أصوات نسائية
“هبا”… حكاية من حكايا الموت كل يوم ألف مرة
الحكاية رقم 4
من: ش. سعيد
تحرير: لانا حاج حسن
تبكي “هبا” الطالبة في كلية الحقوق سابقاً بحرقة، مرة على مستقبلها الذي ذهب أدراج الرياح بمجرد سيطرة داعش على الرقة، وألف مرة على شقيقتها التي فقدتها بحكم قصاص من أحكام داعش اللإنسانية. تتمنى “هبا” لو أن كل مامرت به كان كابوساً مزعجاً وينجلي، ولكن كيف وصورة أختها تلاحقها في كل زاوية من زوايا البيت المكلوم.
تبدأ الحكاية بالقول:
أنا اسمي “هبا” وأختي كان تُدعى “ولاء”، كنا ندرس بجامعة دمشق أنا طالبة سنة ثانية في كلية الحقوق وأختي سنة ثالثة في كلية الهندسة. في فترة دراستنا كان الدواعش قد سيطروا على مدينة الرقة. في تلك الفترة ألزم الدواعش العائلات التي لديها أبناء خارج المدينة بضرورة العودة، وقد خاف والدي وطلب مننا العودة.
فور وصولنا في منطقة الكراجات ألقى الدواعش علينا القبض بتهمة أننا كنا عند النصيرية، فسجنوننا يوم كامل وقد كانت تهمتنا أننا متحالفات مع النصيرية. في اليوم التالي عملوا لنا استتابات وقاموا بإخراجنا من السجن.
تُضيف “هبا” بحرقة: الحياة بعد ذلك لم تكن سهلة وبدأ الجيران وأبناء الحي بالتهامس علينا كيف أننا سجنّا وماذا فعلوا بنا، وبأن الفتيات اللاتي يدخلن لدى الدواعش لا يسلمن من التحرش وما إلى ذلك من تعليقات. ماتعرضنا له خارج السجن كان أقسى وأشد وطأة من الإهانات والضرب الذي تعرضنا له في داخل السجن.
أختى لم تتقبل هذا الكلام أبدا وكانت تبكي كثيراً ، فاتخذت قرارها بالسفر، كنت أحاول ثنيها وبضرورة أن نحاول أن نتأقلم مع الوضع وأن لايؤثر علينا كلام المحيطين ولكن كان ذلك كله بدون جدوى.
اتفق والدي مع مهرب ودفعنا مبلغ 200 ألف ليرة سورية لتأمين هروبها، لكن في الطريق أمسك بها الدواعش واعتبروها مرتدة كونها قد تابت في السجن وبهروبها قد ارتدت ووجب عليها حكم القصاص وكانت النتيجة أن داعش نفذ بها حكم الإعدام، وخسرت أختي.