أخبار وتقارير
فقدان شاب من ريف الدرباسية لحياته بعد اعتقال في أحد سجون الإدارة الذاتية واتهامات بتعرضه للتعذيب حتى الموت
أثار خبر فقدان الشاب “أمين عيسى” لحياته، حالة واسعة من الاستياء، بين الرأي العام والأوساط الشعبية، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي لنخب ثقافية وسياسية في المنطقة، والتي استنكرت خبر تداول بمقتل الشاب “عيسى” تحت التعذيب، في أحد سجون الإدارة الذاتية، التي تعيد حالة الوفاة لظرف طبيعي ونفت حالة الموت تحت التعذيب.
وتداولت عشرات الصفحات والمواقع صوراً لجثة عليها أثار تعذيب بالغة، قيل أنها للشاب “أمين”، ودعت الإدارة الذاتية إلى فتح تحقيق فوري بالحادث وتقديم الجناة إلى العدالة.
على إثر الصور التي نُشرت لشخص تظهر على جسده آثار التعذيب، وأنها تعود للشاب أمين، قامت وسائل تتبع الإدارة الذاتية بنشر صور للشاب “أمين” وهو متوفي لكن دون وجود آثار وكدمات للتعذيب.
وقال “هجار أمين” وهو ابن عم الفقيد، في تصريح لشبكة آسو الإخبارية، إنّ قوى الأمن الداخلي التابع للإدارة الذاتية (الأسايش) اقتادت ابن عمه قبل نحو شهر للإدلاء بشهادة في مقر قيادة الأسايش بالحسكة.
وأضاف بأنّ عائلته راجعت مقر الأسايش، لكنهم أخبروهم أنّ ابنهم نُقل إلى النيابة العسكرية، وتم توقيفه على ذمة التحقيق، على حدّ قوله.
وبيّن “هجار” أنهم قد تواصلوا مع مسؤولين في الإدارة الذاتية، لإيصال الدواء لإبنهم، الذي كان يعاني من مشاكل صحية في القلب والغدة الدرقية، لكن دون أن يعرفوا مصيره.
وطالبت عائلة الضحية، الإدارة الذاتية والمؤسسات الأمنية بإصدار بيان، لتوضيح ملابسات مقتل ابنهم تحت التعذيب، دون توجيه أي تهمة له، ومعرفة أسباب اعتقاله.
وقالت العائلة في البيان إنها ستقوم بتقديم ملف مقتل “أمين”، تحت التعذيب، إلى منظمات حقوق الإنسان والمنظمات المدنية ذات الصلة.
وأكد أحد الأطباء الذين كشفوا بعد الوفاة على الجثة، لشبكة آسو الإخبارية، (وفضل عدم ذكر اسمه) أنّ الجثة كانت تخلو من أية آثار للتعذيب حين تم الكشف عليها، وأن الشاب تعرض لحالة وفاة طبيعية ناجمة عن سكتة دماغية.
وذكر الطبيب أنه تم الكشف عن الجثة بتاريخ 28 حزيران 2021 تمام الساعة واحدة ظهرًا بتوقيت سوريا، وكانت الشاب قد فارق الحياة بحسب تقديره قبل نحو 8 ساعات.
واستدرك الطبيب قائلاً: “بكل تأكيد الصور التي تم نشرها ويظهر عليها آثار التعذيب، بعد مقارنتها، بالفعل تعود للشخص ذاته الذي تم الكشف عليه من قبل اللجنة الطبية، مرجّحاً تعرّض الجثة لحالة من التشويه بعد الوفاة”.
ومن جهته نفى مكتب شؤون الإصلاح والعدل التابع للإدارة الذاتية في بيان أصدره أمس الثلاثاء، خبر مقتل الشاب “أمين عيسى” تحت التعذيب الذي وصفه “بتحريف للحقيقة”.
وأوضح البيان الصادر عن مكتب شؤون الإصلاح والعدل التابع للإدارة الذاتية، أنّ الشاب “أمين” تم توقيفه في 22 أيار الفائت بتهمة دفع الرشاوي وفق مذكرة رسمية صادرة عن الجهات المختصة، في حين لم يتم إعلان أو صدور ورقة تظهر ذلك بحسب جواب عن السؤال من قبل العائلة.
وذكر البيان أنهم تلقوا يوم 28 حزيران الجاري بلاغاً من إدارة مركز الإصلاح والتأهيل بحي غويران بالحسكة بحدوث حالة وفاة لديهم.
وأنه بعد الكشف على الجثة تبيّن عدم وجود أي آثار للعنف أو تعذيب، وتبيّن أن سبب الوفاة ناجم عن جلطة دماغية.
وأكد مكتب شؤون الإصلاح والعدل في بيانه أنهم دعوا عائلة الفقيد وأعلموهم بحالة الوفاة أصولاً.
كما تم إخبارهم أنّ بإمكانهم تسمية خمسة أطباء من قبلهم للكشف على الجثة ومعرفة أسباب الوفاة، “لكن تم استلام الجثة و تم دفنه من قبل العائلة دون القيام بأي كشف طبي”، بحسب ما ورد في البيان.
واعتبر مكتب شؤون العدل الإصلاح نشر صور تم التلاعب بها على أنها للشخص المتوفى أمراً منافياً للقيم والأصول الإنسانية، وأن الغاية منها خلق الفتنة وتشويه صورة قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية.
وتداول ناشطون آخرون مقطع فيديو مصور لجثة الشاب أمين تم تصويرها في المستشفى وبحضور طبيب شرعي يشرح فيها حالة الجثة التي لا تظهر عليها أية آثار للتعذيب أو الاعتداء.
وأصدرت عائلة الشاب “أمين عيسى” بياناً ليل الثلاثاء / الأربعاء أكدت فيه صحة الصور المنشورة لإبنهم وعليها آثار التعذيب، نافيةً أن تكون صوراً مفبركة، على حدّ قولها.
كما أكدت أنهم تمكنوا من الاتصال بطبيب شرعي لم تكشف عن اسمه بناءً على رغبة الطبيب، بحسب البيان.
وجاء في تقريره الطبي ما يلي:
كسر في الفك
نزيف داخلي في الجمجمة
آثار ضرب على الركبة
ضرب بأداة قاسية على الرقبة وخلف الرأس
حرق من خلف الرأس إلى نهاية العامود الفقري بالزيت الحار
آثار ضربات قاسية على البصلة السيسائية
أثر ضرب الشفرة على الجهة اليسرى من الوجه
حرق اليدين من تحت الابط إلى الكف بالماء الحار
حفر في جلدة البطن
وعبّرت عائلة الفقيد خلال البيان عن استعدادها لإعادة تشريح الجثة وفتح القبر مجدداً تحت أنظار وسائل الإعلام وبحضور لجنة من أطباء ومختصين محايدين.
وطالبت العائلة في بيانها المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية بفتح تحقيق دولي مستقل وشفاف للكشف عن ملابسات ما وصفته بالجريمة وتقديم الجناة إلى العدالة.
يذكر أن “أمين عيسى” من مواليد 1986 وينحدر من ريف مدينة الدرباسية، وهو متزوج وأب لطفلين، يسكن في مدينة الحسكة ولديه مكتب عقاري، وهو عضو اللجنة الفرعية في الحزب الديمقراطي الكردستاني- سوريا.
*الصورة من النت