Connect with us

أصوات نسائية

بعيدًا عن أصوات الحرب… فرقة حكواتي الفرات تقدم عرضًا ساحرًا في مخيم الهول

نشر

قبل

-
حجم الخط:

(أم جنى “عشنا أيام سوداء مافيها ألون، اليوم طلعنا شوي من هذا السواد”)

قامت فرقة “حكواتي الفرات” بتنظيم عرض مسرحي، في مخيم الهول، حضره أكثر من 500 طفلة وطفل، مع أهاليهم، ولاقى ترحيبًا واستحسانًا كبيرًا من الأطفال والأهالي المقيمين بالمخيم.

النشاط المسرحي الذي قدمته الفرقة بالتعاون والتنسيق مع فريق مؤسسة تاء مربوطة ووقف المرأة الحرة، داخل مخيم الهول، يعتبر العرض الأول من نوعه الذي يستهدف الأطفال في مخيم الهول، وبحضور بعض عوائلهم.

وليس من السهل تجميع أكثر من 500 طفل في الهول لحضور عرض مسرحي، موجه للأطفال مختلط، حيث أعتاد الناس مشاهدة مشاهد استغلال من داخل المخيم من قبل محسوبين عن تنظيم داعش الإرهابي لخلق صورة مرتبطة بذهنية التطرف.

وجاء النشاط بالتنسيق والإعداد من فرقة حكواتي الفرات وبرعاية تاء مربوطة ووقف المرأة الحرة، ضمن إطار تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال والنساء، ونشر الوعي وزرع الفرح في قلوب الأطفال وبناء شخصيتهم المستقلة بعيدًا عن أفكار العنف والتطرف، بالتزامن مع تقويض فكر الإرهاب، بمساعدة الأطفال للعودة لعالمهم الذي ينتمون إليه في حياة مدنية.

وتقول مديرة مشروع تاء مربوطة “ميساء حسين” إن الهدف من العرض المسرحي في مخيم الهول، هو استكمال مشروع تنموي، وتوعوي وتثقيفي يستهدف الأطفال والنساء.

وذكرت أن إقامة نشاط كهذا داخل مخيم الهول، يعزز الواقع الاجتماعي والمدني داخل المخيم، ويدعم النساء والأطفال للعودة للتفتح والعطاء، بعد فترة من الإنغلاق المظلم الذي فرضه الإرهاب عليهم.

وتقول المنسقة العامة المفوضة من قبل مؤسسة تاء مربوطة “عبير محمد” إن هذا النشاط، يعتبر نشاط ترفيهي توعوي، مهم جدًا للأطفال في مخيم الهول الذين عانوا ظروف عنف وتطرف صعبة في حقبة داعش.
مؤكدة أن النشاطات الترفيهية والتوعوية التي فيها رسالة، تساهم كثيرًا بتغير نمط التفكير.

وحضر أكثر من 500 طفل العروض المسرحية التي قدمتها فرقة حكواتي الفرات القادمة من الرقة، حيث استمر العرض لأكثر من ساعة ونصف الساعة، استهدف أطفال تتراوح أعمارهم بين 2 و17 سنة، متنوعين من حيث الجذور بين سوريا والعراق ودول أخرى، كما حضر عدد من الإداريين في مخيم الهول ومنظمات عاملة داخل المخيم، مع رقابة وحماية من الأسايش داخل المخيم.

ويعتبر هذا النشاط من الأنشطة المميزة والنادرة في مخيم الهول حيث أنه وللمرة الأولى يقام عرضًا مسرحيًا يحضره المئات من الأطفال والأهالي في المخيم، ناشرًا الفرح والسعادة بين الجميع.

من جانبها، أبدت “ياسمين عثمان” الإدارية في وقفة المرأة الحرة في روج آفا إعجابها بالعرض المسرحي، وعبرت عن سعادتها الكبيرة للمشاركة بهذا النشاط المشترك مع تاء مربوطة وأحضار فرقة “حكواتي الفرات”، إلى مخيم الهول كخطوة جريئة كما وصفتها، نظرا للظروف الصعبة الراهنة التي تمر بها المنطقة.

