ثقافة
“حكواتي الفرات” عروض مسرحية بدير الزور لمواجهة التطرف
آسو-(ب.ع)
بعد سنوات من الظلم والسواد الذي خيم على مناطق بروج آفا/شمال وشرق سوريا، بسبب داعش، اليوم باتت المنطقة خالية من التنظيم، فيما بقيت آثار فكره المتطرف بين الأهالي، الأمر الذي يتم معالجته بطرق مختلفة من قبل الإدارات المسيطرة ومؤسسات الإعلام والمجتمع المدني والقوى الأهلية والمجتمعية الفاعلة.
بالتحديد في قرية جزرة البوحميد في الجزرات بريف دير الزور الغربي بدأت فرقة “حكواتي الفرات”، بعرض مسرحية “العنب”، التي تشبه واقع عاشه الأهالي في شمال وشرق سوريا، عندما تأثروا بالإرهاب الذي عايشهم التشرد والنزوح والرعب.
وحضر العرض المسرحي الذي استغرق أكثر من ساعة، نحو 150 شخص من الأهالي.
وقال “دحام السطام” مخرج العرض المسرحي والمشرف على فرقة “حكواتي الفرات”، إن العرض المسرحي بعنوان العنب، يروي قصة بلدة (من بلداتنا)، التي انهكتها ظروف الحرب والنزوح وكذلك الإرهاب.
وأضاف “السطام” أن العرض عالج موضوعية الإنسان، بعدم التعالي على أهله “مهما علت مراتبه”. وتحدث أن العرض “يحث كل فرد فاعل في المجتمع على خدمة أهله ومجتمعه، كما حث على التمسك بالعادات الجيدة”.
من جانبها تحدثت “راما الهندي” ممثلة في العرض المسرحي، أن العرض شجع على الحب والسلام، وأن العنب شبه بالأرض التي يجب على كل إنسان التمسك بها، مضيفة، أيضًا رسالة العرض المسرحي مفادها “التمسك بالعيش المشترك والتآخي والأصالة بين الناس”.
ويشكل المسرح إطارًا ثقافيًا في المجتمع، حيث كان تنظيم داعش قد قضى على الحياة الثقافية والاجتماعية وجميع القيم الإنسانية، ومن هنا يقول “حسام العلي” أحد المنسقين في الفرقة المسرحية لشبكة آسو الإخبارية، كانت فرحة الأهالي تعني الكثير، “منذ سنوات وخلال حكم داعش تم حرمان الأهالي من المسرح والثقافة والسرور واليوم عادت الفرحة لقلوب الأهالي بدير الزور”.
يؤكد مع كلام “حسام” ابن ريف دير الزور “خالد” بأن داعش منع الفرحة بين الأهالي فيقول، “ابتسمنا بدون ارادتنا كنا نخفي هذه الفرحة تجنبا من قصاص داعش وظلمه”.
تعتبر “شهلة السعيد” المنسقة العامة لمشروع” حكواتي الفرات”، أن المسرح يلامس داخل الأهالي، وأن العروض التي قدمتها الفرقة خلال الشهر الماضي في الرقة وهذا الشهر بدير الزور، شكلت طابع إيجابي لدى الأهالي.
وقالت “السعيد” إن تجربة الشهر الأول في الرقة والطبقة للعروض المسرحية، لاقت استحسان الناس، “لاحظنا ردة الفعل الإيجابية هذا الشهر في دير الزور وسنعمل على أن نستمر بهذه العروض في كافة المناطق المتضررة كي نصل لأكبر كثافة سكانية”.
“جاسم المحمد” من قرية جزرة البوحميد قال، إن مناطق ريف دير الزور بحاجة لهكذا عروض، “فقد جسدت الواقع الذي عشناه ونعيشه في الوقت الحالي ويجب التركيز على مثل هذه الأعمال التي ستوجه رسالة من خلال عروضها للأهالي على أن المناطق بأكملها عانت من الإرهاب كما يتوجب على الجميع الوقوف لجانب بعضهم البعض لإعادة الأمن وإعادة الاستقرار”
وتقدم فرقة “حكواتي الفرات” عروضها في العديد من المناطق الخارجة من سيطرة داعش، ففي الشهر الماضي قدمت الفرقة عرضين في الرقة وعرض في الطبقة، على أن يستمر المشروع لتغطية مناطق بريف الحسكة.