أصوات نسائية
“تاء مربوطة” .. تُعزز دور النساء في بناء السلام وحل النزاعات بالطبقة
في ظل تعقيدات الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والتحديات ذات الصلة بالأمن التي تعايشها محافظة الرقة بمدنها وريفها بعد الإرث الثقيل الذي خلّفه داعش. تتقدم النساء الصفوف على خطوط المواجهة، ويُعول عليهن كثيراً في زرع مفهوم السلام ونبذ العنف والكراهية، بل ويكون الأمل عليهن أكبر في أن يكن لهن دور فاعل في حل النزاعات وفضها بطريقة سلمية.
ومن أجل التصدي لهذا الوضع الصعب، أدركت مؤسسة “تاء مربوطة” أنه ينبغي توعية الأمهات وتثقيفهن من أجل مكافحة الفكر المتطرف منطلقين من الاعتقاد المجتمعي السائد بأن الأم هي المسؤولة عن الأخلاق والقيم التي يكتسبها الأطفال وعن غرس الشعور بالمسؤولية تجاه إقامة علاقات إنسانية إيجابية في محيط الأسرة والمجتمع. وتحقيقاً لهذا الغرض نظمت المؤسسة بتاريخ 12/08/2018 نشاطاً تدريبياً تمكينياً للنساء في مدينة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة تحت عنوان “مشاركة المرأة في فض النزاعات وحالات التطرف والعنف” وذلك بواقع 4 ساعات تدريبية.
سعى التدريب خلالها إلى التأكيد على الدور النسائي في مجال حل النزاعات، إضافة إلى تزويد النساء المشاركات بالأدوات اللازمة لهذه الممارسة.
“حنان محمد” مسؤولة الإعلام والاتصال في مؤسسة تاء مربوطة ,وضحت أن المؤسسة تنطلق في تنظيمها للورشات التدريبية من احتياجات النساء ومن منطلق إشراكهن في بناء مجتمعاتهن المحلية، وأن يكن لهن دور فاعل فيها.
وفيما يتعلق بورشة اليوم أكدت “محمد” أن الورشة تهدف إلى تزويد النساء بالمعارف اللازمة حول فض النزاعات والسلم الأهلي وتعزيز ثقتهن بأنفسهن كي يصبحن فاعلات في أسرهن والمجتمع. ومن خلال المدرب وفقراته التدريبية التي قدمها أردنا بناء قدراتهن على التفكير النقدي، بحيث يتمكّن من التعرف على علامات التطرف العنيف لدى الأفراد وفي مجتمعاتهن المحلية وإيجاد طرائق لمعالجة هذه النذر المبكرة عن طريق تشجيع الحوار وبناء السلام المجتمعي، وشحذنا وعي النساء بالقدرة على التأثير في حياة أطفالهن وتوفير الإرشاد لهم ومنعهم من الانخراط في أنشطة التطرف.
“محمد علي عثمان” مدرب الورشة في نهاية التدريب تحدث لشبكة آسو الإخبارية بالقول: “حاولنا من خلال المادة التدريبية التي قدمناها اليوم أن نركز على مصطلحات السلام والسلم الأهلي ونبذ الكراهية ونبذ العنف والتطرف بكل أشكاله ومنها الديني وتم تقديم أنشطة نفذتها النساء إضافة إلى عرض مقاطع مصورة وقصص وتجارب حقيقية وتم تنظيم حلقة نقاش”.
وفيما يتعلق بالمشاركة النسائية وتفاعل النساء مع التدريب أوضح “علي” أن التدريب كان جيد جداً وتجاوب النساء كان ممتاز وقد تمت الكثير من النقاشات حول المواضيع التي تم طرحها”. مضيفاً أن المنطقة رجالاً ونساءاً أحوج ما تكون إلى المزيد من الورشات والدورات التمكينية التي تركز على مفاهيم نبذ العنف والكراهية والتعايش السلمي.
السيدة “رشيدة محمد” إحدى المشاركات بالنشاط أكدت أن “النشاط كان مفيد والمدرب استطاع بأدواته وأسلوبه أن يُغني معرفتنا أكثر، فدائماً كلما نتعلم أكثر يظهر النقص الذي لدينا أكثر”. مشيرة أن هذا النوع من التدريبات يُساهم في تطوير أدوات الإنسان ويزيد من خبرته ومعرفته خصوصاً في المناطق التي عانت من سيطرة داعش، فالتدريب أكثر يعني المزيد من التوعية.
من الجدير بالذكر أن مؤسسة تاء مربوطة وهي جزء من شبكة آسو الإخبارية تعمل على تنظيم أنشطة تدريبية شهرية تستهدف في معظمها النساء خاصة في المناطق التي عانت من سيطرة داعش وذلك بهدف الأخذ بأيديهن وتزويدهن بالمعارف اللازمة لبدء حياة جديدة ما بعد التحرير من خلال مدربين متخصصين، كل ذلك من أجل المساهمة في بناء مجتمعات محلية سليمة تنبذ العنف والكراهية والتطرف وتدعو للسلام والعيش المشترك.