أخبار وتقارير
التداعيات السلبية لإغلاق المدارس على الأطفال بسبب جائحة كورونا
نوهرين مصطفى
أدى تفشي فايروس كورونا في مدينة الحسكة إلى خلق حالة من العزلة الاجتماعية التي ألقت بآثارها بشكل خاص على الأطفال.
وما عزز هذه الحالة هو إغلاق الجهات المعنية في الإدارة الذاتية المدارس عدة مرات خلال العام الدراسي، وذلك للحيلولة دون انتشار الفايروس والحد من الإصابات التي بلغت /17826/ إصابة في عموم شمال وشرق سوريا، بحسب آخر تحديث لهيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية لحالات الإصابة.
إجراء إغلاق المدارس، إضافةً إلى انعدام المساحات الصديقة للطفولة وعدم وجود حدائق وساحات للعب في المدينة، جعل من الأطفال عرضة للإصابة بالمشاكل النفسية واكتساب عادات غير صحية.
وقالت رجاء الراضي، وهي أم لأربعة أطفال، من مدينة الحسكة، لشبكة آسو الإخبارية، إنّ أطفالها يقضون معظم أوقاتهم/ن بمشاهدة الفيديوهات على اليوتيوب واللعب بالألعاب الإلكترونية، ويتشاجرون على جهاز الموبايل طوال اليوم.
وبيّنت أنّ طفلها الأصغر تنتابه نوبات غضب إذا تم منعه من حمل الموبايل، في حين أنّهم جميعاً كانوا أكثر هدوءاً حينما كانوا يرتادون المدرسة، على حدّ قولها.
أما أنس جمعة، وهو أب لثلاثة أطفال، فقال لـ “آسو” إنّ أولاده صاروا ينامون في وقتٍ متأخر من الليل منذ إغلاق المدارس.
وعبّر عن قلقه من عدم إجادة ابنه البالغ التسعة أعوام، القراءة والكتابة، بسبب إغلاق المدارس المتكرر أثناء فترة حظر التجوال المتعلق بجائحة كورونا.
ويرى الأخصائيون أنّ الأطفال هم بحاجة إلى اللعب والتواصل لتنمية المهارات وتكوين شخصيتهم، وهذا ما لم يكن متاحاً للأطفال خلال فترة الحظر وإغلاق المدارس.
ويقول الدكتور برزان سليمان، أخصائي النطق والتخاطب في تصريح لشبكة آسو الإخبارية، إنّ اللعب هو من أهم الحقوق التي يجب أن يتمتع بها الأطفال.
وبيّن أنّ لإغلاق المدارس وانعدام مراكز الأنشطة آثار سلبية على الصحة البدنية والنفسية للأطفال.
وذكر أنّ أهم المشاكل التي تواجه الأهالي هي حدوث اختلال في نظام أطفالهم/ن اليومي، مشيراً إلى أنّ ارتياد المدرسة من شأنه أن ينظم حياتهم/ن ويدفعهم/ن للنوم والاستيقاظ في وقت مبكر، الأمر الذي يعزز صحتهم/ن الجسدية، بحسب تعبيره.
ويرى الطبيب المختص أنّ وقت الفراغ والملل الذي يعيشه الأطفال نتيجة إغلاق المدارس يدفعهم/ن إلى اللعب المطول بالألعاب الإلكترونية، ما يؤدي إلى إدمانهم لها، وظهور مشاكل سلوكية وصحية لديهم، بحسب تعبيره.
وحذّر من أنّ الرتابة اليومية خلال فترة الحظر، قد تعرض الأطفال إلى العنف الأسري، وذلك نتيجة تغير معاملة الكبار معهم/ن بسبب الضغوطات النفسية الناجمة عن ملازمة البيت، و”هذا أسوأ ما قد يتعرض له الأطفال في المنزل، وقد ينجم عن ذلك نشوء عقد نفسية وسلوكيات غير سوية وضعف في الشخصية لديهم/ن” بحسب الطبيب.
ويؤكد “سليمان” أنّ “تنظيم البرنامج اليومي للأطفال وتحديد أوقات النوم والاستيقاظ وتناول الطعام واللعب، إضافةً إلى وجود الأهالي بقرب أطفالهم، ومنحهم المزيد من الوقت لتقديم النصح لهم والتعاطف معهم، وتشجيعهم على اكتساب مهارات جديدة، وتنمية مواهبهم، من شأنه أن يحافظ على تمتع الأطفال بسلوك سويّ وصحة جيدة”.
ويدعو أخصائي النطق والتخاطب إلى توفير مساحة للأطفال لممارسة أنشطة بدنية واللعب، والسماح لهم باللعب داخل المنزل، ومنعهم من اللعب بالألعاب الإلكترونية لفتراتٍ طويلة.
من جهةٍ أخرى، يطالب الأهالي بعدم إظهار ردود فعل عنيفة، ومحاولة احتواء الطفل/ة والاستماع إليه/ا، في حال ظهور تصرفات غير طبيعية لديه/ا.
وشدد على ضرورة عرض الطفل/ة على طبيب مختص، في حال خروج تصرفاته/ا عن السيطرة، وعدم الإهمال في هذا الأمر واستسهاله.
*الصورة من أرشيف الشبكة