرت به، وبأسرته هي تلك التي قضاها تحت الأنقاض، حيث توفيت زوجته وهي ممسكة بيده وطفلتاه بجواره تحت الأنقاض، حيث يقول: “كان شعوري بالخوف يزداد مع كل دقيقة خوفاً من أن أفقد باقي أفراد أسرتي”.

يؤكد حسن أنه منذ يوم الزلزال وحتى يومنا هذا بأنه لا يستطيع النوم في الليل وخاصةً في ساعات الفجر، فيقول: “عند الساعة الرابعة فجراً تمر أحداث الزلزال أمام عيني، أتذكر عجزي عن مساعدة زوجتي، وهي ممسكة بيدي وتطلب إبعاد الحائط عن صدرها لتتمكن من التنفس”.

*الصورة من النت