أعمال
“عسل الرقة” في طريق العودة رغم الصعوبات
تُعتبر تربية النحل في مدينة الرقة السورية مهنة تتوارثها كثير من العائلات، ويزاولها كثير من الأهالي بفعل قيمة العسل الغذائية والدوائية وتوفر الخلايا اللازمة والمراعي المتنوعة، والتي تقدم دخلاً جيداً لأصحابها.
إلا أن هذه المهنة بدأت تتراجع مع تصاعد الحرب بعد 2012، شأنها شأن كثير من المهن التي فقدت أصحابها، وبدأت المناحل بالاختفاء تدريجياً من السهول والمراعي التي تشتهر بها.
واليوم وبعد تحرير المدينة بدأ العديد من مربو النحل في منطقة “الكسرات” بالعودة إلى مزاولة مهنتهم ضمن الإمكانيات المتوافرة لإنتاج الأنواع التي لطالما اشتهرت بها الرقة كـ”عسل اللوزيات، عسل الكينا، عسل الشوكيات، عسل القطن، عسل اليانسون وعسل حبة البركة” .
“بسام المعجون” أحد مربي النحل بالرقة والذي يعمل بتربية النحل منذ ثمانية عشر عاماً يتحدث لشبكة آسو الإخبارية عن بدايات توجهه لهذه المهنة بالقول: “البداية كانت هواية وبدأت بخلية نحل واحدة ، وتدريجياً بعد أن تكاثر النحل تحولت الهواية إلى شغف وعمل وحالياً لدي خمسة وسبعون خلية والإنتاج يكون حسب المرعى”.
يتغذى النحل على رحيق الزهور وفي الشتاء يتغذى على ” خبز النحل” وهو عبارة عن عجينة يُعدها مربو النحل وتتكون من سكر وعسل وغبار طلع مضادات حيوية. تُنتج خلية النحل الواحدة سنوياً من 5 إلى 10 كيلو عسل صافي., فيتامينات .
وعن خطوات التوجه لممارسة هذه المهنة يقول “المعجون”: أما في حال أردت أن تصبح مربي نحل عليك أولاً أن تقوم بدورة لدى أحد مربيي النحل، ثم تشتري بدلة النحال، والمدخن والذي تكمن مهمته في تهدئة النحل عندما يهيج. بعد ذلك تقوم بشراء صناديق خشبية لتضع فيها الخلايا والتي تتكون من جسم الخلية وإطارات وغطاء.
وعن الصعوبات التي تواجه مربيي النحل يقول “إياد مردود” وهو مربي نحل منذ نحو 25 عاما : الخطر الأول على المناحل هي المبيدات الحشرية وخاصة مبيد ” اللانيت “، حيث أن المزارعين يستخدمونه بشكل عشوائي ودون وعي لأخطاره على النحل. في السابق كانت هناك رقابة ومنع لاستخدام مثل هذه المبيدات، أما الآن فهي تستخدم بكثرة بين الفلاحين وتقضي على أعداد كبيرة من النحل مما سبب خسائر ضخمة للنحالين، ونطالب الجهات المعنية بضبط بيعها.
“فراس الحمود” هو أيضاً نحال قديم يقول فيما يخص الصعوبات: نواجه صعوبة في النقل، حيث أن مربي النحل حين ينقل الخلايا من مرعى إلى آخر يجب أن تكون عملية النقل ليلاً حين ينام النحل ويجب أن يصل النحل إلى المرعى المقصود قبل شروق الشمس والتأخير على الحواجز يؤدي لموت أعداد كبيرة من النحل، لذا نطالب بتسهيل أمور مربي النحل عند الحواجز، ونطالب برخصة سيارة للنحالين من أجل نقل النحل .
ويضيف “الحمود” أن طير الوروار هو العدو الأول للنحل حيث يقوم بمهاجمة النحل وأكله ولا يكافح هذا الطير إلا ببندقية النثر والدبور الأحمر أيضاً عدو للنحل ولكنه لا يمثل تهديداً كبيراً مثل طير الوروار.