أعمال
عمال حسب الطلب … ولكن بلا عمل !!!
تحت أشعة الشمس الحارقة ولهيبها، أو برد الشتاء وأمطاره لا فرق لديهم دائماً تجدهم جالسين على الرصيف بانتظار الفرج (طلب أحد المارة منهم نقل بلوك، أو تعبأة رمل، أو القيام بأعمال العتالة).
فهم من كُتب عليهم السير في طريق الحياة بأعمال شاقة، وبواقع مؤلم على رصيف الفقراء. هذه الشريحة من الناس تخرج من بيوتها الهشة كل صباح، وهي تحمل في جوفها هموماً لا تعد ولا تُحصى.
شبكة آسو الإخبارية التقت بهم عن قرب، ونقلت معاناتهم وصراعهم مع البقاء لتوفير لقمة عيش كريمة تكفيهم مذلة السؤال.
محطتنا كانت في شارع زكي الأرسوزي -بجانب فندق أمية -وسط مدينة القامشلي/ قامشلو.
حيث ذكر “محمد حسن مصطفى” ذو 41 عاماً لشبكة آسو الإخبارية بأنه عامل عادي، يعمل بحسب الطلب تحميل (بلوك، رمل، عتالة…)، وبشكل عام كل الأعمال الحرة، فلا يوجد له عمل ثابت للحصول على قوته اليومي، وأوضح بالقول أن معظم الأيام لا يعمل، إذ يقتصر عمله على يومين أو ثلاثة أيام في الشهر.
أما “أبو نبيل” ذو 45 عاما، أكد لشبكتنا أنه كل يوم يأتي إلى هذا المكان وينتظر أي عمل يأتيه. وفي سؤالنا عن الأعمال التي يعملها والأدوات التي يملكها، أجاب قائلا: “لدي (كريك وسطل)، وبعض المعدات الخاصة بالبناء، و أنا على هذا الحال منذ عشرين عاما، أنتظر أي عمل في هذا المكان وقد طال الانتظار هذه الأيام لا نملك شي”.
“نأتي إلى هنا لنشرب الشاي ونعود إلى منازلنا خائبين، فأحيانا يمر الشهر بأكمله دون أي عمل”، هذا ما قاله الشاب “فراس خير الدين يوسف” ذو 29 عاما متحسرا على عمره وشبابه، وعند سؤالنا له لماذا لم يحاول البحث عن عمل آخر بعيدا عن هذا الرصيف؟ أجاب: “ليس لدي شهادة، ولا أملك خبرة بأعمال المؤسسات”.
ومن بعض آراء المحيط، أكد الحاج “محمد راشد الحسيني”(بائع جملة -في نفس الشارع)، لشبكة آسو الإخبارية، أن هذه الفئة من الأشخاص يأتون في الساعة 7 من كل صباح وحتى 12 ظهرا، وأشار بالقول إلى أنهم أناس بسطاء بأعمار متفاوتة، أصغرهم يبلغ من العمر 25 عاما، حيث أن معظمهم متزوجون ولديهم أولاد، وأضاف أيضا بأن هذه الظاهرة موجودة منذ قرابة الـ 60 عاما، أي منذ صغره عندما كان يأتي إلى دكانه مع والده على حد قوله.
ليست أعمال العتالة والتحميل وحدها ما تقصم ظهر هؤلاء الرجال وإنما الهموم وشظف العيش والتفكير بلقمة الغد، فهل من مجيب يسمع صوتهم.