أصوات نسائية
لا مطلقة ولا أرملة… معاناة زوجة داعشي
بتول علي- الطبقة
في بيت قديم وبعيد عن مركز مدينة الطبقة، تسكن “مروة” مع ابنتها التي تبلغ من العمر أربع سنوات في غرفة صغيرة منعزلة عن الأهل. هذه الغرفة التي تشبه حال “مروة” وغيرها كثيرات ممن لهن نفس الحكاية وإن اختلفت التفاصيل.
“مروة علي” سيدة من مدينة الطبقة تبلغ من العمر 24 عاماً وأم لطفلة، هي ليست مطلقة وليست بأرملة، تتحدث لنا عن قصتها بالقول: “نشأت في عائلة فقيرة ووضع عائتلي سيء جدا، عائلة أنهكتها الحرب. تدمر بيتنا نتيجة قصف لطيران النظام على مدينة الطبقة ولم يبقَ لنا مأوى فاضطررنا للانتقال إلى بيت جدي والعيش معهم وتتألف عائلة مروة من الأب والأم و5 أخوات وأخ وحيد.
عندما انتشر مقاتلو داعش وسيطروا على كامل مدينة الطبقة، تردد، على منزل العائلة الكبيرة، بعض المقاتلين الأجانب بحجة صداقتهم لأخيها وأعمامها حيث كان عمها مقاتل في التنظيم وبعد فترة قصيرة توجه شاب مغربي الجنسية لخطبة مروة عن طريق عمها حيث عرض عليه الزواج من ابنة أخيه وتزوج بها بمجرد تقدم الشاب لخطبتها بعد موافقة كل من والد مروة وأخوها. أُعجب والد “مروة” بفكرة الخلافة وآمن بها وصدقها وطمع أيضا بالمهر الذي دفعه المقاتل والذي بلغ ما يقارب 3 ملايين ل.س
وتقول “مروة”: لم يكن لدي أي مانع بالزواج من هذا الشاب حيث ظننت أنني بزواجي منه سأنقذ أهلي من الفقر والعوز، فقد عرض هذا المقاتل مهراً كبيراً وسكناً قريبا من بيت أهلي وكنت أظن أن المهر سوف يحسن من معيشة أهلي ولم أتردد كثيرا بزواجي منه. تزوجت “مروة” من هذا الشاب وتم عقد الزواج في المنزل وكتب بورقة وقلم وشهد على الزواج عناصر من تنظيم داعش.
عاشت “مروة” حياة تشبه كل شي إلا الحياة الزوجية حيث كان يأتي يوما ويغيب أربعة ولم تكن معاملته جيدة فكان يغيب ويهجرني لأيام دون أن يخبرني بذلك وكان زواجي منه أشبه بخادمة تغسل وتطبخ له وتقضي له حاجاته.
حيث كان يقاتل في الجبهات ويغيب لفترات ولم أشعر يوما بالأمان، ولم تلبث مع زوجها المقاتل سوى أربعة شهور حتى انتقل لجبهة قتال أخرى، فسمعت مروة أن زوجها في العراق ولم تعرف عنه أي شيء بعد ذلك.
حاول والد مروة التواصل معه عن طريق سؤال المقاتلين الآتيين من جبهات القتال، خصوصاً بعد حملها، وباءت كل محاولات والدها بالفشل.
تقول “مروة” لا أشعر اليوم بأنني متزوجة أو أن علي أي التزام تجاه ذلك الرجل، خصوصا بعد تركه لي بعد أشهر قليلة من زواجنا وأكاد أنسى ملامح وجهه وزادت معاناتي أكثر بعد إنجابي لابنتي التي لاتزال إلى الآن غير مسجلة في قيود الولادة الرسمية. تقيم “مروة” وابنتها في بيت جدها، ولا تعرف إلى اليوم إن كان اسم زوجها حقيقيا أو لا لتسجيل ابنتها على اسمه
اذ لم ترى أي شيء يثبت شخصيته كجواز سفره أو بطاقته الشخصية.
وتعيش بين نارين فلا تعرف ما مصير ابنتها التي لم تسجل في قيود الولادة الرسمية، ولا المجتمع يتقبل فكرة تواجدهما بحجة أنها زوجة سابقة لداعشي.
“تنويه” الاسم المستخدم في المادة مستعار بناء على طلب صاحبة القصة.
*الصورة من الانترنت