أخبار وتقارير
القوات الكوردية تنفي المزاعم التركية بتنفيذ هجوم اسطنبول
روث مايكلسون ودنيز باريش نارلي
ترجمة: هجار عبو
نفى الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني (PKK) أي دور له في هجوم على شارع تجاري رئيسي في اسطنبول، بعد وقت قصير من إلقاء المسؤولين الأتراك اللوم على المسلحين الكورد في الانفجار المميت.
وقُتل ستة أشخاص وأصيب 81 عندما انفجرت قنبلة في شارع المشاة الشهير في اسطنبول، شارع الاستقلال، الذي تم توقيت الصاعق للانفجار عندما يكون الشارع مزدحمًا للغاية، وقال وزير العدل التركي، بكير بوزداغ، إن “امرأة جلست على مقعد هناك لمدة 45 دقيقة” وأن الانفجار وقع بعد لحظات من مغادرتها.
في حين قال وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، في ساعة مبكرة من صباح يوم الإثنين، إن الهجوم مخطط له في مدينة ذات أغلبية كوردية في شمال سوريا، وألقى باللوم على مقاتلين من حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب.
ونفى حزب العمال الكردستاني مسؤوليته عن الهجوم، وقالوا في بيان منسوب لقيادة مركز الدفاع الشعبي “لا علاقة لنا بهذا الحادث ومن المعروف للجمهور أننا لن نستهدف المدنيين بشكل مباشر ولا نوافق على الأعمال الموجهة ضد المدنيين”. حيث تعتبر قوات الدفاع الشعبي الجناح العسكري للجماعة المحظورة في تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وقبل ذلك بساعات، قال مسؤولون أتراك إن المواطنة السورية، أحلام البشير، هي المشتبه بها الرئيسي في الهجوم، ونشرت وكالة أنباء الأناضول التي تديرها الدولة مقاطع فيديو وصورًا لغارة في الصباح الباكر على منزل البشير واحتجازها، وقالت شرطة اسطنبول إن 46 شخصًا اعتقلوا في سلسلة من المداهمات في الصباح الباكر واقتيدوا إلى الحجز.
وقالوا إن البشير “أعلنت أنها تلقت تدريبها من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي / منظمة YPG على أنها ضابطة مخابرات خاصة”، ووصفت مجموعة لها صلات بحزب العمال الكردستاني ومقرها شمال سوريا، مضيفة أنها دخلت تركيا عبر عفرين، وهي مدينة بالقرب من حلب تخضع للاحتلال التركي منذ عام 2018.
وحدات حماية الشعب جزء من قوات سوريا الديمقراطية، المعروفة باسم قسد، وهي مجموعة شاملة بدعم من الولايات المتحدة تقاتل مسلحي تنظيم داعش في شمال سوريا.
كما أصدرت وحدات حماية الشعب نفيها للمسؤولية، وقال “نوري محمود” المتحدث باسم الوحدات “ننفي بشكل قاطع أي صلة بأحلام البشير منفذة الهجوم الإرهابي”.
وتناقضت تصريحات حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب مع تصريحات الوزير المتشدد صويلو، الذي زار الموقع في الساعات التي أعقبت الانفجار القاتل مباشرة وادعى أن اتجاه الهجوم جاء من مجموعات انفصالية كوردية في شمال سوريا، وتحديداً بلدة كوباني، وهي مدينة ذات أغلبية كوردية بجوار الحدود السورية مع تركيا.
وقال صويلو “تقييمنا هو أن الأمر بالهجوم الإرهابي القاتل جاء من كوباني في شمال سوريا، حيث مقر حزب العمال الكوردستاني/ وحدات حماية الشعب في سوريا”.
كما استخدم صويلو خطابه للهجوم على الولايات المتحدة، التي كان دعمها لقسد في شمال سوريا مثيرة لشكوى طويلة الأمد لأنقرة، وقال “أؤكد مرة أخرى: لا نقبل تعازي السفارة الأمريكية، نحن نرفضها”. “بالطبع، يجب مناقشة تحالفنا مع هذه الدولة”.
وأُلقي باللوم على مسلحين انفصاليين كورد وآخرين مرتبطين بتنظيم داعش في سلسلة من الهجمات المميتة في اسطنبول، أكبر مدينة في تركيا، في عام 2015 والعام التالي في مارس 2016، قام انتحاري قال مسؤولون أتراك إنه على صلة بمسلحي داعش بضرب شارع الاستقلال بالقرب من مكان هجوم يوم الأحد.
