أخبار وتقارير
تربه سبيه: استطلاع رأي حول دور الإعلام في ظل انتشار وباء كورونا
لعب الإعلام الدور الأساسي في تعريف الناس بوباء كورونا وخطورته وكيفية الوقاية منه عبر جميع الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة والإعلام البديل، خلال انتشار هذه الجائحة التي غزت جميع دول العالم.
وأجرت شبكة آسو الإخبارية استطلاع رأي مع البعض من أهالي ناحية تربه سبيه / القحطانية حول دور الإعلام العامل في شمال شرق سوريا في ظل انتشار وباء كورونا، واستمعت لرأيهم عن ماهية ما يقع على عاتق الإعلام في المرحلة الحالية، والأخطاء التي وقعت فيها الوسائل الإعلامية خلال متابعتها للوباء؟
ويرى “سليمان بدر” وهو معلم مادة الرياضيات في تربه سبيه، أن لعب الإعلام بشمال شرق سوريا لعب دوراً سلبياً لأنه لم يصل إلى إقناع المتلقي بوجود وباء كورونا، ويقول “المجتمع لا يحمي نفسه في الشارع والبيت لعدم وصوله إلى قناعة تامة بوجود المرض وهذه مسؤولية الإعلام ويقع على عاتقه” ويضيف “كان على وسائل الإعلام وخاصة المرئية أن تكون أكثر تواصلاً مع المجتمع وتشجيعه على الإلتزام بالحظر وأن يتابع خطوات الحظر بغض النظر عن الإعلام الخارجي الذي يعمل لدينا عبر مراسليه فقد كان أكثر تأثيراً واستطاع أن يرهب المجتمع بوجود الوباء”.
وعن مهام الإعلام في المرحلة الحالية قال “بدر”، على الإعلام أن يقوم بإخطار المجتمع بكل الأخطار المحدقة به مثل، الأوبئة والفتن الطائفية والقومية، التي تعتبر أيضاً أوبئة داخل المجتمع”
وعن بعض الأخطاء التي وقع فيها الإعلام يقول “بدر”، ركز الإعلام على القرارات الصادرة من الإدارة الذاتية كنص وعدم متابعتها كتطبيق عملي على الأرض وعدم التواصل مع المجتمع بالشكل المطلوب منه.
ولكن كان رأي “خولة عباس” وهي معلمة في مدارس تربه سبيه، مختلفاً، فبرأيها، كان للإعلام دوراً إيجابياً لأنه نقل الصورة بشكل صحيح من أجل حماية المجتمع والتأثير فيه”
وحول مهام الإعلام القادمة قالت، “يجب أن يقوم الإعلام بنقل المعلومات بشكل صحيح وشفاف إلى الرأيين العام والمحلي من حيث عدم إخفاء عدد الإصابات والوفيات وأن يدلي بإحصائيات دقيقة لكل ما هو متعلق بالوباء”، وتابعت “خولة”، “الإعلام وقع في بعض المطبات حول خطورة الوباء بين منطقة وأخرى وعدم تعريف الناس بمدى خطورة الوباء”.
أما الناشط الاجتماعي “نسيم شمو” يقول حول دور الإعلام، “منذ انتشار الوباء بمناطقنا في شهر آذار المنصرم كان للإعلام دوراً إيجابياً من ناحية التوعية والمصداقية لأنه لم يقم بإخفاء الحقائق عن الشعب”، وأضاف، “المطلوب من الإعلام بالمرحلة القادمة أن يكون حذراً أكثر لأن المسألة أصبحت جدية وخاصة بعد ظهور عشرات الحالات لدينا”.
وتابع “شمو” من خلال متابعتي لاحظت بعض الأخطاء التي تقع فيها الوسائل الإعلامية دائماً، وهي تضخيم الأمور أكثر من اللازم والإنجرار وراء الإشاعات وهذا أمر يشوه صورة الوسيلة الإعلامية، فالتضخيم الإعلامي يرهب المجتمع بدلاً من أن يضعه في راحة نفسية وهذا ما يحتاجه مجتمعنا في هذه الفترة.
أما المهندس “أحمد العبدالله” فقد عبر عن رأيه باختصار حيث قال، “يعتبر دور الإعلام المحلي إيجابيا رغم قلة الإمكانيات التقنية والمادية” وبيّن أنه يقع على عاتق الإعلام تكثيف حملات التوعية الصحية وإخراج المزيد من الأفلام الوثائقية ومقاطع فيديو التي تساهم بنشر الوعي بين أفراد المجتمع، وبحسب “أحمد” فإنه لم يلحظ أخطاء في الإعلام لكنه لاحظ ضعفا في إخراج الأفلام الوثائقية.
في حين أن “حسين خالد” وهو من أهالي تربه سبيه، لم يختلف كثيرا عن من سبقوه فقد عبر عن رأيه بدور الإعلام العامل في شمال شرق سوريا قائلاً: “قام الإعلام بدور فعّال في المجتمع فالمجتمع ليس لديه العلم الكافي حول الوباء، ومن خلال الإعلام تعرف على ماهية هذا الوباء وكيفية التصرف تجاهه لذا أقول كان دور الإعلام إيجابياً.
ووصف “حسين” دور الإعلام في المرحلة المقبلة بالطبيب المعالج من خلال التوعية والإرشادات التي يقدمها لافتاً إلى ضرورة أن يقدم للمتلقي كيفية حماية نفسه داخل منزله وفي الشارع وفي التجمعات العامة.
وركز “حسين” على ضرورة أن يكون هناك استمرارية للإرشاد بوباء كورونا وعدم الاعتماد على المرحلة فقط والخروج من وضع الانقطاع ثم العودة وهذا يعتبر ضعف لدى الإعلام.
تتباين الآراء حول دور الإعلام، ايجابي كان أم سلبي، لكن الجميع يتفق أن المرحلة الراهنة تتطلب جهود مكثفة للتوعية بمخاطر وباء كورونا.
*الصورة من أرشيف الشبكة