Connect with us

أصوات نسائية

لا زالت النساء تدهشنا بقدرتهن على حمل الأعباء الحياتية في زمن الحروب الجائرة

نشر

قبل

-
حجم الخط:

تاء مربوطة | شيرين تمو

فقدت “زهرة” ( 49 عاما) كلاً من زوجها وابنها الوحيد في المجزرة الكبيرة التي وقعت في مدينة كوباني عام 2015 والتي قام بها تنظيم داعش ضد المدنيين من أهالي المدينة.
“زهرة” تواجه ظروفاً حياتية قاسية ليس بسبب فقدانها لابنها وزوجها فقط، بل لزهرة ابنة من ذوي الاحتياجات الخاصة وهي “نسرين” (14 عاماً) تعاني من تشوه خلقي وتعيش معهما ابنتها الثانية “روجين” أما الابنة الثالثة “هيفين” فمتزوجة.

عملت السيدة “زهرة” في سلك التربية والتعليم في مدينة كوباني لما يقارب من الثلاثين عام دون انقطاع، أجبرتها ظروفها على ترك مهنتها لفترة والجلوس بجانب ابنتها التي تعاني من ظروف خاصة لرعايتها.

وسط تنهدات عميقة، تتحدث “زهرة” لتاء مربوطة عن يوم فقدانها لابنها وزوجها، كانت تشعر بصداع شديد واختارت ان تلجأ إلى النوم بعد تناول كبسولات مسكنة للألم، لم تكمل نومها بعد سماعها أصوات الرصاص التي علت المدينة، لتستيقظ وتجد مكان زوجها وابنها فارغين، ظنت في البداية أنهم توجهوا للمشاركة في الاحتفال بتحرير ناحية “صرين”… تتابع حديثها بصعوبة بالغة وسط دموع ملأت عينيها وهي تتذكر تفاصيل ذلك اليوم، وكيف كانت تواسي نفسها بأنهما قد يكونا معتقلين، إلا أنها علمت حقيقة مقتلهما بعد مرور ثلاثة أيام وأنهما لن يعودا بعد اليوم، رافقت “زهرة” عناصر الأمن الداخلي لتتعرف على جثتيهما، لكن الشمس الحارقة كانت قد نالت من ملامحهما، إلا أن ساعة اليد التي أهدتها لابنها كانت السبيل للتعرف عليهما.

تمضي “زهرة” جل وقتها في منزلها برفقة ابنتيها وكتبها التي ترى فيهم متنفساً وداعماً قوياً للاستمرار في الحياة، وقد عادت للعمل في وظيفة إدارية داخل إحدى مدارس مدينة كوباني، بغية الحصول على دخل لتعيش منه هي وابنتيها.

“زهرة” ليست الضحية الأولى ولا الأخيرة من ضحايا الحرب في سوريا، كما الكثيرات من النسوة اللاتي فقدن أزواجهن أو فلذات أكبادهن على يد تنظيم داعش

“زهرة” تعمل بكل قوتها لتواجه ظروف الحرب الصعبة التي فرضت عليها، وترعى ابنتها التي تعاني من حالة خاصة وحدها دون سند يساعدها، الحرب التي عاشتها مدينة كوباني في ظل هجوم تنظيم داعش خلفت أعداداً كبيرة من الأمهات الثكالى، والأرامل واليتامى دون أن يكترث أحد لأمرهم، وفي كل بيت قصة كفاح نسائي تفصح عن قدرة هؤلاء النسوة على التحمل وامساك دفة قيادة الأسرة في الصعوبات التي تفرضها الحرب وفقدان الرجل سواء أكان أبًا أو ابنًا أو أخًا.