وكان شارع الاستقلال، وهو مركز للتجارة في الجانب الأوروبي من إسطنبول، مكتظًا بالمارة عندما دفع الانفجار المئات إلى الفرار خوفًا، وبعد أقل من يوم من الهجوم، أعيد فتح الشارع الذي تصطف عليه الأعلام وكان يعج بالناس، بما في ذلك الكثير ممن جاءوا للتجمع حول أكاليل من الزهور وأكوام من القرنفل الأحمر في موقع الانفجار، حيث كان هناك تواجد أمني مكثف واضح للعيان على طول الشارع، بما في ذلك قوات الشرطة المسلحة بشكل واضح.
“لم أحضر إلى هنا للعمل لقد جئت إلى هنا لتفقد متجري لمعرفة ما إذا كانت الأشياء قد دُمرت” قال باريش باتو، الذي شهد الانفجار من متجر الشوكولاتة الخاص به في الشارع المزدحم، “لم أعد أفكر في الأشهر الستة أو السبعة المقبلة فيما يتعلق بالعمل لأنه بالتأكيد العمل سيكون في تدهور”.
وبدا باتو مهتزًا وهو يرتب ألواحًا من الشوكولاتة في النافذة، متذكرًا اللحظة التي وقع فيها الهجوم، قفزت إلى الأعلى بسبب الانفجار، ورأيت أشخاصًا يتطايرون في الهواء مع ضغط الانفجار، وقال: “رأيت خمس أو ست جثث ملقاة على الأرض”ـ مضيفًا، “أنا في صدمة لماذا نعيش في مثل هذا العالم؟ ”
ومرَّ آخرون إلى هناك حيث شارع الاستقلال لتقديم تعازيهم، بما في ذلك عضوان في الحزب الصالح القومي المحافظ، وهو حزب معارض في تركيا، اللذان وقفا بالقرب من موقع الانفجار ممسكان بباقات من القرنفل الأحمر.
وقالت آيلا جاويش أوغلو، التي وقفت مع حزب IYI مثبتةً على معطفها والدموع في عينيها: “نأمل ألا يحدث هذا مرة أخرى”.
في حين قالت كافيد كاراكولا، المسؤولة المحلية في المنطقة، إنها سافرت لمدة ساعة إلى موقع الانفجار من منطقة إسنيورت في إسطنبول، وارتدت كاراكولا وشاحًا مصنوعًا من العلم التركي ورفعت صوتها وهي تتحدث، مرددةً كلمات الحكومة التركية، وعلى وجه الخصوص صويلو.
وقالت، “نحن مستعدون لأي شيء يأتي من القوى الأجنبية ولا نقبل تعازي الولايات المتحدة”، “سوف نحكم على كل فرد بالمسؤولية وأعتقد أن هذا الهجوم الإرهابي كان من عمل حزب العمال الكوردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي”، وأضافت لا أعتقد أن تعازي الولايات المتحدة حقيقية لأن هذه منظمات يدعمونها لقد فعلوا ذلك”.
وقال العديد من العاملين في المحال التجارية والمقاهي التي تقع في شارع الاستقلال، أحد أكثر مناطق التسوق ازدحامًا في إسطنبول، إنهم شعروا بالاهتزاز بعد الهجوم، لكنهم اضطروا أيضًا إلى العودة إلى العمل بسبب الأزمة الاقتصادية المستمرة في تركيا، والتي انخفضت خلالها الليرة التركية إلى نصف القيمة فيما كان عليه العام الماضي.
وقال رجل يرتدي ملابس سوداء بالكامل، وذكر إن اسمه مراد، والذي كان يعمل في محل معجنات يطل على موقع الانفجار “لم أرغب حقًا في القدوم إلى العمل اليوم ولكن لدي أشخاص لأعتني بهم” وأضاف: “عندما أرى الحشود هنا أتذكر ما حدث بالأمس”.
“بسبب الاقتصاد وخطر البطالة علينا أن نأتي إلى العمل” قال أوزكان تيكينالب، أثناء استراحة من العمل في مطعم في الشارع، “إنه أمر خطير عادة ما يكون هناك الآلاف من الناس في الشارع هنا واليوم فارغ مقارنة بمعظم الأيام لكن علينا العمل” وأضاف “أشعر بعدم الأمان لكن هذا عملي يجب أن آتي إلى العمل”.
*الصورة من انت
للقراءة من المصدر هنا