وشددت “عثمان” على ضرورة نشر الوعي الثقافي والفكري والتوعوي من خلال القيام بهذا النوع من النشاطات لما فيها من فائدة وقيمة مضافة للأطفال.

بحسب “بشرى حامد” المشرفة التنفيذية في مشروع تاء مربوطة والمكلفة بتنظيم النشاطات المشتركة بين تاء مربوطة ووقف المرأة الحرة في روج آفا، فأن الأطفال والأهالي اندمجوا واستمتعوا بالعرض المسرحي الذي كان هدفه الأساسي زرع الفرح والسعادة على وجوه الأطفال، وإبعادهم عن أجواء الحرب وتغيير فكر الإرهاب والتطرف، الذي عززه تنظيم داعش الإرهابي في رؤوس الأطفال.

ولم تخلو الأجواء من بعض الصعوبات التي تعود لظروف مخيم الهول، الذي يقطنه نحو 73 ألف إنسان، بحسب منظمات دولية، وفيه مئات العوائل التابعين لداعش.

وعبر الطفل “محمود” الذي يبلغ 14 عاما عن مدى سعادته بحضور العرض المسرحي بقوله “أنا سعيد جدا لأنني شاهدت العرض، لقد أحببت الشخصيات و الأزياء وكل شيء في المسرحية، كما أنني استفدت من مضمونها، لابد لنا أن نعمل معا وننشر المحبة والسلام في كل مكان”.

أما “رهف” ذات ال 10 أعوام تتحدث مبتسمة، “أن العرض رائع، هذه المرة الآولى التي أشاهد فيها عرضًا مسرحيًا، أتمنى أن تعود الفرقة وتقدم لنا أفكارا جديدة نستفيد منها”.

وكان العرض المسرحي قد قدم في ظروف حماية وحراسة متشددة.

وقالت “أم جنى” هي والدة أحد الأطفال الذين حضروا المسرحية “أنا في المخيم منذ 3 سنوات، وهذه هي المرة الأولى التي استمتع بها، كان العرض هادف والمحتوى فيه عبرة جميلة”، وأكملت “أم جنى” حديثها معبرة عن مدى استمتاعها مع أطفالها بهذه العرض وأضافت بقولها “عشنا أيام سوداء مافيها ألون، اليوم طلعنا شوي من هذا السواد”.

أما من جهته المخرج “دحام سطام” عبر عن سعادته لتلبيته دعوة تاء مربوطة للفرقة لإقامة عروضهم في مخيم الهول، كما وأكد أن فرقة حكواتي الفرات تستمر بتقديم عروضها المسرحية وسط فرحة وبهجة أطفال الذين عاشوا وعانوا من الإرهاب بعد حرمانهم من كل أنواع اللعب وأشكال الترفيه، وأضاف “سطام” أن الفرقة قدمت عرضًا مسرحيًا يحمل عنوان “الكرة الذهبية” موجهًا للأطفال ويحمل في مضمونه رسالة محبة وسلام والحث على العمل الجماعي والتشبث بالأرض.

وذكر “السطام” أن العروض المسرحية التي يقومون بها تستهدف المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة التنظيم، والجمهور المستهدف، كان متأثر بالإرهاب، مؤكدًا أن عرض الهول من أهم العروض التي قاموا بها نتيجة الفكرة والمكان “لقد قدمنا عرض سابق مهم مثل هذا في حديقة الرشيد التي كان لها رمزية في زمن داعش واليوم نقدم بمخيم الهول الذي يعتبر داعش حاضنة له”.

كما وأكدت “بشرى حامد” المشرفة التنفيذية لمشروع تاء مربوطة أنهم سيعملون على تكرار هذه التجربة في مخيم الهول بسبب الأقبال الكبير من قبل الأطفال ومحبتهم والسعادة التي التي كانت في عيونهم خلال العرض.

من جانبها أكدت “ياسمين عثمان” استعدادهم للعمل على استقبال نشاطات فعالة وهادفة بمخيم الهول.

وأكد “دحام سطام” أن الفرقة مستعدة للقيام بتكملة وتقديم عروضها في مخيم الهول خلال الفترت القادمة.

وتقوم فرقة الحكواتي بتقديم عروض مسرحية في العديد من المناطق والمخيمات في شمال وشرق سوريا.