مدونة آسو
داعش يتبنى حرق المحاصيل الزراعية في مناطق طرد منها
يبدو أنّ ظلال تنظيم داعش لا زالت تخيِّم على مناطق متعدّدة في شمال شرق سوريا، بالأخص على الأراضي الزراعية التي ينتظر المواطنون جني محصولها (الوفير بفعل الأمطار) هذا العام، على الرغم من طرده -عسكرياً- من الباغوز آخر معاقله الحصينة.
لكنّ الحرائق التي تطال محصولي الشعير والقمح في كلٍّ من دير الزور والرقة وتل أبيض والحسكة، باتت عناوين تنتشر على مواقع إخبارية بشكلٍ يومي اعتيادي.
وبرزت خلال هذه الفترة حملات مختلفة، كانت وسائل التواصل الاجتماعي مسرحاً لها، تدعو للحذر والحيطة واتباع إرشادات الأمن والسلامة فيما يخص رمي أعقاب السجائر بالقرب من المناطق الزراعية، إلا أنّ حجم الحرائق والمساحات الكبيرة التي التهمتها النيران باتت لا تدع مجالاً للشكّ بأنها مفتعلة، وتخدم تنظيم داعش المنهزم والمطرود من هذه البقعة الجغرافية.
وكان تنظيم داعش يتبع الأسلوب ذاته إزاء سيطرته على مناطق في شرق الفرات حين كان يعاقب المدنيين والسكان الأصليين بذلك، وعلى الأخص من كان يعترض أو يرفض دفع الأتاوات والضرائب المختلفة أو الزكاة.
ويدعم هذا، الحرائق التي تطال الأراضي الزراعية في كردستان العراق والتي تبنتها خلايا التنظيم علانيةً منذ فترة ليست بالبعيدة، ناهيك عن المساحات الشاسعة التي تم إحراقها في كلٍّ من طوزخورماتو ونينوى وديالى وصلاح الدين وكركوك والنجف بلغت 1000 دونم من الأراضي الزراعية بحسب وزير الزراعة العراقي صالح حسني.
وتنحو خلايا داعش هذا المنحى في محاولةٍ منها لزعزعة الاستقرار في المنطقة بعد خروجها المُذل منها، وتحرير المدن التي كانت تحت سيطرتها، في سعيٍ دؤوب منها لزرع بذور الإرهاب من جديد وقطع الطريق أمام أية مشاريع تتعلق بإعادة إعمار هذه المدن التي حولتها داعش لخراب ودمار.
يستوجب -بعد كلِّ هذا- أن يقف الأهالي ومنهم الفلاحون والمزارعون وقفةً واحدة لحماية أرزاقهم ومحاصيلهم الزراعية، وعدم فسح المجال لإحراق المزيد من الأراضي الزراعية التي تعتبر قوتاً هاماً ورئيسياً لمناطق الجزيرة السورية بأكملها.
*الصورة البارزة للمقال هي صورة من الانترنت لرجل من الرقة يحاول إخماد الحريق