أخبار وتقارير
أهالي كوباني يرون أن الحرب تنهي وجودهم
آسو-شيرين تمو
تعرضت مدينة كوباني كغيرها من مدن شمال وشرق سوريا للتهديد والوعيد من قبل الدولة التركية، فخرج المدنيون أيام وليال إلى البراري يبيتون في العراء خشية غدر العدوان التركي والفصائل السورية المسلحة، التي سبق أن كان لها جولات كشفت إجرامهم في مدينة عفرين مسبقا منذ احتلالها آذار 2018.
وبعد الاتفاق الذي تم بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية لدخول الجيش السوري إلى مدينة كوباني والمشاركة في حماية الحدود، أصبحت المدينة أكثر هدوء، وساد فيها نوع من الأمان، مما دفع بالأهالي للعودة إلى بيوتهم وسط قلق نسبي يراودهم مع تجديد أردوغان لتهديداته باجتياح مناطق شرق الفرات بما فيها مدينة كوباني.
وجاء اللقاء الأخير بين الأمريكان والأتراك كصاعقة على أهالي مدينة كوباني الذين اعتبروا ما صدر عنه تقسيماً للكعكة فيما بينهم، فبدأ الاستياء يظهر على أغلبهم مبدين رفضهم القاطع لهذه المؤامرة الدولية التي يرون أنها تهدف إلى تطهير عرقي للكرد.
يقول “كمال شيخو” 48 عام، “أصبحنا سلعة لمن يدفع أكثر، شبابنا في الجبهات يُقتلون بأيدي العالم أجمع، وليس بيد الأتراك فحسب، المدنيون يُقتلون بالغارات السامة على مرآى العالم!، العالم الذي اتفق على إبادتنا!”
وبينما تعبر “خالصة حجي” المرأة المسنة عن رأيها بهدوء “إنها الحرب التي تنهي وجود الكرد، لم يبق لدينا شباب، كلهم استشهدوا في محاربة داعش وهم الآن يحاربون تكريماً لنا، نحن هنا نعيش على أعصابنا، لا ندري متى سيهاجمنا هذا المجرم أردوغان، بتنا نخشى النوم في بيوتنا”.
أهالي مدينة كوباني الذين عانوا من ويلات الحرب منذ عام 2014 على يد أكبر تنظيم إرهابي “داعش” وبعدها المجزرة المروعة التي اجتاحت المدينة، الآن يستعدون لحرب أخرى قد تحصل في أية لحظة من عدو غاشم لا يعرف الرحمة.
الناس في مدينة كوباني لا يرون في الجيش السوري الذي رفع العلم السوري على البوابة الحدودية مع تركيا إلا منقذاً من إبادتهم، على الرغم من تاريخ مرير معه إلا أنهم مضطرين لاختيار المُر من الأمر.