أعمال
زراعة محصول الكمون… خوف لابدّ منه
مع بداية شهر شباط/فبراير من كل عام، يتحضر الفلاحون في عموم سوريا ومنطقة الجزيرة خصوصاً لزراعة موسم نبتة الكمون والتي يُخصص تاريخ زراعتها من بداية شهر شباط حتى 20 -25 من الشهر نفسه.
فلطالما لقي موسم الكمون إقبالاً كبيراً عند مزارعي الجزيرة خلال السنوات الماضية، والذي اتسعت رقعة زراعته حيث احتلّ نصف المساحات المخصصة لمحصولي القمح والشعير في بعض المناطق بسبب انخفاض تكلفة هذه الزراعة وارتفاع أسعارها وسهولة تسويق المحصول، مقارنةً بغيره من المحاصيل إلى جانب الاستفادة منه في الدورة الزراعية.
تقول الأرقام الرسمية إن إجمالي مساحات المحاصيل العطرية والطبية في محافظة الحسكة خلال موسم 2016 بلغ 72 ألف هكتار معظمها من محاصيل الكمون والكزبرة وحبة البركة الطبية، فيما تجاوزت 29 ألف هكتار في موسم 2017.
لكن “فيصل حليمة” صاحب مكتب زراعي ورئيس غرفة تجارة عامودا في حديثه لشبكة آسو الإخبارية يذكر أن الإقبال على زراعة نبتة الكمون تراجع مؤخراً في عامودا نتيجة موجات الجفاف التي أصابت المنطقة. إضافة إلى حاجة الأرض المزروعة بالكمون إلى مدة راحة تصل إلى خمسة سنوات بعد حصاد موسمه. وعدم عدالة الأسعار من وجهة نظر الفلاحين وارتفاع تكاليف حصاد الموسم واليد العاملة وقلتها، الأمر الذي أدى إلى إحجام المزارعين عن زراعته في المدينة في كثير من الأحيان.
“صلاح سيدا” أحد المزارعين في المدينة ذكر أن الجفاف وتأخر الموسم المطري، سيؤثران بدورهما على محاصيل هذا العام وخاصة الآن بدء موسم زراعة الكمون.
ويبدي “سيدا” تخوفه خاصة وبأنه قام بزراعة مساحة عدة دونمات من الكمون متمنياً من الله هطول الأمطار قريباً لإنقاذ محاصيل هذا العام.
تبلغ تكلفة الدونم الواحد المزروع بالكمون ما يقارب الـ 20 ألف ليرة سورية بين حراثة وبذار وتكاليف تنظيف المحصول، إضافة إلى مصاريف أخرى سيدفعها المزارعون لجمع المحصول وحصاده والعمال وتكاليف نقلهم.
وذكر لنا “أمين عوجي” تاجر من المدينة أن الإقبال على شراء الكمون جيد ولكن مقارنة بالعام الماضي ليس على ما يرام لامتناع عدد من المزارعين نتيجة خوفهم من عدم هطول الأمطار عن شراء بذار الكمون وزراعته.
من الجدير بالذكر أن الكمون من التوابل الأساسية على المائدة السورية ويدخل في العديد من الصناعات الغذائية.