Connect with us

أخبار وتقارير

محطة علوك في أعين المنظمات السورية غير الحكومية

نشر

قبل

-
حجم الخط:

قامت 49 منظمة مجتمع مدني سورية غير حكومية تعمل في شمال شرق سوريا، بإدانة قطع تركيا المتعمد للمياه عن “محطة علوك”، الأمر الذي يشكل تهديداً صارخاً بحق مئات الآلاف من الأهالي في شمال وشرق سوريا.

بتاريخ 21 آذار الجاري، قطعت القوات التركية المياه من محطة علوك الواقعة في الريف الشرقي لمدينة رأس العين/سري كانيه، وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم بها القوات بقطع المياه، حيث تتكرر عملة قطع المياه بابتزاز سياسي من قبل تركيا وفصائل المعارضة السورية التي تدعمها.

وجاءت هذه الإدانة من قبل المنظمات، كون المحطة تشكل أهمية كبيرة للناس في مدن وبلدات عدة في شمال وشرق سوريا، ومنها مدينة الحسكة وريفها وبلدة تل تمر وريفها، إضافة إلى المخيمات الواقعة في تلك المناطق، إذ تبلغ استطاعة محطة علوك ضخ ما يقارب الـ 175 ألف متر مكعب في اليوم الواحد كما وتحتوي على 30 بئر.

ويقول “بسام الأحمد” المدير التنفيذي لمنظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، لشبكة آسو الإخبارية، إن منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” التي هو مديرها التنفيذي، كانت من بين المنظمات التي أدانت عملية قطع المياه التي قامت بها القوات التركية على مئات الآلاف من الناس.
يضيف الأحمد، أن الهدف من الإدانة هو الوصول إلى سبل ضغط من قبل المجتمع الدولي على تركيا، لإعادة ضخ المياه مجدداً على الأهالي في المنطقة.

يردف الأحمد بالقول، “كانت نتائج قطع المياه كارثية على الناس، وخاصة في ظل الخوف من انتشار جائحة كورونا ما يجعل الناس غير قادرين على المحافظة على النظافة الشخصية”.
ويوضح الأحمد أن جميع المنظمات التي دانت قطع المياه، قد دعت الأمم المتحدة واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، إلى الضغط على الحكومة التركية من أجل السماح بإعادة ضخّ المياه باتجاه المناطق المحرومة منها بشكل فوري وعاجل، وضمان عدم تكرار عمليات القطع تحت أي ذريعة، وكذلك تحييد محطة مياه “علوك” من الصراعات السياسية والعسكرية وإخضاع إدارتها إلى فريق مدني مختص ومستقل، وبإشراف ورقابة دولية، مع كف يد القوات التركية من استخدامها كورقة إبتزاز.

وطالبت ورقة الإدانة ضمن أن يستفيد جميع سكان منطقة شمال شرق سوريا من الموارد المائية بشكل عادل ودون أن تمييز من أي نوع كان.

من جانبه “جمعة خزيم” مدير مركز آسو للاستشارات والدراسات الاستراتيجية، صرح لشبكة آسو الإخبارية، بأن المياه من علوك تغذي مناطق في شمال وشرق سوريا، مضيفًا أن عملية قطع المياه عن المدنيين تأتي في نفس الوقت الذي يبذل العالم جهوداً لمكافحة فايروس كورونا.
يستغرب خزيم من تصرف تركيا والفصائل والاستغلال السياسي بعدم احترام الإرادة الدولية ومناشدة ممثلة “يونيسيف” في سوريا على أنه لا يجب أن يعيش أي طفل دون مصدر مياه مأمون، إذ تنقذ المياه النظيفة وغسل اليدين الأرواح، داعية إلى عدم استخدام محطات المياه لتحقيق مكاسب عسكرية أو سياسية، حيث أن الأطفال سيكونون أكثر المتضررين.

يضيف خزيم أن الدولة التركية بقطعها للمياه عن سكان المنطقة تُعبر عن انعدام الإنسانية في قراراتها، وتحاول استخدام قضية المياه كورقة ضغط سياسية وعسكرية، وكان لابد من إصدار بيان ومناشدة للهيئات الدولية المختصة بحقوق الانسان باسم جميع المنظمات العاملة في شمال وشرق سوريا، حيث تدين فيها هذه التجاوزات، وهذه الحرب التي تهدد حياة مايقارب مليون شخص في المنطقة.

يردف خزيم لشبكة آسو الإخبارية بالقول، إن “الهدف من إصدار هذا البيان من قبل منظمات المجتمع المدني هو إيصال صوت الأهالي في مناطق شمال وشرق سوريا إلى مراكز القرار الدولي والجهات الفاعلة في الملف السوري، وخاصة أن الدولة التركية باحتلالها لمدينة سري كانيه، فقد استولت على محطة مياه علوك التي تغذي مدينة الحسكة وبلدة تل تمر ومخيمات الهول والعريشة”.

ويضيف الخزيم قائلاً،” باختصار، سياسة تركيا العدائية للمنطقة هي بمثابة عين على استثمار الدين والقومية والشعبوية وإحراق ما يمكن حرقه من أجل الوصول إلى الطموحات، وعين أخرى على المياه التي أصبحت مصدراً للتعطيش والمقايضات من أجل تحقيق حلمه المجنون بإعادة تركة الرجل المريض وتنصيب نفسه سلطاناً للمسلمين في العالم كما يدعي”.

يذكر أن القوات التركية، ومنذ احتلالها لمدينة سري كانيه وحتى اللحظة، تكرر بين الفينة والأخرى وبشكلٍ متعمد قطع المياه من محطة “علوك” على مناطق شمال وشرق سوريا، إذ كان آخرها بتاريخ 21 آذار الجاري، ومن قبلها 24 شباط الماضي من هذا العام وذلك عبر فصائل المعارضة السورية المتطرفة.