مدونة آسو
“أريد أن أموت في قريتي” شهادة مؤلمة عن مأساة التهجير القاسية من عفربن
وسط خيمة صغيرة نصبت في ملعب المدينة الرياضية بمدينة الطبقة، يجلس العم حسن عبود، ذو التسعين عامًا وهو ينظر إلى الأفق الغربي البعيد، وجهه الممتلئ بالتجاعيد يخفي وراءه حكاية موجعة من التهجير والخسارة، لكنها لا تخلُ من أمل يحمله في العودة إلى قريته في عفرين.
يقول العم حسن، وهو من مواليد 1930 في إحدى قرى عفرين، إنه عاش حياة بسيطة حتى اندلعت الحرب التي غيرت كل شيء في حياته، كانت قريته شاهدة على إحدى أبشع فصول الحرب السورية التي أجبرت أهلها على الفرار تاركين وراءهم بيوتهم وذكرياتهم.
يصف العم حسن معاناته في حديثه لشبكة “آسو الإخبارية” قائلاً “هذه ليست المرة الأولى التي أعيش فيها التهجير لكنها الأصعب ، في المرة الأولى كانت الظروف قاسية، لكن هذه المرة كانت مرعبة، شاهدت كيف قُتل رجل مسن 75 عاما من أقاربي، على يد أحد مسلحي “الجيش الوطني” وذلك بضربه على رأسه بحجر، هذا الموقف وغيره وجعلنا نرحل دون تردد”.
ويتابع العم حسن متحدثًا عن تفاصيل رحلة التهجير الثانية: “طوال الطريق كنا نواجه تهديدات من مسلحي “الجيش الوطني” الذين أقسموا على الانتقام من الكرد أينما ذهبوا، ورؤية بعض الجثث الملقاة على الطريق إضافة سماعنا مختلف أنواع السباب والشتائم، وكل ذلك بهدف ترويعنا وزرع الخوف في داخلنا”.
ورغم كل الألم الذي عايشه، ما يزال العم حسن يحلم بالعودة إلى قريته.
بنبرة يملؤها الشوق والحسرة يقول: “لا شيء في الدنيا يعادل العودة إلى قريتي وبيتي حيث ذكرياتي وأرضي، أريد أن أموت هناك لا هنا”.
يوجه العم حسن رسالة إلى العالم، قائلاً: “ما يحدث في عفرين هو مأساة إنسانية، إنها عملية تهجير قسري رهيبة، أتمنى أن تتحرك ضمائر العالم لإنهاء هذه المعاناة وإنصافنا”.