أخبار وتقارير
اندلاع اشتباكات نادرة بين جماعات جهادية تدعمها تركيا في إدلب السورية
اندلعت اشتباكات بين هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة وفيلق الشام الموالية للجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، بسبب خلافات حول الافتتاح المزعوم لمعبر تجاري مع مناطق سيطرة الحكومة السورية في ريف إدلب الشرقي.
سلطان الكنج
ترجمة: هجار عبو
اندلعت اشتباكات في 29 أيلول/سبتمبر بين هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة وجبهة التحرير الوطني التابعة للجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، بالقرب من بلدة سرمين شرقي محافظة إدلب شمال غرب سوريا، وذلك بعد أن حاولت هيئة تحرير الشام طرد عناصر فيلق الشام المتواجدين في نقطة عسكرية تفصل بين مناطق الحكومة السورية والمعارضة.
وقال ضابط في الجيش الوطني السوري ومقره في إدلب لـ “المونيتور”، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن “هيئة تحرير الشام أرسلت قوافل عسكرية وحاصرت نقطة عسكرية لفيلق الشام قرب خطوط التماس مع النظام السوري وطلبت من أعضائها تسليم أنفسهم وأسلحتهم ثم اندلعت اشتباكات بين قوات هيئة تحرير الشام ومقاتلي فيلق الشام الذين رفضوا ترك مواقعهم”.
وقال الضابط، إن تحرك هيئة تحرير الشام جاء في إطار خطتها لفتح معبر تجاري مع المناطق الحكومية لتحقيق مكاسب مالية، وتخشى هيئة تحرير الشام أن يتم عرقلة خطتها من قبل فيلق الشام، وتسعى لإظهار أن لديها سيطرة أمنية وعسكرية على إدلب بالكامل.
وقال محمد العمر، وهو صحفي مقيم في إدلب ومقرّب من هيئة تحرير الشام، لـ “المونيتور” إن غرفة عمليات الفتح المبين التي تضمّ هيئة تحرير الشام وفصائل من الجيش الوطني السوري، بما في ذلك فيلق الشام، كانت تعمل على مدار الأشهر الثلاثة الماضية على إعادة هيكلة نقاط الاحتكاك بين قوات النظام ومعقل هيئة تحرير الشام، وقامت غرفة العمليات بحفر الخنادق والأنفاق، وفتحت مواقع جديدة كجزء من عملية إعادة الهيكلة هذه”.
وقال: “جميع الأطراف تدرك جيداً أن مواقع هيئة تحرير الشام هي الأكثر تحصناً بينما فيلق الشام الأقل تحصناً وأن عناصرها غير كفؤين، وأضاف “عندما دخل الضابط المسؤول عن عملية إعادة الهيكلة إلى مقرات فيلق الشام وجد بعض الأعضاء يلعبون لعبة فيديو PUBG أثناء أدائهم لواجبهم الأمر الذي دفع إلى اتخاذ قرار استبدالهم لكن عندما رفض فيلق الشام المغادرة اندلعت الاشتباكات لفترة وجيزة قبل حلها”.
ونفى عمر مزاعم أن هيئة تحرير الشام تسعى لفتح معبر تجاري مع الحكومة السورية.
وقال الصحفي المقيم في إدلب، مهند درويش، لـ “المونيتور”: “تبنى فيلق الشام سياسة عدم وجود مشاكل، ولهذا تجنّب أي اشتباكات مع هيئة تحرير الشام في السنوات الماضية، إنها الوحيدة التي لم تقاتل مع هيئة تحرير الشام، ويبدو أن أحداث العنف الأخيرة كانت استثناءً”.
وقال: إن هيئة تحرير الشام تعتزم فتح معبر مع النظام السوري للسماح بالتبادل التجاري بين حكومة الإنقاذ والنظام لتحقيق مكاسب مالية، ولا أعتقد أن هيئة تحرير الشام تريد طرد فيلق الشام من إدلب، لكنها بالتأكيد لن تسمح لها بعدم اتباع السياسة العامة التي وضعتها للمنطقة”.
ولفت إلى أن “فيلق الشام حليف قوي لتركيا، وفي نفس الوقت تحتاج هيئة تحرير الشام إلى مثل هذا الفصيل في إدلب ليكون حلقة وصل مع الأتراك من جهة، وتحمل الأعباء العسكرية من جهة أخرى، لأن فيلق الشام يحصل على دعم عسكري تركي كما أن أجزاء كبيرة جدا من الجبهات في إدلب تخضع لسيطرة فيلق الشام ومقاتليه منتشرون هناك”.
يبدو أن هيئة تحرير الشام تتبنى سياسة العصا والجزرة في التعامل مع فيلق الشام، لأنها بحاجة إلى وجودها وتخشى منها في نفس الوقت، في بعض الأحيان، تتشدد هيئة تحرير الشام مع فيلق الشام، بينما في أوقات أخرى، يسهل الأمر عليها لأن الفصيل يعمل كقناة اتصال لهيئة تحرير الشام مع تركيا وقطر.
للقراءة من المصدر هنا
الصورة من النت